غزوة بواط، ثاني غزوات الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم التي غزاها في شهر ربيع الأول. 1 خرج الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم مع الصحابة حتى بلغو بواط. وهو جبل من جبال جهينة، بقرب ينبع، على أربعة برد من المدينة المنورة. 2 يريد عير قريش؛ ليضيق عليهم حصارهم الاقتصادي وليقضي على أنانيتهم وكبرهم.
خرج رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة اثنتين من الهجرة في طلب غير لقريش. 3 فيها أمية بن خلف ومئة رجل من قريش، وألفان وخمس مئة بعير. 4 وكان النبي صلى اللّٰه عليه وسلم قد خرج في مائتين من أصحابه، أي من المهاجرين خاصة، وحمل اللواء وكان أبيض سعد بن أبي وقاص. واستعمل صلى اللّٰه عليه وسلم على المدينة سعد بن معاذ. وقيل: السائب بن مظعون، أي أخا عثمان بن مظعون. وقيل: السائب بن عثمان. 5 فقاد الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم أصحابه حتى بلغوا إلى منطقة بواط على الطريق المؤدي من الشام إلى مكة. 6 وكان بها ممر تجاري تمر به القوافل التجارية، فقبل أن وصل الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم وأصحابه إلى بواط، انتبهت عيون القافلة وعلى رأسهم أمية بن خلف، وعلمت بخرواج قوات المسلمين، فأسرعت قافلتهم بحركتها، وسلكت طريقا غير طريق القوافل المعبدة. 7 حتى بلغت إلى مكة. ورجع النبي صلى اللّٰه عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا، أي حربا. 8
بعد ما عاد الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم من غزوة الأبواء لبث عدة أيام في المدينة حتى بلغه أن قافلة قريش التجارية ستعود من الشام إلى مكة في بضعة أيام، فخرج الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم في مائتي راجل وراكب لمتابعة الكفار، ولكن انتبه أهل مكة قبل الأوان باستطلاعتهم الاكتشافية أن المسلمين يترصدون عير قريش ويعترضون لها في الطريق، فأسرعوا السير وعبروا بواط قبل وصول قوات المسلمين إليها فوصلوا ناجين إلى مكة، وانصرف النبي صلى اللّٰه عليه وسلم دون أن يلقى حربا.