جغرافية الجزيرة العربية

الجزيرة العربية منطقة برزت على وجه الأرض، واشتهرت بين العالم بالصوت القرآني والصيت النبوي -على صاحبه آلاف التحيات والتسليمات-، وهي تشكل من حيث التركيب الجيولوجي شبه جزيرة متألفة من الصحاري الشاسعة والسهول الرملية الواسعة، بعض نواحيها مجدبة خالية من الماء والكلأ، وبعضها محتوية على واحات مخضرة مزدهرة، وأخرى جبال راسيات عالية، وسهول ساحلية دافئة، بها سلاسل جبلية مترامية الأطراف، تمتد غربًا وجنوبًا. وتعتبر هذه المنطقة على بسيط الأرض من أشد المناطق الحارة، ترتفع درجة حرارتها في النهار وتنخفض في الليل، وقد تهب فيها عواصف رملية شديدة عاتية، تكاد تحف على فئات بشرية، برمال متراكمة، فتقضي عليها وتفنيها للأبد، وقد هلكت في رمالها وتلالها وجبالها عدة حضارات بشرية قديمة، كانت في زمانها مزدهرة متطورة، فما أدرك منها التاريخ أثرة، ولا سمع منها همسة.

كما بادت في شبه الجزيرة العربية العرب البائدة من عاد وثمود وطسم وجديس، وصارت طعمةً للهلاك، وعبرةً للناس إلى يوم التناد. فتستبعد فيها المياه تارةً، وتارة أخرى تنعدم وسائل العيش، لكن تدل الآثار الجيولوجية والأدلة الأثرية على أن هذه المنطقة كانت وطيئة حسنة ثرية قبل عشرات القرون من يومنا هذا، وكانت أرضها كثيرة الثمار، نضيرة ‌الأزهار، غزيرة الأنهار، رائعة الماء والكلأ، فائقة النمو والثمار، في جبالها ووديانها، حيث المياه الجارية والآبار، والينابيع والجداول، ‌تنبت ‌الأشجار المثمرة، والأزهار اليانعة، ولم تبق هذه الخضرة والنضرة في الأيام الحاضرة إلا في البقعة الجنوبية (اليمن وسلطة عمان)، ويبدو أن الجزيرة العربية حاليةً كأنها تفصل بين القارة الإفريقية وآسيا، وتتميز بهوية مستقلة، والصحيح أنها المغرب الجنوبي لقارة آسيا حتمًا.

الموقع الجغرافي

ليس بين أشباه الجزر شبه جزيرة تنيف على شبه جزيرة العرب في المساحة؛ فهي أكبر شبه جزيرة في العالم. ¹ تقع شبه الجزيرة العربية بين خطي عرض 12°، 32° درجة شمالا، و30°، 12° جنوبا، أي أنها تمتد عشرين درجة من درجات العرض كما أنها تمتد بين خطي الطول 40°، 34°،و40°، 58° شرقا، وبذا يصبح امتدادها من الغرب إلى الشرق، أربعا وعشرين درجة، وهي بهذا تأخذ شكلا مستطيلا. ² ويسميها سكانها الأصليون "جزيرة العرب". وهي في الواقع تكوين جيولوجي أساسي في جنوب غرب آسيا. ³ يحدها غربًا البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء، وشرقًا الخليج العربي وجزء كبير من بلاد العراق الجنوبية، وجنوبًا بحر العرب الذي هو امتداد لبحر الهند، وشمالا بلاد الشام وجزء من بلاد العراق على اختلاف في بعض هذه الحدود، وتقدر مساحتها ما بين مليون ميل مربع إلى مليون وثلاثمائة ألف ميل مربع. ⁴ أما أبعاد شبه الجزيرة، فيبلغ طول ساحلها الغربي من رأس خليج العقبة حتى خليج عدن ألف وأربعمائة ميل، ويبلغ طول ساحلها الشرقي من رأس الخليج العربي شمالا، حتى رأس الحد جنوبا "أقصى اتساع لخليج عمان" ألف وخمسمائة ميل، ويبلغ امتدادها من بحر العرب جنوبا إلى الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية ألف وستمائة ميل، أما عرضها في أضيق نطاق بين البحر الأحمر والخليج العربي فهو سبعمائة وخمسين ميلا، وأما بين خليج عمان والبحر الأحمر، فيصل الاتساع إلى ألف ومئتي ميل. ⁵

تحيط المياه بالجزيرة العربية من أطرافها الثلاثة، يحدها من الشرق الخليج العربي المعروف عند اليونان باسم الخليج الفارسي، ومن الجنوب المحيط الهندي. أما حدها الغربي فهو البحر الأحمر، كما يسمى في الخارطات الحديثة، المعروف باسم الخليج العربي في الخارطات اليونانية واللاتينية، وببحر القلزم في الكتب العربية القديمة، وحدها الشمالي خط وهمي يمتد في اصطلاح العلماء العرب من خليج العقبة حتى مصب شط العرب في الخليج العربي. ⁶ فشبه جزيرة العرب مستطيل غير متوازي الأضلاع، شماله فلسطين وبادية الشام، وشرقه الحيرة ودجلة والفرات وخليج فارس، وجنوبه المحيط الهندي وخليج عدن، فهو إذن حصين بالبحر من غربه وجنوبه، وحصين بالصحراء من شماله، وحصين بالصحراء وخليج فارس من شرقه. ⁷

فالمنطقة العربية التي تألفت من الصحاري والبراري، والجبال والرمال، كانت ذات أهمية بالغة من حيث الحضارة والثقافة؛ لقربها من الحضارات العالمية الفعالة في عهودها موقعًا وزمنًا؛ وقد سُميت واشتهرت سابقًا بالجزيرة العربية أو بالبلاد العربية التي كانت ملتقى القارات العظيمة الثلاثة: أوروبا وأفريقيا وآسيا، كما أفسح جزءها الشمالي الغربي طريقًا للدخول إلى قارة أفريقيا. وكانت مكة المكرمة معروفة بين الناس في قديم الزمان بـ"سُرة الأرض" أي: مركزها. ⁸ فتعتبر المنطقة العربية مركزا للأراضي كلها؛ لموقعها المهم ومقامها العالي في التجارة والاقتصاد، حيث يقع في شرق بلاد العرب خليج فارس وبحر عمان، وفي الجنوب بحر الهند، وفي الغرب البحر الأحمر، وفي الشمال الغربي خليج العقبة والشام وفلسطين، وفي الشمال الشرقي نهر الفرات. ⁹

المساحة الأرضية

تبلغ مساحة الجزيرة العربية حوالي مليون ومائتي ألف (1200000) ميلًا مربعًا، أي ما يقرب من ثلاثة ملايين ومئة ألف (3100000) كيلومترًا مربعًا، ويبلغ طول قطاع البحر الأحمر حوالي ألف ومئتي (1200) ميلًا أي: ألفًا وتسعمائة (1900) كيلومترًا، بينما أقصى عرضها من اليمن إلى عمان في الجنوب هو ألف وثلاثمائة (1300) ميلًا أي: ألفان ومئة (2100) كيلومترًا، وتقع جزيرة سقوطرة في المحيط الهندي على بعد مئتي ميل من جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، ولها علاقة قوية بالجزيرة العربية جغرافيةً، كما أنها جزء متصل باليمن سياسيًا. وفي العصر الراهن تنقسم شبه الجزيرة العربية بسبب تقسيم سياسي إلى عدة دول مستقلة، ومن بين هذه الدول استحوذت المملكة العربية السعودية على أوسع الأراضي من غيرها، وبعيدًا عن هذه الخلافات الحدودية والتقاسيم الأرضية، فإن اليمن وعُمان والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين مدرجة في الجزيرة العربية. ¹⁰

التكوين الجيولوجي

ظهرت الصفيحة التكتونية العربية (تكوين القوائم الأرضية) إلى حيز الوجود -وفقا لإحدى الروايات- قبل 25 مليون سنة، وجاءت بداياتها عند انفصال شمال شرق أفريقيا، ما أدى إلى انفلاق خليج عدن والبحر الأحمر، وتعتبر الصفيحة التكتونية العربية صفيحة مصغرة وبسيطة من ألواح الغلاف الصخري لكوكب الأرض، ويتكون الجزء العلوي من قشرة هذه المنطقة من قبو ما قبل الكمبري البلوري الصلب الخالص، وصخور رسوبية من بداية عصر الحياة، ¹¹ أوصخور صلبة بركانية سوداء من العصر الحجري الحديث في طوفان حقبة الحياة الحديثة، وتبلغ سماكة الطبقة الرسوبية لعصر الحياة البرية إلى عشر كيلومترات تقريباً. ¹² كما تظهر تقسيمات ثلاثة جيولوجية رئيسة في شبه الجزيرة العربية، ونتيجةً لذلك تنقسم المنطقة إلى الدرع العربي والألواح الأرضية والسلسلة الجبلية، وتلتقي شبه الجزيرة العربية شمالًا وشرقًا بالرواسب الرسوبية لنهر دجلة والفرات، ما تُسيل الرمال والمعادن في الجبال شمالًا وشرقًا. ¹³

وقد تم تحديد النمط الهيكلي لشبه الجزيرة العربية من خلال تثبيت الدرع العربي في عصر ما قبل الكمبري، فكانت صخور الدرع الجيولوجي مستقرة إلى حدٍ مّا، ولكنها متحركة بشكل أساسي منذ عصر ما قبل الكمبري، وتشكل جزءًا كبيرًا من شبه الجزيرة العربية، ففي الجهة الغربية، تشكل معظم مناطق نجد والحجاز المقدس ومنطقة عسير بأكملها، بينما في الجنوب الغربي يتم تشكيل الجزء العلوي من اليمن أيضًا من صَوبها، وعلى طول الساحل الجنوبي للجزيرة العربية، توجد في شكل صخور سطحية متجزئة ومتناثرة، وبعد أن اتخذت شكلًا صلبًا وتكيفت مع سطح أملس، انحدر الدرع العربي قليلًا إلى الشمال الشرقي نحو مياه حوض تيثيس، ومع استمرار الهبوط والدس تحركت المحيطات الضحلة ذات العمق الأقل إلى الأمام عبر الجزء الخارجي العميق من الصخور المبلورة، ودفنتها تحت طبقات رقيقة من الأرض المسطحة الملساء تقريبًا. ¹⁴

يغطي الدرع العربي سبعمائة ألف وسبعين ألف (770000) كيلومترًا مربعًا، حيث يقدر هذا العدد بضعف مساحة اليابان وألمانيا، ويكاد يكون سطحها الخارجي العلوي مكشوفًا بالكامل في مناخ جاف بشكل غير عادي، وتشير التقديرات إلى أن خمسين في المئة (50٪) من الدرع العربي يتكون من الصخور الجوفية، بينما تتكون الخمسون في المئة (50٪) المتبقية من الصخور البركانية والرسوبية،كما أن سبعين في المئة (70٪) من الصخور الجوفية متكونة من صخور الجرانيت. ¹⁵

إن الطبقات الأساسية المستقرة، المنحدرة المنخفضة، تشكل هيكليةً رئيسةً ثانيةً للمنطقة المستقرة المعروفة باسم الجرف العربي أو اللوحة العربية. ¹⁶ ويقع منها الجرف العربي جنوبًا وغربًا، وفي الشرق والشمال يقع بحر تيثيس. ¹⁷ والصخور البلورية القديمة ¹⁸ (صخور أرشيان البلورية) هي سلسلة كبيرة من الرفوف والرقاع والطبقات كمجموعة كبيرة، تقع تحت شبه الجزيرة بأكملها، وهكذا، فإن شبه الجزيرة العربية بأكملها عبارة عن مجموعة من الصخور البلورية الجيولوجية القديمة التي تتم ملاحظتها في أجزاء كبيرة من الحجاز، وتمتد على طول حزام البحر الأحمر وفي الأجزاء الوسطى من شبه الجزيرة العربية، وتنتشر الأحجار الجيرية والصخور الطباشيرية في معظم أطراف شمال الجزيرة العربية، والصحراء السورية، وفلسطين، وسوريا، لكنها ذات طبقات تغطي صخور العصر الأثري الآرتشايني.

وعلى الجانب الشمالي، تشكل مساحة، وتفسح مجالا للصخور من العصر الجيولوجي الثالث، تمتد إلى حدود طبقات الثغور الفارسية والتركية، وقد شوهدت آثار الحمم البركانية المنبعثة من البراكين الواسعة في منطقة الهضبة وسطوحها المرتفعة كلها، وهي منتمية إلى الفترة الجيولوجية في العصر الثالث. ¹⁹

يتجاوز سمك هذه السلسلة الرسوبية ثلاثة آلاف (3000) مترًا، أما جبال عمان فلا تظهر عليها آثار عمل تكوين سطح الأرض، مثل ما تظهر على هياكل العصر الجيولوجي الثالث. ويصل سمك الطبقات العليا (Upper Permian, Triassic Layers) من العصر البرمي والترياسي إلى ألف وسبعمائة (1700) متر تقريبًا، وتتواجد رواسب العصر البرمي بشكل أساسي في الخطوط المحدبة من الهيكلين "حقب ويابانا" في منطقة "وادي بيح" من إمارة رأس الخيمة، وكذلك في منطقة "مسندم" في عمان على الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية. وقد وجدت الأحجار والصخور من العصر الترياسي والعصر الأوسط (Triassic Period, Mesozoic Period) في المنطقة كلها، كذلك توجد أيضًا في عدة آبار بعيدة عن الساحل. ²⁰ والأراضي المنخفضة من بلاد الرافدين -وهي ما بين نهري دجلة والفرات- إلى حد كبير من الطين، وتتدفق دلتا دجلة والفرات تدفقا سريعا في اتجاه البحر. ²¹

تحيط الضفة المائلة من الجبال الوليدة حديثًا بالمنطقة الداخلية المستقرة، التي تحتوي على منطقة ضيقة (Foreland Region)، وقد تشكلت شكلًا مبعثرًا عندما تكونت الجبال الرئيسة، ويحتوي نظام جبال الألب في جبال الهيمالايا على تلال باسقة صغيرة تتقاطع مع سلاسل مختلفة من الجرف العربي وزاغروس في إيران وجبال عمان، ويوجد خط وراثي جيانتيكي(Geanticline) مركب من صخور البليوزويك والميزوزويك في الأحياء الجنوبية الغربية من خليج عمان، حيث هيمنت رواسب العصر السينوزوي المعروف بحقب الحياة الحديثة على أجزاء خلفيتها، وبدأ تكوين الجبال الأروجينكية في نهاية العصر الطباشيري (Cretaceous Period)، واستأنف في منتصف العصر الأوليغوسيني (Oligocene Period) وفي العصر الميوسيني (Miocene Period)، وعاود ظهورها. ²² ويرتبط تركيب عمان الجيولوجي بالمنطقة الفارسية عكس اتجاه التكتونية (Tectonics) من الخليج الفارسي. ²³ ومن المهم أيضًا أنه توجد بعض أكبر أثقال الغاز الطبيعية في صفيحة الألواح العربية. ²⁴

في فترة قديمة من التاريخ - وفق ما قاله إتش سي آرمسترانج (H.C Armstrong) - عندما كانت أوروبا أرضًا جافةً تحت الرفوف الجليدية في العصر الجليدي، كان الحزام العربي مغطىً بالغابات والمراعي التي ترتوي بثلاثة أنهار كبيرة، ثم مع دوران الأرض حول محورها استمرت التغيرات الجغرافية في سطحها، فارتفعت الأرض في مكان وانخفضت في آخر، ونتيجة لهذا التقلب والتذبذب في سطح الأرض تغيرت الفصول والمناخ، ثم ذاب الجليد، وازداد نمو الحياة في أوروبا، أما المنطقة العربية فتحولت إلى صحراء بسبب هذه التغيرات المناخية، فهدأت الأمطار، وجفت الأنهار، واختفت الغابات، وجُرف العشب بعيدًا في السهول والحقول الرملية. ²⁵

تشير الآثار التاريخية إلى أن الصحراء العربية الشمالية كانت ذات يوم أرضًا خصبة غريزة المياه، وموطنًا لعدد كبير من السكان نحو الرحالة، كما تدل عدة آثار على أن الوديان والأنهار الجافة كانت تمتلئ بالمياه على مدار السنة في معظم شهورها، وقد لعبت التغيرات المناخية في العصور القديمة دورًا مهمًا في تكوين الصورة الحالية لهذه المناطق المعتدلة، حيث كانت درجة الحرارة ووفرة المياه من دوافعها وعواملها المهمة، أما اليوم فلا يمكن للجزيرة العربية -مع استثناء بعض الواحات والمناطق الحدودية- أن تدعم سكانها الرحالة أو شبههم طعامًا وشرابًا فقط. ²⁶

مصداق الجزيرة وشبه الجزيرة

تعرف أرض الشريط العربي باسم "شبه الجزيرة العربية" (Arabian Penninsula)، و"جزيرة العرب" (Island of Arabia) أيضًا، والسبب في تسميتها "شبه الجزيرة" هو أنها قطعة أرضية تحيط بها الخلجان البحرية والبحيرات من ثلاث جهات، وبما أنها محاطة بالمياه تعتبر شبه جزيرة، لكن مع ذلك اعتبرها بعض الجغرافيين القدماء جزيرةً كاملةً لا شبه جزيرة، ومنذ العصور القديمة تطلق شبه الجزيرة العربية على منطقة برّية يحيط بها بحر من ثلاث جهات ونهر الفرات من جهة رابعة، وهذا الاتجاه الواقع في جانب نهر الفرات كان سهلًا مريحاً للعرب في إيابهم وذهابهم وأسفارهم وتنقّلاتهم، فكانوا يرتحلون من هذه الناحية بكل سهولة. وبسبب موقعها الجغرافي تطلق عليها أيضًا الجزيرة العربية، كما أنها محاطة بالمياه من جهاتها الثلاثة منذ الأزمنة القديمة، فلم يطلق عليها العجم الأجانب "شبه الجزيرة" فحسب، بل أطلقه عليها سكانها العرب أيضًا. فقد ورد في الموسوعة الفقهية ما نصه: أرض العرب تسمى أيضًا جزيرة العرب، وقد ورد الاسمان في السنة النبوية على صاحبها آلاف الصلوات والتسليمات، والفقهاء يستعملون كلا اللفظين: ويطلق كل منهما لغةً على الإقليم الذي يسكنه العرب، والذي هو شبه جزيرة. ²⁷

وقد صرّح الإمام السمهودي على أنها سميت بذلك؛ لإحاطة البحار بها من أقطارها، يعني: بحر الحبشة والفرس ودجلة والفرات، قيل: هي كله بلد لم يملكه الروم ولا فارس. ²⁸ قيل: إن الجزیرة في أصل اللغة: ما ارتفع عنه الماء أخذا من الجزر الذي هو ضد المد، ثم توسع فیه، فأطلق علي كل ما دار علیه الماء. ولما كان هذا القطر یحیط به بحر القلزم من جهة الغرب، وبحر الهند من جهة الجنوب، وبحر فارس من جهة الشرق، والفرات من جهة الشمال أطلق علیه جزیرة وإن كان له اتصال بالبر وذلك علي سبیل التشبیه والمجاز. ²⁹

يتضح مما ذُكر أن الجزيرة العربية لما كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات، فقد كانت تسمى شبه الجزيرة العربية منذ قديم الزمان وسالف الأيام، إلا أن بعض الباحثين أطلق عليها الجزيرة بالمعنى المجازي، وحدّها الجغرافيون العرب بطريقة جعلت حدود الجزيرة العربية تمتد في الغرب إلى البادية السورية وبعض أراضيها، أي من البلقاء إلى إيلة قرب العقبة، وفي الغرب والجنوب من البحر الأحمر، ومدين وجُدّة إلى سواحل اليمن، وفي الشرق من بحر الهند وعدن وظفار إلى مهرة، وفي الشرق من بحر عمان وخليج فارس، ومهرة وعمان والبحرين إلى البصرة والكوفة، وفي الشمال إلى نهر الفرات والبلقاء. ³⁰

خصائص الموقع الجغرافي

إن أرض جزيرة العرب ليست بمنسطحة، ولا ببساط مستوي الوسط والأطراف، ولكنها مقببة، وذلك التقبيب لا يبين مع السعة، إنما يبين تقبيبها بقياساتها إلى أجزاء الفلك، فيقطع منها أفق كل قوم على خلاف ما يقطع عليه أفق الآخرين طولا وعرضا في جميع العمران، ولذلك يظهر على أهل الجنوب كواكب لا يراها أهل الشمال، ويظهر على أهل الشمال ما لا يراه أهل الجنوب، ويكون عند هؤلاء نجوم أبدية الظهور والمسير حول القطب، وهي عند أولئك تظهر وتغيب. ³¹ ومن خصائص أرضها أن بالحجاز مناطق مكونة من طبقات مترسبة تعد من أحسن الصخور والطبقات الأرضية، ملائمة للنفط والفحم، وإن هنالك مناطق فيها صخور بركانية ونارية، وقد تكونت أكثرها من تغييرات كبيرة وعمليات طويلة من ضغط هذه السلسلة الجبلية الطويلة التي تكون العمود الفقري لجزيرة العرب. وترتفع زهاء من تسعة آلاف إلى أحد عشر ألف قدم عن مستوى البحر في اليمن على ما تحتها من طبقات. ³²

إن التاريخ الطبيعي عرف للجزيرة العربية، في جملتها خصائص شاملة تشترك فيها جميع أجزائها، وعرف بعد ذلك خصائص فصلت الجنوب عن الشمال، كما عرف خصائص امتازت بها أرض الحجاز، وخصائص امتازت بها مكة المكرمة في موقعها من أرض الحجاز. عاصرت تلك الخصائص الجزيرة العربية مفرقة بين شمالها وجنوبها آمادا طويلة، وأحقابا متعددة، تدخل مع التاريخ في أعماقه البعيدة، حتى تقف معه عند مجاهد العصور التي لم تتبين له معالمها، ولم تزل تمخضها الحوادث، وتدافعها الأحداث، وتمر مع الزمن في أطوار طبيعية، حتى تبلورت إلى صورة واحدة مشت بالجنوب إلى الشمال، فمزجته به في خصائصه، حتى صار كأنه هو، جدبا وشظف عيش، وقسوة طبيعية، وجفوة حياة، وعبوس جو، ولفح سموم، وكثرة تقلبات، وقلق إقامة، وتطلعا إلى السماء، رجاء غيث، وتوثبا في أرجاء الأرض، طلبا لمرعى أو قطرة ماء. وهي بعد ذلك بيئة تدرع الليل، وتأنس بالوحش، وتستضيء بالنجوم، وتطرب لصوت الرعد، يكتنفها فضاء لا نهاية له، وتظلها سماء لا تستقر على حال، تصفو مرة فتلمح بالليل نجومها، وتضحى بالنهار شمسها، وتغيم مرة فيسود أديمها، وتتوارى كواكبها، وتحتجب شمسها، ويكفهر أفقها، ويتجهم منظرها، أكنافها الجبال، ومسارحها الوديان، لا صناعة تشذب من مظاهرها، ولا زراعة ترفه من جوها، وكل الأمل المرجو منها مرعى تجود به الطبيعة، لتحيا عليه قطعان من إبل وشاء، عليها قوام تلك البيئة القاسية. ³³

المناطق الخصبة

إن شبه جزيرة العرب يحوي أراضي غاية في الخصب، كانت تزرع منذ آلاف السنين، فيها المدن والقرى الآهلة بالسكان. وهذه الأقسام الخصبة تمتد على سواحل شبه الجزيرة بوجه عام، ففي الجنوب الغربي بلاد اليمن، ويسميها الأقدمون الأرض الخضراء، وفي الجنوب بلاد حضرموت موطن البخور الكثير الاستعمال في الأزمان الغابرة، وفي الشرق بلاد الأحساء الخصبة على الخليج الفارسي، وكانت جميع أرضها صالحة للزراعة عدا جزء قليل جدا. وأما الساحل الغربي فأرضه وعرة حزنة، تتخللها التلال والكثبان، ولكنها تمتاز بمراعيها، وكانت في الأزمان الغابرة أحسن حالا مما هي عليه اليوم. أما أرض بلاد العرب الوسطى المرتفعة، وهي نجد، وما يتخللها من الجبال المرتفعة هنا وهناك، ووديانها الطويلة وسهولها التي تربى فيها أحسن الخيول العربية، واليمامة الواقعة إلى الجنوب الشرقي فقد كانتا تسدان حاجة العرب من القمح والشعير وغيرهما، كما كانتا في القرنين السادس والسابع الميلاديين لا تقلان خصبا عن أراضي أوروبا الخصبة اليوم، بل ربما كانت تبذها في كثير من البقاع. ³⁴

أهمية موقعها الجغرافي

الجزيرة العربية لها ‌أهمية ‌بالغة من حيث موقعها الطبيعي والجغرافي، أما باعتبار وضعها الداخلي فهي محاطة بالصحاري والرمال من كل جانب، وبناءً على ذلك تصبح هذه الصحارى كحصن منيع لها من أن يحتلها الأجانب أو يفرضوا عليها سيطرتهم ونفوذهم، لذلك نرى سكان الجزيرة أحرارًا في جميع الشؤون منذ أقدم العصور، مع أنهم كانوا مجاورين لإمبراطوريتين عظيمتين، ولعلهم لم يقدروا على دفع غاراتهم وهجماتهم لولا هذا السد المنيع. ³⁵ وكذا السبب في أن عرب الجزيرة والبدو منهم بنوع خاص هم خير من يمثل السلالة السامية من النوحي البيولوجية والنفسية والاجتماعية واللغوية راجع إلى انعزالهم الجغرافي واتساق الحياة المطرد في الصحراء، فكأن النقاوة السلالية هي المكافئة التي تمنحها البيئة المقفرة الشديدة النكران كتلك التي في أواسط جزيرة العرب. ³⁶

أما بالنسبة إلى وضعها الخارجي فتقع بين القارات المعروفة في العالم القديم، وتلتقي بها برا وبحرا؛ إذ إن جانبها الشمالي الغربي باب الدخول إلى قارة إفريقية، وجانبها الشمالي الشرقي مفتاح لقارة أوروبا، والناحية الشرقية تفتح أبواب العجم والشرق الأوسط والأدنى، وتتسع إلى الهند والصين، كما تلتقي الجزيرة العربية بكل قارة منها عن طريق البحر، وترسو سفنها وبواخرها على ميناء الجزيرة رأسا، ومن أجل هذا الوضع الجغرافي كان شمال الجزيرة وجنوبها مهبطين للأمم والأقوام، ومركزين كبيرين للتجارات والثقافات والديانات والصناعات. ³⁷ فمنذ زمن قديم كانت الجزيرة العربية شقيقةً لأقدم الحضارات البشرية التي تكونت على هذا الكوكب، بما فيها الحضارة البابلية، والحضارة الفارسية، والحضارة السندية في الشرق وفي الشمال الشرقي، وحضارة وادي النيل في الغرب، وحضارة الفينيقيين في الشمال، والحضارة الآشورية، والحضارات الصينية في الشرق الأقصى والشمال الشرقي، ويعتقد الباحثون المثقفون الجدد أن كلا منها هاجرت من قلب الجزيرة العربية، وانتشرت في شتى أنحاء العالم، كما نشأت في أحضانها الحضارات المصرية، والفينيقية، والآشورية، والبابلية. ³⁸

التقسيم الجغرافي

أفضل البلاد المعمورة من شق الأرض الشمالي إلى الجزيرة الكبرى، وهي الجزيرة التي يسميها بطليموس ما روي تقطع على أربعة أقاليم، من عمران الشمال إلى الخامس، فجنوبيها اليمن، وشماليها الشأم، وغربيها شرم أيلة وما طردته من السواحل إلى القلزم وفسطاط مصر، وشرقيها عمان والبحرين وكاظمة والبصرة، وموسطها الحجاز وأرض نجد والعروض. ³⁹ ثم قام الجغرافيون قديمًا وحديثًا بتقسيم جغرافي لشبه الجزيرة العربية مراعين الحفاظ على معايير أساسية، فقام الجغرافيون اليونان والروم القدماء: إيراستنوس، وسترابو، وبليني بتقسيم بلاد العرب إلى جزأين طبيعيين فحسب، الشمال والجنوب. ⁴⁰ وكما أن سطح الجزيرة ينقسم إلى منطقتين شمالية وجنوبية، تفصل بينهما صحراوات غير مطروقة، كذلك ينقسم سكانها إلى جماعتين تتمايز الواحدة منهما عن الأخرى. ⁴¹ ولكن أحسن من ذلك وأفضل تقسيم بطليموس في القرن الثاني، ولا يزال الجغرافيون والرحالون الأوربيون يقلدونه في هذا التقسيم، فقسم بطليموس بلاد العرب إلى ثلاثة أجزاء طبيعية، بلاد العرب السعيدة، وبلاد عرب الوادي، وبلاد عرب الحجر. ⁴² ونظراً إلى خصائصها الفيزيائية قام الجغرافيون القدماء بتقسيم شبه الجزيرة العربية إلى خمسة أقسام: تهامة، والحجاز، ونجد، والعروض، واليمن. ⁴³ ونذكر هنا المناطق ذات الخصائص الطبيعية الجغرافية المختلفة فيما يلي:

(1) التهامة أو الغور

وهي الأرض الواطئة الممتدة بمحاذاة ساحل البحر الأحمر من ينبع إلى نجران في اليمن، وسميت بهذا الاسم؛ لشدة حرها وركود ريحها، وتسمى الغور أيضا؛ لانخفاض أرضها عن أرض نجد. ⁴⁴ وقال الشرقي بن القطامي: تهامة إلى عرق اليمن إلى أسياف البحر إلى الجحفة وذات عرق. ⁴⁵

(2) الحجاز

يقع الحجاز من جزيرة العرب في ناحيتها الشمالية والغربية، وهو يمتد من معان مارا برأس العقبة إلى القنفدة على شاطئ البحر الأحمر. ⁴⁶

(3) نجد

نجد تمتد بين اليمن جنوبًا وبادية السماوة شمالًا والعروض وأطراف العراق، وسمي نجداً؛ لارتفاع أرضه. ⁴⁷

(4) العروض

المنطقة الرابعة في تقسيم العلماء العرب لشبه جزيرة العرب هي منطقة العروض، وهي تغطي الامتداد الذي يبدأ من الأطراف الشرقية لليمن، ثم يستمر في اتجاه شرقي وشمالي شرقي حتى يصل إلى اليمامة وشواطئ البحرين. ⁴⁸

اليمن

تمتد اليمن من نجد إلى المحيط الهندي جنوبًا والبحر الأحمر غربًا، ويتصل به من الشرق حضرموت والشحر وعمان. ⁴⁹ ذكر ياقوت الحموي عن الأصمعي تقسيمها إلى أربعة أقسام: اليمن، ونجد، والحجاز، والغور، وهي تهامة. ⁵⁰ والسبب في ذلك أن بعض العلماء عدّوا عمان والبحرين مفصولتين عن الجزيرة العربية في بداية الأمر، ولهذا لم يذكرها السمهودي مثل ياقوت الحموي في ذكر شبه الجزيرة العربية، يقول السمهودي: وهي أربعة أقسام: اليمن ونجد والحجاز والغور وهو تهامة. ⁵¹ وكانت عمان والبحرين منفصلتين عن سائر بلاد العرب بأمرين، أحدهما طبيعي وهو تلك المفاوز والبراري الواسعة والصحاري الجدبة القفرة التي حالت بينها وبين سائر البلاد، والأمر الثاني سياسي، وهو إذعانها لسيادة الفرس. ⁵²

أما المناطق الصحراوية في العراق والمناطق الصحراوية في سوريا فقد أطلق المؤرخون عليها "العراق العربي" و"السورية العربية"، أي: أن هذه الأجزاء تندرج أيضًا في المنطقة العربية، كما أضاف الإصطخري إليها بادية العراق، وبادية الجزيرة، وبادية الشام. ⁵³ وهي غير المناطق الصحراوية في العراق وفي سوريا. فالإصطخري يعني ببادية الجزيرة منطقة صحراوية وسطى من الجزائر، واقعة في شمال نهر الفرات، وكانت البادية السورية منطقةً شاسعةً، تمتد عبر جنوب شرق سوريا، وشمال شرق الأردن وغرب العراق. وهذا جزء قديم من منازل العرب، بل هو أول أجزائها، ولم تكن هذه الناحية أقل قيمة قبل الاكتشافات الحديثة، فقد كانت باديتها مساكن لبني إسرائيل، وعلى جبل منها كلم اللّٰه أحد أنبياء بني إسرائيل وهو موسى عليه السلام، وبالقرب منها الأرض الموعودة التي وهبها إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب بني إسرائيل؛ ولكن الاكتشافات الحديثة زادتها قيمة، وكانت بها مساكن العماليق، وفيها كانت دولتهم الفخمة الممتدة إلى الحجاز، وكانت تحت سيطرتها مدن البلقاء وعمان وبصرى وتدمر. ⁵⁴

ويقال للقسم الجنوبي من عراق العرب بادية السماوة، وهو القسم الذي بين الكوفة والسماوة من جهة، وبينها وبين الشام من جهة أخرى. ⁵⁵ وهي الأرض التي يسميها اليونان عرب الرمال، وتقع بين خليج فارس ونهر الفرات وبادية الشام ونجد، وتعرف الآن بعراق العرب، وكان العماليق قد أنشؤوا في هذه الناحية مملكة عظيمة. ⁵⁶

التقيسم الجغرافي الحديث

هذا التقسيم قدمه المؤرخون والجغرافيون القدامى، أما الجغرافيون الجدد فيقسمونها إلى ثلاثة أجزاء رئيسة، وهي:

1. الجزء الساحلي في الغرب والجنوب، المشتمل على السلسلة الجبلية والسهول الرملية، وتقع فيها الحجاز، وتهامة، وجبال عسير، واليمن، وحضرموت، وظفار، وعمان.
2. صحراء الجزيرة العربية، المتألفة من الربع الخالي، والنفود، والدهناء، وبادية الشام.
3. الهضبة الضخمة الوسطى، والمناطق الساحلية الشرقية، والسهول الرملية، وتقع فيها نجد، واليمامة، والقصيم، وجبال طيء والأحساء، وقطر، والكويت، والبحرين. ⁵⁷

بعد إمعان النظر في السمات الطبيعية الفيزيائية للجزيرة العربية يتبين أن معظمها يتكون من الصحاري الشاسعة التي لا ماء فيها ولا كلأ، وهي تعد أعظم الصحاري مساحةً، وأشدها حرارةً في العالم، وإلى جانب ذلك، تقع في الجزيرة العربية الهضاب المرتفعة والسلسلة الجبلية غربًا وجنوبًا، وإليكم بعض التفاصيل عن الصحاري والجبال والهضاب العالية.

الصحاري

يرى علماء الجيولوجيا أن الجزيرة العربية عبارة عن تكملة طبيعية لصحاري أفريقية (التي ينفصلها عنها الآن منبطح وادي النيل ومنخفض البحر الأحمر العميق) والمنطقة الرملية التي تطوف آسية قاطعة أواسط إيران وصحراء غوبي. وكانت الرياح الغربية تروي غيومها الآن مرتفعات سورية وفلسطين تصل في الأزمنة الغابرة إلى الجزيرة قبل أن تفقد هذه الغيوم رطوبتها، وفي أثناء شطر من العصر الجليدي كانت هذه الصحاري مروجا خضراء آهلة بالسكان. ⁵⁸ والصحراء العربية هي برية صحراوية تقع في غرب آسيا، تمتد من اليمن إلى الخليج العربي وسلطنة عمان إلى الأردن والعراق، تحتل معظم مساحة شبه الجزيرة العربية، تبلغ مساحتها 2330000 كلومتر مربع (900000 ميل مربع)، وهي خامس أكبر صحراء في العالم والأكبر في آسيا، يقع في وسطها الربع الخالي أحد أكبر المسطحات الرملية في العالم. ⁵⁹

(1) الربع الخالي

تمتد صحراء الربع الخالي من خط الطول 45° شرقًا إلى خط الطول 56° شرقًا، أي حوالي 1200 كلومتر. وتمتد من خط العرض 16° شمالًا إلى 23° شمالًا، أي حولي 640 كلومتر في أقصى اتساع لها، وتبلغ مساحتها 640000 كلومتر تقريبًا. وتغطي صحراء الربع الخالي كثبان رملية، بعضها متحرك، وبعضها ثابت، وبعضها على شكل حدود الحصان، وبعضها قبابي الشكل، وبعضها طولي الشكل تسمى العروق. ⁶⁰ ويعتبر الربع الخالي من أكبر الصحاري الرملية في العالم، وترى نظائر تلاله ورماله في الصور الحديثة الملتقطة بالقمر الصناعي، فهي متعددة الألوان والأنواع، يتغير موقع هذه التلال التي هي بين المناطق الوسطى والحدودية بطراز علمي مثقف للغاية. ⁶¹ وقد تبين أن ارتفاع التلال الكبيرة في الربع الخالي يتراوح بين خمسين وبين خمسين ومئتي مترًا، وتفصلها بعضها عن البعض الشعاب السطحية الضحلة المتسعة حوالي كيلومترين. ⁶²

تقع في أنحاء الربع الخالي كثير من البلاد العربية المهمة، فالأحساء والبحرين تقعان في جانبه الشمالي، بينما في جنوبه وشرقه سلطنة عمان وحضرموت، وتقع المهرة في الضفة ساحلية للمحيط الهندي والبحر العربي، وفي جنوبه الغربي تقع صنعاء، وهي بلدة شهيرة من اليمن، وموقعها ضفة البحر الأحمر والبحر العربي، وعسير ونجران تقعان في جانبه الغربي على ضفة البحر الأحمر، وتلتقي مياه البحر الأحمر بتهامة، التي هي منطقة صغيرة من مناطق الحجاز في الجانب الشمالي لعسير. وأما نجد فتقع في شمال الربع الخالي بشكل مربع، والحجاز يقع في جانبه الغربي، كما تقع في شماله صحراء العراق والشام، بينما اليمامة تقع في جانب شمال نجد الشرقي، وتقع في غرب نجد وفي شرق البحر الأحمر منطقة الحجاز، بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة وجُدّة وموانئ ينبع، وتتوسط بين الشام وبين نجد والحجاز منطقة خيبر والحجر، والأحقاف منطقة، أراضيها قفار، تقع في الربع الخالي بين حضرموت واليمامة، وكانت مساكن قوم عاد. ⁶³

تسقط في أكثر أجزاء الربع الخالي الأمطار على مدار السنة خمسين مليمترا تقريبًا، بينما يبلغ قدر هطولها في بعض أماكنها إلى خمسة وعشرين مليمترا، ومعظم أراضي الربع الخالي قاحلة قفار لا ماء فيها ولا كلأ، لا ينبت فيها شجر ولا يعيش بها بشر، فضلًا عن الأنعام وما تأكلها إلا أماكن نادرة تسكن فيها الأعراب، أو يمكث فيها الباحثون عن النفط (الذهب الأسود)، يستقرون بها في الخيام لمدة معينة. ⁶⁴ وتندر فيها آبار المياه حتى أن المساحة المقدرة بين البئرين فيها حوالي مائة ميل، تهب فيها عواصف الرمال، إن أحاطت بأحد صدفةً فقد لا ينجو منها حيًّا، وتنبت الأعشاب الصحراوية في بعض أماكن الربع الخالي، كما تسقط فيه أمطار غريزة فتزدهر المناطق الحدودية بالخضرة والنضرة كمرعى لعدة شهور حتى تجف بسبب قلة المياه فيما بعد، وفي هذا الموسم تذهب القبائل البدوية المجاورة بأنعامها ودوآبها إلى هذه المراعي لتعلف أنعامهم من الكلأ، فيقيمون بها لمدة، ولكن سرعان ما تنقلب الخصوبة إلى القحط فيغادرونها.

(2) النفود

النفود صحراء تقع في شمال العرب الغربي، وهي ثاني أوسع صحاري العرب التي تقع في شمال الربع الخالي على بعد ثمانمائة ميل، تربط بينهما الهضبة المرتفعة أي: نجد، وصحراء النفود متكونة من مناطق صحراوية كبيرة وصغيرة، ويطلق على معظمها النفوذ الكبرى، بينما توجد فيها أجزاء صحراوية صغيرة: النفوذ البتراء، والنفوذ السر، والنفوذ القنفذة، والنفوذ الشقيقة، وتبلغ مساحة النفوذ الكبرى مئة وثمانين (180) ميلًا في الطول، ومئة وأربعين ميلا في العرض، وتنزل فيها أمطار غزيرة في أيام الشتاء، فتنبت أنواع شتى من الشجيرات والنباتات الصحراوية. ⁶⁵ والنفود قفار متسعة ذات رمال بيضاء أو محمرة تسفيها الرياح فتجعل منها كثبانا أو تلالا تغطي جزءًا كبيرًا من شمالي الجزيرة العربية، وتعرف النفود في كثب اللغة بالبادية، وأحيانا بالدهناء ومع أن النفود جافة إلا في واحاتها القليلة، فإنه ليصيبها في بعض السنين أمطار تكفي لتغطيتها ببساط من الخضرة يحولها إلى جنة للابل والأغنام التي يرعاها البدو الرحل. ⁶⁶

(3) الدهناء

الدهناء عبارة عن صحراء رملية متخذة شكل القوس الذي يمتد نحو ألف ومئتي (1200) كلومتر من جنوب شرق النفود إلى شمال الربع الخالي، ويطلق مسمى الرملية على نهايتها الجنوبية وهو اسم محلي يعني قرب اندماج رمال الدهناء برمال الربع الخالي. ⁶⁷ والدهناء تمتد بشكل قوس يبتعد طرفاها الواحد عن الآخر أكثر من ستمائة (600) ميل، وقد تميز الجانب الغربي من الدهناء باسم الأحقاف وهي كثبان مستطيلة من الرمال، وتطلق الخرائط القديمة على الدهناء اسم الربع الخالي، وإذا هطلت أمطار الشتاء في نواحيها غنيت الأرض بالمراعي التي ينتابها البدو وماشيتهم مدة الموسم التي تطول بضعة أشهر غير أن تلك البقاع في الصيف خالية خاوية. ⁶⁸ فتصبح في الصيف أرضًا قفراء كالموات، لا ينبت فيها شجر ولا يدخلها بشر. وتقل مساحتها عرضًا في بعض الأمكنة من ثلاثين كيلومترا، وتبدو في بادئ النظر كأنها طريق طويل حوالي ألف ومئتي (1200) كيلومترًا، تربط بين النفود والربع الخالي. ⁶⁹

(4) بادية الشام

بادية الشام أو البادية السورية أو صحراء السماوة بادية وصحراء في بعض مناطقها، تقع جنوب شرق

السورية وتضم شمال شرق الأردن وغرب العراق وجزء من شمال السعودية. وتغطي مساحتها 518000 كلومتر مربع، ويسمى القسم الجنوبي الأوسط منها الحماد، التي تقع بين عرعر والجوف شمال السعودية، وفي الشمال تحدها منطقة الهلال الخصيب. تتميز بادية الشام بمعدلات منخفضة من الأمطار سنويا تقدر بحوالي 127 مليمتر فقط، وتعيش فيها قبائل البدو الرحل التي تعتمد على الماشية والإبل. ⁷⁰

وفيها منطقة شهيرة باسم "سرحان" التي لا تزال تمثل جسرًا بين سوريا والعرب، وتستخدم لجلب البضائع والسلع منذ زمن قديم، وأحدقت طرفيها واحات واسعات استوطنتها القبائل المختلفة، وتقع فيها مناطق أخرى، ممتدة من الغرب إلى الشرق، كوادي "الحوران" التي كانت مقامًا ومنزلًا لِرَكْبِ السوريين والعرب في الأزمنة القديمة. وتحيط بها سلسلة جبلية مرتفعة عن أطرافها الثلاثة شمالاً وغربًا وشرقًا، وقد عبرها خالد بن الوليد رضي اللّٰه عنه مع جيشه الإسلامي في خمسة أيام عندما ذهب من جانب بلاد الفارس إلى الشام لمساعدة الجيش الإسلامي، وأرضها ذات بياض على عكس الدهناء حيث أرضها متكونة من رمال حمراء. ⁷¹

الحرار أو المناطق البركانية

الحرار جمع حرة، وهي أرض من الحجارة الرملية تعلو سطحها حمم البراكين القديمة الخفانية النخرة، ⁷³ وهي تكون مظهرا مهما من المظاهر الطبيعية فيها وبخاصة في الحجاز واليمن، وهي مناطق تقوم عند أفواه البراكين الخامدة، وقد تشكلت من تفتت اندفاعاتها "اللافا"، حيث تسيل اللافا إلى الأطراف فتبرد ثم تتفتت بفعل التقلبات الجوية فتكون ركاما من الحجارة البركانية. ⁷⁴ وتكثر في بقاع الجزيرة الغربية والوسطى أمثال هذه المناطق البركانية، وتمتد شمالا حتى حوران الشرقية. ⁷⁵ ويشاهد منها نوعان: نوع يتألف من فجوات البراكين نفسها، ونوع يتألف من حممها المنصهرة التي كانت تقذفها فتسيل على جوانب ‌الفتحة، ثم تبرد وتتفتت بفعل التقلبات الجوية، فتكون ركاما من الأحجار البركانية التي تغطي الأرض بطبقات، قد تكون رقيقة، وقد تكون سميكة. ⁷⁶ وآخر انفجار بركاني أشار إليه مؤرخو العرب وقع عام ستمائة وأربع وخمسين (654) من الهجرة، ما يوافق عام ألف ومئتين وست وخمسين (1256) من الميلاد. ⁷⁷

الحرة أرض ذات أحجار سود نخرة، تكون مستديرة مرتفعة حتى يبلغ ارتفاع بعضها إلى خمسة آلاف (5000) قدم، ويسقط الثلج في بعضها في موسم الشتاء، وذكر بعض المؤرخين أن عدد الحرار الثلجية مئة حرة تقريبًا، ومن أشهر حرار العرب: حرة عوريض، وحرة خيبر، وحرة سليم، وحرة الوبرة، والواقم في المدينة المنورة، وحرة الوبرة والواقم ليستا في جبال الحجاز، بل إنهما في تهامة الواقعة في الجهة الشرقية من المدينة المنورة المجاورة لها، وتمتد أراضي الحرار على مسافة عشرات الأميال التي لا تصلح لأن يمشي عليها الإنسان أو الحيوان؛ فهي أرض خشنة وعرة، وتكثر هذه الحرار والحمم المنصهرة في منطقة واقعة بين مكة وتبوك. ⁷⁸

سلاسل جبلية

أحاطت سلاسل جبلية متواصلة مختلفة الارتفاعات بشتى أرجاء الجزيرة العربية جنوبًا وغربًا، ويبلغ ارتفاعها في جنوب اليمن إلى ألف وأربعمائة قدم، بينما ترتفع في شمال المدين إلى عشرة آلاف قدم. ⁷⁹ وتمتد في محاذاة السواحل الجنوبية ‌سلاسل ‌جبلية تتفرع من جبال اليمن، ثم تتجه نحو الشرق إلى أرض عمان؛ حيث ترتفع قمم الجبل الأخضر ارتفاعا يتراوح من تسعة آلاف قدم إلى عشرة آلاف قدم. وتتخلل هذه السلاسل الجنوبية أودية تمثل اتجاه مسايل الأمطار إلى البحر. وتفصل بين البحر والسلاسل الجبلية سهول ساحلية ضيقة في الغالب، ربما لا تتجاوز خمسة عشر ميلا عن سواحل البحر الأحمر. ⁸⁰ كما تقع في اليمن سلسلة جبال يتصل بعضها من الشمال إلى الجنوب، وجميع هذه الجبال آهلة بالسكان، وفيها عيون تنبع وتجري على وجه الأرض، وبعضها تخرج من الجبال وتسير في الوديان وتنتهي إلى البحر الأحمر. ⁸¹

صورة سلسلة جبلية من السروات ومعها مفاز ساحلي من تهامة. ⁸²

تمتد سلسلة الجبال في الجانب الغربي من شبه الجزيرة العربية حتى تحد شريطًا ساحليًا ضيقًا من الأرض الخصبة الخضرة. ⁸³ وترتفع هذه السلسلة الغربية من الجبال حوالي أربعة آلاف (4000) قدم، وتسمى هذه السلسلة حجازًا؛ فإنها تحجز وتحول بين هضبة نجد وأرض حجاز كأنها سلسلة جدارية بينهما، ويبلغ طولها سبعمائة ميلًا تقريبًا، بينما تبلغ مساحتها مع تهامة في العرض خمسًا وسبعين ومئتي ميلًا، وتقع في شرقها هضبة مرتفعة باسم "نجد"، وفي غربها مفاز ساحلي من تهامة، كأن الحجاز تطلق على جبل الحجاز، وتهامة تطلق على مفاز ساحلي وجزء منحدر من الحجاز، بالرغم من أن هذه المناطق كلها تسمى "الحجاز"، بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة. والسلسلة الجنوبية من جبل السروات أرفع من سلسلة الجبال الوسطى، وسلسلة الجبال الوسطى أوعر وأخشن وأجدب منها في الشمال والجنوب، وبدلا من أن تكون سببًا في خصوبة التربة، تسخن الهواء والفضاء، فترتفع درجة الحرارة في هذه المناطق، نعم، هناك مفاوز وميادين في نواحي الحجاز الشرقية خضرة مزدهرة. ⁸⁴

وأعلى قمة في سراة الحجاز 2598 – 8400قدم في جبل إبراهيم الواقع إلى الجنوب من مصب وادي الكرا، ومن الأماكن في سراة الحجاز ما يبلغ ارتفاعه 2544 – 8268 وهو جبل دكا، و2513 – 8164 قدما وهو جبل الشفا، و2500 – 8100 قدم وهو جبل القريليط، و2363- 7700 قدم وهو جبل حيرة، و2326 – 7570 قدما وهو جبل السراة، و2308 – 7500 قدم وهو جبل برد، و2210 – 7200 قدم في جبل كرا، و1630 – 5297 قدما في الطائف، و1385 – 4500 قدم في الجوية. ويجعل كثيرون سلسلة جبل السراة ممتدة في الشمال إلى معان وأطرافها حيث تسمى هناك جبل السراة. وتكوين سلسلة السراة بسط إذ تحتوي على الصخور الابتدائية الكرستالية المكونة من تجمد قشرة سطح الأرض والصخور الاندفاعية، وغالب صخورها يتكون من الصخور البلاطونية، وفي بعض الأحيان الميتامورقية، وأهم تراكيبها الجرانيت والشست. ⁸⁵

الهضبة المرتفعة

الهضبة المرتفعة الواسعة، والبقعة الشاسعة، الشهيرة باسم "هضبة نجد العالية"، المنحدرة إلى الساحل الشرقي، تقع في السلسلة الجبلية الغربية على بُعد من شاطئ البحر حوالي مئة وخمسين ميلًا. ⁸⁶ وهي من أهم المواضع من حيث جغرافية الجبال في شبه الجزيرة العربية، وهضبتها تمتد إلى شاطئ البحر الأحمر في ساحل الغرب الجنوبي، ولها انحدار طويل في الجانب الشرقي الشمالي إلى المناطق الصحراوية في أرض الرافدين (بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات)، وإلى أعماق خليج الفارس، ولهذه المنطقة الهضبة منظر بهيج، ومشهد معجب، ومزايا متعددة في أجبالها. ⁸⁷

فهضبة نجد -الواقعة بين الصحاري الشمالية والجنوبية أي بين النفود والربع الخالي- يبلغ طولها حوالي ثمانمائة ميلًا، وعرضها حوالي مئتين وخمس وعشرين ميلا، وهي منطقة شبه صحراء، لكنها خصبة، بها عدة جداول وأنهار، كما أن بها أجبالا عديدة، ترتوي بمياهها التي تنعكس في ازدهارها وخصوبتها. ويبلغ ارتفاع هذه الهضبة في الجانب الغربي ثلاثة آلاف وخمسمائة (3500) قدم، وفي الجانب الشرقي ألفين وخمسمائة (2500) قدم، وهي منطقة عربية الأصل، حضارية مثقفة ذات خصائص متنوعة، حيث تقع بها جبال ووديان وصحاري وسهول، كما أن في بعض نواحيها واحات متسعة، وأهل الجزيرة العربية يحسبونها كبقعة من الجنة دون المناطق العربية الأخرى، التي تبقى في أغلب الأحوال جافة مجدبة وحارة.

أما الهضبة التي ورد ذكرها في الأشعار والقصائد العربية فهي سهول نجد الشمالية الواقعة بين جبال الحجاز وجبال شمر وجبال طويق، ويطلق عليها الآن "القصيم"، وفي بعض أماكنها منخفضات ومنحدرات متسعة إلى أميال، وتجتمع فيها المياه من سقوط الأمطار الشتوية التي لا تجف حتى نهاية الشتاء، وتهب في القصيم ريح الصبا، تبعث في الروح الإنساني بسطةً ونشاطاً، وتبث فيه نضرة وفرحة، وقد كثر ذكرها في القصائد العربية. ⁸⁸

الطقس

الجزيرة العربية من أشد البلاد جفافًا وحرًا. ⁸⁹ يمر خط السرطان بين البحر الأحمر وبين الهضبة المرتفعة، حتى يصل إلى خليج عمان ومسقط، وذلك بسبب أن الجزيرة العربية تقع على حزام صحراوي أشد ضغطًا (Extra-Tropical High-Pressure)، بينما تقع فلسطين والشام والعراق على شريط البحر الأبيض (Mediterranean Belt). ⁹⁰ ولما كان موقعها في الصحراء الحارة فيعتبر طقس الجزيرة العربية أشد حرارة من طقوس البلاد الأخرى، ويكون بها برد قارس في الشتاء، وتنخفض درجة الحرارة في المناطق الشمالية والجنوبية في أيام الشتاء إلى درجة التجمد. ⁹¹

يعتبر فصل الصيف في الجزيرة العربية أشد حرارة على الكرة الأرضية، وترتفع درجة حرارتها في شهر يوليو إلى خمس وتسعين (95) درجة فرنهايت، ثم تشتد الحرارة في المناطق الساحلية بالنسبة إلى المناطق الداخلية، وذلك بسبب أبخرة المياه التي تزيد الرطوبة في المناطق الساحلية؛ بما أنها محاطة بخليج الفارس والبحر الأحمر من جوانبها الثلاثة. ⁹²

لما وقعت هذه المساحة من الأرض في منطقة جافة حارة (Arid Subtropical Zone) فتمر طريق التيارات الرياحية الشدية المسماة بـــ"جت إستريم" ⁹³ -وهي تنظم قناة ضغط المناخ- في الصيف بشمال جبال بونتيك (Pontic Mountains) في تركيا، بينما تهب في الجانب الجنوبي بطريق الجانب الشمالي من الخليج، والحزام الساحلي من الجزيرة العربية يستفيد من رياح دورية استفادةً محدودة، ويقل بها سقوط الأمطار مع أن تربتها غير متساوية وغير متوازنة، والناس يسكنون في مناطقها التي يتوفر فيها الماء، وتتكثر فيها الأشجار والواحات. ⁹⁴

تهب في الشتاء العواصف الغربية في الأغلب، وهي تجمع الرطوبة إما على تلال لبنان وفلسطين أو على سؤر آخر من حزام جبلي في شرق لبنان، فتجاوزها جافةً، وبجفافها تصبح صحراء الشام والعرب جدباء يابسة، وعدم نزول الأمطار في هذا الشريط، وارتفاع درجة الحرارة في الصيف، ووجود الجبال الراسيات الحاجزات، وموقع الجزيرة العربية في حزام مرتفع الضغط،كلها تتسبب للقحط والجدب فيها. ⁹⁵

كذلك سلسلة الجبال في الجانب الجنوبي والشمالي تمنع الأمطار الدورية المتكونة في المحيط الهندي من الجزيرة العربية، بينما تمنع هذه الجبال سلاسل مطرية متكونة في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض من الجزيرة العربية، ونتيجة لذلك، تقل الأمطار في أكثر المناطق، مع ذلك تهطل أمطار غزيرة في بعض الأحايين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف والرياض وغيرها، وآثار الجداول والأنهار والأودية تدل على أن هذه المنطقة كانت تربة مبتلة مرطوبة كثيرة الأمطار في قديم الزمان. ⁹⁶

وفي الحجاز مهد الإسلام تنتاب البلاد مواسم جفاف قد تستمر ثلاث سنوات أو أكثر، ومع ذلك فمعدل سقوط المطر فيها يزيد عنه في مصر الوسطى، وقد يقع وابل عنيف من المطر على المدينة أو على مكة. ⁹⁷ وحينئذ تخضر واحاتها ونباتاتها في السهول والوديان، وهذه الواحات والغابات الواقعة في شمال الحجاز تضمن الحياة البشرية في هذه المناطق.

كان معظم مناخ الجزيرة العربية حارًا جافًا، غير أن ليالي المناطق الهضبة تكون معتدلةً صافيةً في أيام الصيف، ويتجمد الماء بها في موسم الشتاء، ومن أفضل رياحها ريح الصبا التي تهب من الشرق، بينما السموم ريح محرقة تهب من الغرب، ومن أجود فصولها فصل الربيع، وهو يحل ردف الأمطار الموسمية، وفيه تكتسب الحدائق والمزارع حسنًا وجمالًا، وتتفتح الأزهار وتورق الأشجار، وتزدهر الباسقات والواحات، ويتوفر الكلأ والعلف للأنعام. ⁹⁸

وقد صرح المؤرخون بأنه من أعدل الأجواء، وتحل في الجزيرة العربية الفصول الأربعة، الصيف والشتاء والخريف والربيع، أما الطائف وهو جانب حجازي من الجزيرة العربية فيحل فيها برد قارس بسبب موقعها في العلو والارتفاع مع وفرة العيون والجداول، وعلى العكس من ذلك تشتد الحرارة في خيبر، ولذا فإن مناخها مضر للصحة الإنسانية رغم شدته، ويتسرب إليها الوباء، ومن أجل ذلك يصاب من يحلها بالحمى الشديدة، كما أنشد شاعر جاهلي أبياتًا فيها:

ومن يك أمسى في بلاد مقامهيتسرب إليها الوباء، ومن أجل ذلكيسائل أطلالا بها لا تجاوب

ينتظر سكان الجزيرة العربية حلول فصل الربيع ويشتاقون إليه؛ فإنه موسم تنزل فيه الأمطار، وتتفتح فيه الأزهار، وتخضر الحدائق والبساتين، فيكثر العلف والعشب، ومن أحسن المناطق في الجزيرة العربية منطقة نجد التي تمتاز بخضرتها ونضرتها من المناطق الأخرى، والأمطار الكثيرة تضيف إلى ازدهارها، وقد أنشد أبو عمرو البجلي:

وكذلك ذكر الشعراء الفصحاء البلغاء فصول العرب في قصائدهم بكل بسط وتفصيل.

سكان الجزيرة العربية

شبه الجزيرة العربية مسكن البشر منذ بداية التاريخ البشري. ¹⁰¹ وقد كانت بلاد العرب فيما سوى اليمن مجهولة بالفعل من أهل تلك العصور القديمة، لكن موقعها أنجاها من الإقفار وأمسك عليها أهلها. ¹⁰² ويقسم المؤرخون سكانها إلى صنفين، أحدهما: أهل الحضارة، الذين يقيمون في المدن المتمدنة، وثانيهما: أهل البداوة، الذين يقيمون في البادية. ¹⁰³ وكان أهل البادية يعيشون في خيام مصنوعة من الصوف والجلود، وينتقلون من مكان إلى مكان؛ طلبًا للماء والكلأ. ¹⁰⁴ أما أهل الحضارة فهم المتمدنون المقيمون بكل استقرار واستمرار في مكان واحد؛ لأنهم كانوا مرتبطين بالتجارة والزراعة ارتباطًا محكمًا، وكانت لهم علاقات تجارية مع أهل بلدهم وغيرهم. ¹⁰⁵ وتعتبر مكة من أقدم المدن في الجزيرة العربية، وهي المسماة قديمًا باسم "بكة"، قال اللّٰه عز وجل في التنزيل العزيز: إِنَّ أَوَّلَ بَيۡتٖ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكٗا وَهُدٗى لِّلۡعَٰلَمِينَ. ¹⁰⁶

عرب الجنوب وعرب الشمال

تقسم الظروف الطبيعية بلاد العرب إلى قسمين كبيرين، تفصل بينهما صحراوات واسعة، تجعل حياة كل منهما تختلف عن الأخرى. فبينما تحضر الجنوبيون كان الشماليون فى الحجاز ونجد يعيشون معيشة بدوية، إذ كانوا فى الجملة بدوا رحلا ينتقلون ‌وراء ‌مساقط ‌الغيث ومواضع العشب والكلأ. ونشأت عن ذلك فروق واسعة بين القسمين المتناقضين، فبينما ظل الشماليون يحيون فى الغالب حياة بدوية إلا ما تسرب إليهم من الحضارات الأجنبية المجاورة فى العراق والشام نهض الجنوبيون بحضارة لا تزال حصونها وهياكلها وقلاعها وأبراجها قائمة لم تندثر اندثارا تاما. ¹⁰⁷

عرب الجنوب

معظم عرب الجنوب كانوا من الحضر، يقطنون اليمن وحضرموت من السواحل. ¹⁰⁸ وكان سكان جنوبي بلاد العرب بني قحطان. ¹⁰⁹ وكانت اللغة العربية الجنوبية تنقسم إلى السبئية، والحميرية، والحضرمية، والمهرية، والحبشية، فالسبئية كانت لغة سبأ، والحميرة لغة أصحاب الأخدود، والحبشية لغة أصحاب الفيل، كانت اللغة السبئية قد ماتت قبل دهر، وظلت اللغات الأخرى ينطق بها إلى بدء الإسلام. ¹¹⁰ كما أن الأواصر الجنسية تربط الجنوب بالنوع الألبي المعروف في آسية بالأرمناوي أو الحثي أو العبراني، وهو يمتاز بسعة الفك وقنو الأنف وانبساط الخدين وغزارة الشعر. وقد سبق عرب الجنوب إخوانهم من أهل الشمال في بلوغ ذورة المدنية فأنشأوا حضارة وطنية راقية. ¹¹¹

أما اعتماد الحياة في البلاد الجنوبية فكان على الزراعة والحراثة. وتشير الألواح التي ظهرت في آثارها القديمة إلى مجاري الأنهار والجداول وسدودها وحدودها، وإلى الأراضي الزراعية المستأجرة فيها، ما يدل على أنها كانت متطورة في الزراعة والحراثة. ¹¹² وقد استطاعوا أن يشيدوا سد مأرب لحبس الماء فى فصل الأمطار، مما يدل على أنه كان لديهم نظام محكم لتدبير شئون الزراعة وتوزيع المياه، فقد أقاموا السدود والصهاريج، وكانت أرضهم مهيأة لتزدهر فيها حياة نباتات وأشجار واسعة بفضل مياه الأمطار الموسمية وطرق الرى الصناعية. ونشأت بينهم وبين بلاد العراق والشام ومصر علاقات تجارية واسعة فقد كانت قوافلهم تجوب الصحراء العربية شرقا وشمالا منذ الألف الثاني قبل الميلاد تحمل توابل الهند ورقيق إفريقية وأفاويه اليمن وعروضها من اللبان والطيب والبخور وتعود محملة بعروض البلاد التى تتجر فيها. ¹¹³ وكان من محاصيل البلاد الجنوبية التوابل واللبان والحبوب والطيوب وغيرها من محاصيل زراعية، وكل هذه الحاصلات والمنتجات من أهم سلعها المصدرة إلى البلاد الأخرى، وبسبب طبيعتها الأرضية كانت ذات شهرة كاملة، وهناك كثير من النصوص والأقوال في الأدب الغربي تدل على أهمية هذه المنطقة الجنوبية ومنتجاتها وإمكانياتها. ¹¹⁴

عرب الشمال

أما عرب الشمال فمعظمهم كانوا بني إسماعيل عليه السلام. ¹¹⁵ ولغتهم هي لغة القرآن، أي اللغة العربية المعروفة. ¹¹⁶ وقد ظلوا يعيشون معيشة صحراوية بدوية تعتمد فى أكثر الأحيان على رعي الإبل والأغنام. ولم تهيئ لهم هذه الحياة الاستقرار في سكنى دائمة، إلا حيث توجد بعض الواحات في الحجاز. ¹¹⁷ وكانوا أعرابًا خلصًا، أجود الأجسام، وأطول القامة، وأسود الأعين، وأسمر الألوان، وأحلك الشعر، أقوياء شجعانا، باسطي الأيدي والقلوب، وكانت أغذيتهم بسيطة، أكثرها الخبز والحليب والتمر ولحم الماعز. ¹¹⁸

وتدل الآثار والشواهد التاريخية على أن العرب الشماليين لم يتجمعوا قبل الميلاد في وحدة سياسية تجمع شملهم، فقد كانت طبيعة بلادهم تدفعهم إلى التشتت والتفرق والانقسام، ولم يهتدوا في أثناء ذلك بهدي كهدي الإسلام يجمع كلمتهم ويؤلف بينهم، ويجعل منهم دولة واحدة، تلعب دورا واضحا في التاريخ القديم. ¹¹⁹ فلم يصل عرب الشمال إلى مسرح الشؤون الدولية حتى ظهور الإسلام. ¹²⁰

خصائص أهل البادية

إن أهل البادية لا يألفون الحضر، ولا يطيب لهم المقام ولا الاستقرار بأرض، ولا يعرفون غير دوام الارتحل والنقلة؛ طلبًا للمرعى وإرضاءً لهوى نفوسهم التي لم تعرف غير حياة البادية، ولا تطيق حياة غيرها. وأساس حياة البادية، حيث وجدت من بقاع الأرض، إنما هي القبيلة، والقبائل الدائمة التجول والترحال لا تعرف قانونا كالذي نعرف، ولا تخضع لنظام كالذي نخضع له، ولا تصبر على ما دون الحرية كاملة للفرد وللأسرة وللقبيلة كلها. ¹²¹ وأهل البادية هم المنتخلون للمعاش الطبيعي من الفلح والقيام على الأنعام وأنهم مقتصرون على الضروري من الأقوات والملابس والمساكن وسائر الأحوال والعوائد ومقصرون عما فوق ذلك من حاجي أو كمالي، يتخذون البيوت من الشعر والوبر أو الشجر أو من الطين والحجارة غير منجدة إنما هو قصد الاستظلال والكنّ لا ما وراءه، وقد يأوون إلى الغيران والكهوف، وأما أقواتهم فيتناولون بها يسيرا بعلاج أو بغير علاج البتة إلا ما مسته النار، فمن كان معاشه منهم في الزراعة والقيام بالفلح كان المقام به أولى من الظعن. ¹²² ولم تكن العبرة في حياتهم للامتلاك الشخصي، فكان البدو يشتركون في النار والمرعى والعلف والماء حتى الكلأ والدواب، كما كانوا يستخدمون إمكانيات القبائل المختلفة مجتمعين، أما الأشياء التي كان يملكها الرجل ويقبض عليها فهو يملكها ملكا شخصيا. ¹²³

وأما رجل البادية الزاهد في الرخاء، البرم بطمأنينة الاستقرار، فلا يخدعه عن شيء من حريته الكاملة رجاء فيما يفرح به أهل المدن من جاه أو مال، ولا يرضى بما دون المساواة الكاملة بينه وبين أفراد قبيلته جميعا، وبين قبيلته وغيرها من القبائل. وإنما ينتظم حياته ما ينتظم سائر الخلق من حب البقاء والحرص عليه والدفاع عنه، على أن يكون ذلك كله متفقا مع قواعد الشرف التي تمليها عليه حياة البادية الحرة؛ لذلك لم يكن أهل هذه البادية يقيمون على ضيم يراد بهم، بل كانوا يدفعونه بقوتهم، فإن لم يستطيعوا دفعه تخلوا عن مواطنهم وارتحلوا عن شبه الجزيرة كلها إذا لم يكن من هذا الارتحال بد. ولذلك لم يكن شيء أيسر عند هذه القبائل من القتال إذا نبت خلاف لم يتيسر في ظلال قواعد الكرامة والمروءة والشرف والفصل فيه. ¹²⁴ فكانوا يعيشون في وحدة اجتماعية مترابطة، ويعيشون في صورة جماعية؛ حمايةً ودفاعًا لأنفسهم عن العواصف الصحراوية، إضافةً إلى ذلك، كانت كل قبيلة منهم تتكون من أولاد وأحفاد رجل واحد. ¹²⁵

النبات

كان من النبات المزروعة في شبه الجزيرة العربية القمح والشعير والذرة والأرز في اليمن وعمان والحسا. ¹²⁶ كما توجد في البادية عدة أنواع من شجر السنط، منها الأثل والغضا الذي ينتج الفحم الممتاز والطلح الذي يستخرج منه الصمغ العربي، وتنتج البادية أيضا السمح وتطحن حبوبه دقيقا يستعمل في صنع العصيدة كما توجد الكمأة والسنا، وللعربي رغبة خاصة في الحصول عليهما. ومن أشجار البلاد الكرمة التي أدخلت زراعتها من الشام بعد القرن الرابع للميلاد. ¹²⁷

وكانت من محاصيل الجزيرة العربية: التمر، والرمان، والتفاح، والعنب، والفواكه الأخرى، وقد ورد ذكر شتى أنواع الثمار والأشجار في الأبيات والقصائد العربية، كالسمر، وأنواع متعددة من الأشجار الكثيفة كالأثل، والطرفاء، والغداء، بالرغم من ذلك، تنبت فيها الغاف الرمادي، والصنوبر، والحناء، والنرجس البرّي، وشجرة القوس، وجيكاراندة، وغيرها من النبات والأشجار. ¹²⁸ وتنبت في الجزيرة العربية أنواع مختلفة من النباتات، منها: الصبّار، وإلفا فيروكس، وإلفا الأمريكية، ودنتيلا موكونا، وورد ألثيا، وهليون كثيف الأزهار، وبارليريا أوبتوزا، والجهنمية، وفرشاة الزجاجة، وأزهار المراوح، والتوت البرّي، والتين الحامض، ومورايا كونيجية، وسيلوسيا كريستاتا، وسيلوسيا بالوموز، وسيفالوفيلوم، وكونوكاربس المنتصب، وسوتي ليدن، وآربي كافالييرز، وديورانت بلوميري، وشجرة اللبخ، وغزانيا يونيفلورا، وجازانيا روائع، وهاميليا، وعباد الشمس، والجوز، وروبوستا الأمريكي، وشجر السرو الأمريكي، ومجموعة كريسا بليدا، وسيسوفيوم، بورتيولا كاستروم، وشجرة الفلفل وغير ذلك. ¹²⁹

تنبت الأعشاب والأعلاف على التلال ذات الرمال، وما زالت آثار الخصوبة والخضرة توجد على التلال المنحدرة، وهي تدل على وجود الإنتاج الزراعي في الصحراء، وأغلب الأعشاب الرملية في الصحاري أبو ركبة، وأبتوسة، وستاغرو ستيك، وشجرة الجمل. ¹³⁰ بالإضافة إلى ذلك تنبت أنواع عديدة من الفواكه والنباتات والأشجار والأعشاب في الجزيرة العربية.

النخلة

تعتبر نخلة البلح ملكة عالم النبات في الجزيرة العربية، فهي تنتج أطيب تمر وأعمه، التمر الذي لا نظير له. وقوام الطعام عند البدوي لونان، التمر والحليب، وإذا استثنينا لحم الإبل فالتمر هو الطعام الصلب الوحيد الذي يتناوله البدوي. ¹³¹ ويتواجد النخيل بكثرة في الحجاز، وحضرموت، وعمان، واليمامة، وبادية العراق، والمدينة المنورة كانت ثرية بأعلى أنواع التمر، والنخل لا يؤتي بالتمر إلا بعد مضي خمسة عشر سنة، وتنتج نخلة واحدة حوالي خمسين كيلو غرامًا، ويطول النخل من عشرين إلى ثلاثين مترا، ومتوسط عمر الواحدة منه ما بين مئة ومئتي سنة. ¹³²

الحيوانات

يمثل مملكة الحيوان في الجزيرة النمر والفهد والضبع والذئب والثعلب والضب. أما الأسد الذي تكثر الإشارة إليه في الشعر القديم فيبدو أنه انقرض الآن. ولا تزال القردة موجودة في اليمن. ¹³³ وكان من الحيوانات المستأنفة المألوفة عند العرب الغنم والشاة، وكانت لبني كلب شهرة في كثرة غنمهم كما روت عائشة رضي اللّٰه عنها عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم قال: (( إن اللّٰه عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم ‌كلب )) . ¹³⁴ فأكثر أهل اليمن كانوا أصحاب غنم، بخلاف ربيعة ‌ومضر، فإنهم أصحاب إبل. ¹³⁵ وأهل البادية الذين يسكنون في الواحات الجبلية والحدود الصحراوية والمراعي كانوا يألفون الأغنام والأنعام، والأغنام عادةً ذات أذناب سمناء، أما الشياه فكانت ذات أذناب سوداء. ¹³⁶

ومن الحيوانات المألوفة لديهم: الحمار، والكلب العادي، وكلب الصيد، والقطة، وقد روي أن النبي صلى اللّٰه عليه وسلم كان طلب البغلة من مصر. ¹³⁷ ومن الحيوانات الداجنة الجمل والحمار وكلب الحراسة والكلب السلوقي والقطة والغنم والماعز. أما البغل فيقال: إنه أدخل إلى الجزيرة من مصر بعد الهجرة. ¹³⁸ وتبينت في الاكتشافات الحديثة أربع عشرة عرينةً للأسود في الجزيرة العربية، ومن أشهرها: خفان، وشرا، وترج. كما توجد القردة والبابون والأرانب في شتى المناطق. ¹³⁹

الخيل

برغم اشتهار الخيل في الأدب الإسلامي فإن تاريخ دخولها إلى الجزيرة العربية كان متأخرًا، فلئن عرفت نجد بجيادها الكريمة فإن الشعوب السامية الأولى لم تعرف الخيل، ويرجع الفضل في تدجينها إلى الشعوب الآرية، فقد كان منهم في الأزمان القديمة رعاة من القبائل الهندية والأوربية ينتقلون في الأراضي الواقعة إلى الشرق من بحر قزوين، وكانوا أول من دجن الخيل ثم استوردها بعد ذلك الكاشيون والحثيون على نطاق واسع، وانتقل هذا الحيوان بواسطتهم إلى آسية الغربية قبل الميلاد بنحو ألفي عام، ثم أدخل قبل العصر المسيحي من سورية إلى الجزيرة العربية حيث تهيأت له السبل للاحتفاظ بنقاوة دمه وخلوصه من الهجنة والاختلاط. ¹⁴⁰ وقيل: إن الخيل لم يكن لها وجود في العرب قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وسيقت إلى العرب من آسيا الوسطى. ¹⁴¹ وقيل: إن سيدنا إسماعيل عليه السلام كان أول من ركب الخيل العتاق، وكانت قبل ذلك وحوشًا لا تركب، فكان أول من ركبها وأول من اتخذها مركبًا. ¹⁴²

ومن الخيول العربية الأصيلة الكحيلان، ويتميز بجمال جسمه وقوة احتماله ونباهته وإخلاصه لسيده وتعلقه به، وهو المثل الذي استمدت منه الآراء الغربية فيما يتعلق بتربية الخيول الممتازة. ¹⁴³ ولعل أعرق الخيل نسبا ما كان في نجد، بل إن ‌خيول ‌نجد لتعد من أجود الخيول في العالم قاطبة. ¹⁴⁴

الجمل

إذا كان الفرس أنبل حيوان استطاع الإنسان أن يدجنه فإن الجمل دون ريب هو بالنسبة للبدوي أعظم الحيوانات نفعًا، ولولاه لما كانت البادية صالح للسكنى، فالجمل هو الذي يغذي البدوي وهو أداة انتقاله وهو نقده الذي يتبادل السلع بواسطته وهو فوق ذلك وحدة القياس لمهر العروس، ودية القتيل، وأرباح الميسر، وغنى الشيخ، فكل ذلك يقدّر بعدد معين من الجمال. ¹⁴⁵ والجمل هو الحيوان الأليف الوحيد الذي استطاع بعناده وصلابته السير - بجبروت وبتبختر- فوق رمال الصحاري، فهو يتلاءم تماما مع ظروف البيئة الصحراوية: الرمال في السير، والعطش في الحر، والشوك في الأكل، والوبر في البرد، وارتفاع القامة والرقبة في العواصف الرملية، ولو أنه حين تشتد العواصف الرملية يلزم إلباس الفم والمنخرين لثاما واقيا. ¹⁴⁶ ومن مزايا الجمل أنه يقدر على قطع مسافة من خمسة إلى ستة أميال في الساعة الواحدة، ومن خمسة عشر إلى ستة عشر ميلاً في أربع وعشرين ساعة، ويبلغ عمره إلى ثلاثين سنة تقريبًا، وخير الإبل عندهم: الإبل الحمراء؛ لأنها أصبر من غيرها على الهواجر، والعرب يفتخرون بكثرة ما عندهم من الجمال الحمر؛ لغلاء ثمنها من الأخرى، ومن هنا ضربوا بها المثل حيث قالوا: ما أحب أن لي بمعاريض الكلم حمر النعم، والمراد بحمر النعم: الإبل الحمراء. ¹⁴⁷

تتنوع أصناف الإبل حسب ميزاتها وخصائصها في الجزيرة العربية، ما جعل العرب يطلقون عليها أسماء توافق خصائصها، وفيما يلي أسماء بعض هذه الأنواع:

1. الأرحبیة
2. الشذقیة
3. العِیدیة
4. المجدیة
5. الشدنیة
6. المهریة
7. الوحشیة
8. العیس
9. الناجیة
10. العوجاء
11. الهجان
12. الكوماء
13. الحرف
14. القوداء
15. الشمردلة
16. الشملال
17. اليعملة
18. الوجناء. ¹⁴⁸

كل هذه الأنواع منسوبة إلى مناطق مختلفة، وسميت بنسبتها إليها.

الحشرات

كان في الجزيرة العربية من الحشرات اللافقارية: البعوض، والبرغوث، والنمل الأبيض، والجراد القاتل، وأنواع عديدة من الفراشات، والعث، والصنج، والحشرات آكلة اللحوم (Mantids) ¹⁴⁹، ومن أنواع العناكب (Arachinda) ¹⁵⁰ العقرب، وقاتل العقرب، والعناكب التي يصل طولها إلى ثماني بوصات، والعقارب كانت متنوعة الألوان: السوداء، والخضراء، والصفراء، والحمراء، والبيضاء وغيرها، وفي نواحي جبل سيناء توجد دودة مثل دودة القرمز، تثقب قشر شجر الطرفاء، فيخرج من الثقوب في شهري حزيران وتموز رشح كالصمغ حلو المذاق طيب الرائحة. ¹⁵¹ ويكثر الجراد في الصحراء ويعتبره البدوي طعامًا شهيًا لا سيما إذا شوي وملح، وقد يحدث البلاء من انتشاره، ويقال: إن آفة الجراد تظهر مرة كل سبع سنوات، أما الزواحف فتتميز النفود بنوع منها هو الحية العنقاء ذات القرنين. ¹⁵² وبعض ‌الزواحف والهوام مثل الثعابين والحيات التي يبدو أنها كانت منتشرة بشكل ظاهر في شبه الجزيرة، وبعض أشباه ‌الزواحف مثل الضب، وحيوانات أخرى مثل القرود التي لا تزال موجودة في المناطق الجبلية باليمن حتى الآن. ¹⁵³

الطيور

ومن ‌الطيور في جزيرة العرب النعام والقطا والحجل والكروان والغراب والبجع والرخم والهدهد والنسر والعقاب والصقر والبوم والحدأة وغيرها. ¹⁵⁴ والغراب بأنواعه معروف في جزيرة العرب، وله قصص في الأساطير العربية، ولهذا الطائر قصص في الآداب الأعجمية كذلك، لها علاقة كما هي عند العرب بالتفاؤل والتشاؤم بصورة خاصة وكان من الحيوانات التي تركت أثرا في أساطير الشعوب القديمة وما برح الناس يتطيرون من نعيبه. والهدهد المذكور في القرآن الكريم، من الطيور الجميلة المحبوبة، وهناك أنواع عديدة من الحمام والعصافير والقطط والعنادل، وغيرها من الطيور الجميلة ولبعضها أصوات جميلة أخاذة ساحرة، كما أن لبعضها ألوانا زاهية. ¹⁵⁵ ومن طيورها الكواسر العقاب والبازي والصقر والبوم. وتكثر الغربان فيها ولكن أكثر الطيور وجودًا الهدهد والقبّرة والعندليب، والحمام ونوع من الحجل اشتهر في الأدب العربي باسم القطا. ¹⁵⁶

وقد أظهرت مدد القحط الطويلة على مدار الزمن أنواعا من الطيور قادرة على البقاء بما تجده من الطعام في موئلها، وتستطيع العيش والتكاثر بالرغم من المطر القليل في معظم السنوات، ويسفر القحط في آخر المطاف عن تراجع في أعداد الطيور واضمحلالها محليا. ولعل قبرة الصحراء من أكثر الطيور غير المهاجرة المتوطنة في معظم أرجاء الجزيرة العربية التي نجحت في العيش في هذه البيئة المجدبة، حيث تلزم الموائل الصخرية. ومن الطيور المتوطنة ما استجاب لشح الأمطار والجدب بتوليد صيصان أصغر حجما، إلا أن هذه الظاهرة لم تنل القدر الكافي من الدراسة، الجدير بالذكر أن الطيور البرية التي تتكاثر خلال زيارتها لشبة الجيرة العربية صيفا، تمضي شتاءها في إفريقيا، ما عدا العصفور الأصفر الرقبة، الذي ينتقل في فل الشتاء إلى الهند. ومعظم الطيور الزائرة في الجزيرة العربية صيفا من الأنواع الأوربية الآسيوية التي تتكاثر في أقصى جنوب نطاق وجودها الجغرافي، كما ثمة أنواع من الطيور الإفريقية الاستوائية التي تهاجر داخل إفريقيا، وتتكاثر في أقصى الشمال الشرقي من الجزيرة العربية في فصل الصيف. ¹⁵⁷

أهم مناطق الجزيرة العربية

نذكر هنا بعض الخصائص الطبيعية والجغرافية للمناطق المهمة الشهيرة في جزيرة العرب، كتهامة، والحجاز، والبحرين، والعروض، وعمان، ونجد، واليمامة، واليمن، وغيرها من المناطق.

(1) تهامة

تهامة من أهم مناطق العرب من حيث موقعها الجغرافي؛ تقع على ضفة ساحلية مهمة جدًا، وقد قضى الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم أيام طفولته في إحدى أحيائها، وفيها منطقة ساحلية ممتدة على طول البحر الأحمر، وفيها ضفة ساحلية من جنوب العرب، وأُطلق عليها الغور قديمًا، وطقسها في الصيف حار شديد لا يطاق، ومن أهم أماكنها: بلاد هذيل، وصحراء بوباة، والقرن، وينبع وغيرها.

سبب التسمية

كلمة التهامة مشتقة من التهم، ومعناها في اللغة الحرارة الشديدة، وقد تركد ريحها فتشتد الحرارة للغاية، فسميت تهامة؛ لشدة حرها وركود ريحها. ¹⁵⁸ ولها اسم آخر ذكر في كتب التاريخ، وهو الغور، ولعلها سميت بذلك؛ لأنها واقعة في انحدار بالنسبة إلى ارتفاع نجد. يقول ياقوت الحموي: إذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلى البحر فهو الغور، والغور والتهامة واحد. ¹⁵⁹

الموقع الجغرافي

تهامة متألفة من ضفة البحر الأحمر الساحلية، والمنطقة الجنوبية من الجزيرة العربية. فهي السهول الساحلية الممتدة بمحاذاة سواحل البحر الأحمر، وتمتد من ينبع شمالًا إلى نجران جنوبًا. ¹⁶⁰ وذكر الجغرافيون القدماء تهامة إقليمًا مستقلًا مع وضع خاص منفصل. أما الجغرافيون الجدد فخالفوا المتقدمين في استقلالها وانفصالها، حيث عدّوها قطعة متصلة بالحجاز، فليست تهامة عندهم إقليمًا مفردًا؛ بل هي جزء من الحجاز، فتقسم بلاد العرب إلى المناطق التالية: العروض، ونجد، واليمن، والحجاز، وكل منطقة منها مقسمة إلى أجزاء صغيرة. ¹⁶¹ كما ذهب بعض المؤرخين إلى أن من تهامة مكة المكرمة شرفها اللّٰه تعالى. ¹⁶²

أهم مناطقها

تتألف تهامة من عدة مناطق مهمة، منها ما خربت وانطمست آثارها، ومنها ما بقيت على حالها كما كانت في قديم الزمان، فمن مناطقها الباقية بلاد هذيل، أي: النخلة اليمانية، والنخلة الشمالية، وبوباة، وينبع، وسنذكر بعض تفاصيلها في المباحث القادمة.

بلاد هذيل

هذيل كانت من أهم قبائل الحجاز، وتنقسم إلى قسمين: شمالي، وجنوبي، وتقع ديار هذيل الشمالية في أطراف مكة من جهة الشرق والجنوب، وبالأخص في أطراف مكة والطائف بقرب جبل برد، وجبل ذكا المشهور، ويتألف هذا القسم الشمالي من سبعة أفخاذ: المطارفة، والمساعيد، والسواهر، ولحيان، وعمرو أو عمير، والجنابر، وأما القسم الثاني فيدعى هذيل اليمن، ويتألف من الأفخاذ الآتية: الندوية، ودعد، والسراونة، والعاهلة، وجميل. ¹⁶³ فالقطعة الكبيرة من تهامة كانت متكونة من بني هذيل، وعرفت في قديم الزمان ببلاد هذيل.

تقع بلاد هذيل في طريق مكة، وتتألف من حارتين كبيرتين، وأحياء عديدة، وكانت فيهما نخلتان: نخلة اليمانية، ونخلة الشامية، واديان لهذيل في طريق مكة على ليلتين. ¹⁶⁴ فنخلة اليمانية تحد منطقة يدعان، بل يصب فيها يدعان. ¹⁶⁵ كما تحد نخلة الشامية بطن مر، وفي نخلة اليمانية نفسها واد آخر من تهامة يقال له: وادي سبوحة، وهو واد يقع في نخلة اليمانية على بستان بني عامر. ¹⁶⁶ وذكر زين الدين الهمداني: يدعان واد به مسجد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، وبه عسكرت هوازن يوم حنين، ونخلة الشامية مجتمعهما بطن مر. ¹⁶⁷ والمراد بما قال: إن الموضع الذي تتصل فيه يدعان ونخلة الشامية يقال لها بطن مر، وكان بها مسجد الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم باسم "لية".

مسجد وادي لية

هنا مسجد بناه الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم عندما نزل بوادي لية مع أصحابه رضي اللّٰه عنهم، أما وادي ليه فبينه وبين وادي الطائف نحو ثمانیة أمیال. قال ابن إسحاق: سلك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم حین فرغ من حنین متوجها إلي الطائف علي نخلة الیمانیة، ثم علي قرن، وهو مهلّ أهل نجد، ثم علي الملیج، ثم علي بحرة الرغا من لیة، فابتنی بها مسجدًا وصلی فیه. قال المطري: وهو معروف الیوم وسط وادي لیة، رأیته وعنده أثر في حجر، یقال: به أثر خف ناقة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم. ¹⁶⁸ ولهذا المسجد آثار باقية إلى زمن المطري أي: إلى القرن الثامن من الهجرة، ما يدل على أنه كان موجودًا إلى مدة مديدة.

شعاب هذيل

كانت ببلاد هذيل عدة شعاب ومضيقات، من أشهرها: أبام، وأبيم، ونحا، ومراح، أما أبام وأبيم فكانا مضيقين صغيرين في الجبال، يقول الزمخشري: أبام وأبيم شعبان بنخلة اليمانية لهذيل، بينهما مسيرة ساعة من النهار. ¹⁶⁹ قال السعدي:

وإن بذلك الجزع بين أبيم
وبين أبام شعبة من فؤاديا. ¹⁷⁰

كانت في هضابها شعاب أخرى، فهناك شعب یقال له: نحا، وكان لهذيل أيضًا، ثم المراخ وهي لهذیل، وهي ثلاثة شعاب تصب من داءة، وداءة هي الجبل الذی یحجز بین نخلتین، ثم عشر وهو شعب لهذیل یصب من داءة أيضًا، وقبالة عشر من شق نخلة الأخری "شعبان"، یقال لهما: الصهیاتان، یجیئان من السراة، وبینهما وبین بسوم جبل یقال له: المرقبة،كان مرقبة لهذیل، تكون رقباؤهم فیه، وشعب یقال له: هلال، یجيء من السراة أيضًا من بسوم، ثم شعب مثل هذا أيضًا یقال له: خیص، وبسوم جبل لهذیل، وشعبان یقال لهما: الكفوان؛ الكفو الأبیض والكفو الأسود، وهما طریقان مختصران یصعدان إلى الطائف، وهما مغان لا تطلع علیها الشمس إلا ساعة من نهار، وهما شعبا سار، وهما بلاد مهائف، تهاف الغنم من المرعی الذي في التآر ولا یرعیان إلا في الصیف. ¹⁷¹

البوباة

البوباة منطقة بتهامة. قال الحموي: البوباة اسم لصحراء بأرض تهامة إذا خرجت من أعالي وادي النخلة اليمانية، وهي بلاد بني سعد بن بكر بن هوازن. ¹⁷² وذكر الزمخشري أيضًا: أن البوباة صحراء بتهامة. ¹⁷³ وهي من ديار بني سعد بن بكر. ¹⁷⁴فالبوباة كانت تسكن بها قبيلة سعد بن بكر، وهي قبيلة نشأ وترعرع فيها الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم وقضى فيها أيام رضاعته؛ وكانت حليمة السعدية رضي اللّٰه عنها من بلاد بني سعد، وهم حضنة النبي صلى اللّٰه عليه وسلم. ¹⁷⁵

وادي قرن

كان في صحراء البوباة واد باسم قرن، يقع بين الصحراء وبين الشعاب. قال الحموي: قرن البوباة واد يجيء من السراة لسعد ابن بكر ولبعض قريش. ¹⁷⁶ وقال الزمخشري: قرن واد بين البوباة. ¹⁷⁷ وكان وادي القرن آخر قطاع صحراء البوباة، وهو ميقات لأهل نجد والأحساء والعراق ودول الخليج العربية والبحرين، وهو من المواقيت التي حددها الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم. أخرج الترمذي عن عبد اللّٰه بن عمر رضي اللّٰه عنهما قال: إن رجلًا قال: من أين نهل يا رسول اللّٰه ؟ قال صلى اللّٰه عليه وسلم: (( يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، وأهل الشام من الجحفة، وأهل نجد من قرن )). ¹⁷⁸ وأخرج البخاري عن زيد بن جبير رضي اللّٰه عنه أنه أتى عبد اللّٰه بن عمر رضي اللّٰه عنهما في منزله وله فسطاط وسرادق، فسأله: من أين يجوز أن أعتمر؟ قال: (( فرضها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم لأهل نجد قرنًا، ولأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة )). ¹⁷⁹

وتعرف في الأيام الحاضرة باسم السيل الكبير، الواقعة بين مكة المكرمة والطائف، وبعدها عن حرم مكة المكرمة أربع وتسعين كيلومترًا. ¹⁸⁰ وتسمى ميقات مسجد السيل الكبير؛ فإنه ميقات يدخل منه الحجاج أفواجًا، وأكثرهم حجاج مواطنون، مثل أهل الطائف ونجد وسكان المناطق الشرقية من الرياض وغيرهم من الأجانب من بلاد الشرق، وتتوفر هنا جميع التسهيلات والوسائل للحجاج كما تتوفر في أطراف مساجد المواقيت الأخرى. يقول الشيخ محمد طاهر الكردي: ومیقات المتوجه من نجد الحجاز ونجد الیمن ومن الطائف قرن، بفتح القاف وسكون الراء، ویقال لها: قرن المنازل، وهي علي مرحلتین من مكة لنجد، وهي تعادل السیل الكبیر، یحرم منه أهل نجد الآن، وقد توهم بعضهم أن قرن المنازل هو قرن الثعالب، ولیس ذلك بصحیح، بل هما موضعان، فقرن الثعالب قریب من عرفات، ولیس من المواقیت، وقرن المنازل هو الموازي للسیل الكبیر، وهو المیقات المعروف. ¹⁸¹

ينبع

ينبع من أهم مناطق تهامة، حاضرة مدينة المنورة، كانت في قديم الزمان بلدةً قريبةً من البحر. قال السخاوي: وأكثر سكانها الكثير منهم زيدية شرفاء من بني حسن سمر الألوان. ويقال: إن بها وقفًا لعلي رضى اللّٰه تعالى عنه يتولاه أولاده. ¹⁸² ثم استوطنها قبائل الأنصار وجهينة وليث وسكنوا بها. ¹⁸³

وينبع من أشهر الموانئ، وهي ميناء مشهور على الطريق البحري من مصر إلى جدة، وهي أقرب الموانئ إلى المدينة المنورة، وأحاطت بها أسوار متينة من الجهات الثلاثة، ويقع البحر من جهتها الشرقية، وفي أعماق البحر عديد من الجبال البحرية، والمياه عميقة عند الميناء، والسفن الكبيرة لا تقترب من الساحل في جدة كما تقترب منه في ميناء ينبع، وينفع ذلك التجار والملاحين كلهم، وتوجد هنا ماكينة لتصفية مياه البحر، جهزها الأتراك زمن الدولة العثمانية، وماؤها طيب لذيذ، فينبع منطقة متسعة يعادل سكانها أكثر من ثلاثة آلاف نسمةً. ¹⁸⁴

وبالقرب من ينبع يوجد جبلٌ يُعرف باسم رضوى. ¹⁸⁵ الذي يحمل منه حجر المسن إلى الآفاق. ¹⁸⁶ وكان هناك في قديم الزمان منزل الحاج المصري. ¹⁸⁷ ينزل فيه الحجاج المصريون فيستريحون، ثم يواصلون السير إلى حرم مكة المشرفة.

كانت التهامة منطقة مهمة من مناطق جزيرة العرب، وتسمى الغور أيضًا، جوها حار، ورياحها محرقة جدًا، فتشتد الحرارة فيها للغاية، وفيها منطقة كبيرة متألفة من أحياء عديدة، معروفة ببلاد هذيل. فيها شعاب ومضيقات، منها: نحا، ومريخ، وأبام، وأبيم وأخرى كثيرة، وفيها عدة وديان، منها: نخلة اليمانية، ونخلة الشامية، وسبوحة، ويدعان، وهو موضع أقام به الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم يوم حنين، وبنى بها مسجدًا، عرف بعد ذلك بمسجد لية، وكانت فيها قبيلة حليمة السعدية رضي اللّٰه عنها، حاضنة الرسول صلى اللّٰه تعالى عليه وسلم، وفيها صحراء البوباة، وآخر قطاعها وادي قرن، ميقات لأهل نجد والأحساء وأهل الدول الخليجية العربية والبحرين.

(2) الحجاز

هناك آراء وأقوال مختلفة في تحديد موقع الحجاز الجغرافي. وبعد إمعان النظر فيها يتضح أن تهامة ليست من قطاع الحجاز، إلا أن كثيرًا من المؤرخين والجغرافيين يعتبرونها معدودةً من الحجاز. أما المدينة المنورة فقيل: إن نصفها تهامة ونصفها الحجاز. وذكر أيضًا: أن الحجاز يحد منطقة فيد في جانبه الشرقي، ولا يخلو القول به من المبالغة، وهو يرادف القول بأن حدودها الشمالية تحد فلسطين، مع أن مدين والمناطق النائية ليست من الحجاز وفق ما تعينت حدوده الشمالية. وأما حدود الحجاز الجنوبية فكانت ممتدة إلى اليمن في زمن مّا، إلا أن اليوم حالت بينها وبين اليمن منطقة عسير، فالحجاز في الخريطة الحالية الحديثة يشكل جانبًا غربيًا من المملكة السعودية الحالية. ¹⁸⁸

سبب التسمية

الحجاز لغةً من الحجز، وهو الفصل بين الشيئين. ¹⁸⁹ وقيل: ‌الحجز: أن تحجز بين مقاتلين. والحجاز والحاجز اسما. ¹⁹⁰ وقال اللّٰه عزوجل: وَجَعَلَ بَيۡنَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ حَاجِزًاۗ .¹⁹¹ أي: حجازًا بين ماء ملح وماء عذب لا يختلطان، وذلك الحجاز قدرة اللّٰه تعالى. ¹⁹² ويقال للجبال أيضًا: حجاز؛ لأنها تحجز بين أرض وأرض. ¹⁹³ فالحجاز له معان عديدة، لكن اللغويين اتفقوا على أن الحجاز لو أريد به الفصل فهو بالضبط سلسلة جبال السروات التى تحد أراضي تهامة المنحدرة الملتوية الممتددة على طول القلزم، وتفصلها من أراضي نجد المرتفعة في داخل المملكة السعودية. وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنه كان حاجزًا بين الشام واليمن، وتدل الدراسات الجيولوجية الحديثة على أن جبال هاتين المنطقتين خارجة عن الدرع العربي، ومنها جبل السراة أيضًا. فالحجاز البلد المعروف، سميت بذلك من الحجز، الفصل بين الشيئين؛ لأنه فصل بين الغور والشام والبادية. ¹⁹⁴ وقال الحموي: وإنما سمي حجازًا؛ لأنه حجز بين تهامة ونجد. ¹⁹⁵ وقال الأزهري: سمي حجازًا؛ لأن الحرار حجزت بينه وبين عالية نجد. ¹⁹⁶

الجهات الأربعة

أطلق اسم الحجاز على منطقة كبيرة من الجزيرة العربية؛ لموقعها الطبيعي والجغرافي، وقد أحاطت حدوده بعدة أماكن مهمة وشهيرة، مثل بدر، وعكاظ وغيرهما، وله أهمية تاريخية كبيرة. فالحجاز جبل ممتد، حال بين الغور، غور تهامة ونجد. ¹⁹⁷ وقال الأصمعي: الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام. ¹⁹⁸ ويوافق ذلك ما ذكره الكلبي من أن جبل السراة من قعرة اليمن إلى أطراف بوادي الشام، سمته العرب حجازًا. ¹⁹⁹

أما حدود أرض الحجاز الأربعة فحدها الأول بطن نخلة وظهر حرة لیلی. والحد الثاني مما یلي الشام شعب وبدا. والحد الثالث مما یلي تهامة بدر، والسقیا، ورهاط، وعكاظ. والحد الرابع شابة وودان ثم ینحدر إلي الحد الأول. ²⁰⁰ وتقع في الحجاز عدة حرار، منها حرة واقم، وحرة راجل -بالراء والجيم-، وحرة ليلى، وحرة بني سليم، وحرة النار، وحرة وبرة. ²⁰¹ فطول الحجاز شمالًا وجنوبًا يمتد من العلاء إلى اليمن، ما يعادل حوالي ثلاثمائة وخسمين ميلًا، أي: خمسمائة وستين كيلو مترًا، وتهامة معدودة من أرض الحجاز في الأصح، حتى عدّ بعض الباحثين تبوك وفلسطين منها أيضًا، ويعتبر جبل السراة عمودًا فقريًا لشبه الجزيرة العربية، تعلو بعض قممها في جانب اليمن، وتسقط بها الثلوج في فصل الشتاء. ²⁰²

هذه هي حدود الحجاز من الجهات الأربع طبيعيًا وجغرافيًا. أما في مصطلح الفقهاء وخاصةً عند الشافعية والحنابلة فقد أرادوا بالحجاز موضعًا آخر في بيان حكم الجزيرة العربية، فذهب الإمام الشافعي إلى أن الحجاز مكة والمدینة والیمامة ومخاليفها كلها، ثم قال: ولا یتبین أن یمنعوا ركوب بحر الحجاز ویمنعون من المقام في سواحله، وكذلك إن كانت في بحر الحجاز جزائر وجبال تسكن منعوا من سكناها؛ لأنها من أرض الحجاز. ²⁰³ وبناء على ذلك فإن الجزائر وجبالها مدرجة في الحجاز، لكن في مصلطح الفقهاء، أما من حيث موقعها الطبيعي والجغرافي فليست معدودة منها.

جوها ومناخها

جو الحجاز في عمومه صحراوي قاري، ويعتدل الجو في الطائف والمناطق المرتفعة، وفيما عدا ذلك فهو حار شديد الحرارة. ودرجة الحرارة في أجزاء الحجاز الواطئة أخف منها في تهامة اليمن. ويبلغ متوسطها 80°- 90° فارنهيت، ومكة شديدة الحرارة صيفا لانخفاض ارتفاعها، ولأنها محاطة بمرتفعات صحراوية جرداء بخلاف المدينة، فإن درجة الحرارة لا تزيد عن 70° فارنهيت، وهي بلد صحي. والطائف أحسن بلاد الحجاز مناخا، وهي جافة الهواء، وأما المرتفعات وراء مكة والطائف فجوها بارد، ويهطل بها المطر في أواخر شهر أغسطس من كل عام، ويدوم نحو شهر أو أكثر قليلا. ²⁰⁴

أشهر بلادها

الحجاز إقليم جبلي مساير للبحر الأحمر من الجنوب إلى الشمال، من اليمن إلى فلسطين، وكان يمر به أحد طريقي التجارة البريين الهاميين بين الشرق والغرب مبتدئا من مواني اليمن مخترقا تهامة والحجاز، مارا بمكة ويثرب حتى يصل إلى أيلة على خليج العقبة، ثم مواني البحر المتوسط. ²⁰⁵ ويشتمل الحجاز على مدن وقرى كثيرة أهمها مصرا بلاد العرب ²⁰⁶:

1. مكة المكرمة
2. المدينة المنورة
3. جدة
4. الطائف
5. خيبر
6. بدر
7. تبوك

مكة المكرمة

لمكة المكرمة أسماء عديدة، قال النووي: لا يرى في البلاد بلدة أكثر أسماء من مكة والمدينة؛ لكونهما أشرف الأرض. ²⁰⁷ ومن أشهر أسمائها مكة، وقد ورد هذا الاسم في القرآن المبين: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا24²⁰⁸ كما ورد اسمها بكة في قول اللّٰه عز وجل: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ96²⁰⁹ والمشهور عند العرب هو مكة.

سبب التسمية

كلمة مكة مأخوذة من مك، ومك يقال للتدافع والجذب، سميت بمكة؛ لأن الناس يدافعون بعضهم بعضًا عند الطواف، أو لأنها تجذب وتنقص ذنوب العصاة فتمحوها. وقيل: سميت بها؛ لقلة مائها، وذلك أنهم كانوا يمتكون الماء فيها، أي: يستخرجونه. ²¹⁰ وقيل: لأنها كانت تمك من ظلم فيها وألحد أي: تهلكه. ²¹¹ وقیل: لأنها تمك الجبارین أی: تذهب نخوتهم. وقیل: لأنها تمك الفاجر عنها أی: تخرجه. وقیل: كأنها تجهد أهلها، من قوله تمككت العظم إذا أخرجت مخه. وقیل: لأنها تجذب الناس إلیها من قوله: امتك الفصیل ما في ضرع أمه إذا لم یبق فیه شیئا. ²¹²

قال الرازي: في اشتقاق مكة وجوه، الأول: أن اشتقاقها من أنها ‌تمك ‌الذنوب أي: تزيلها كلها، من قولك: امتك الفصيل ضرع أمه، إذا امتص ما فيه. الثاني: سميت بذلك؛ لاجتلابها الناس من كل جانب من الأرض، يقال: امتك الفصيل إذا استقصى ما في الضرع. ويقال: تمككت العظم، إذا استقصيت ما فيه. الثالث: سميت مكة؛ لقلة مائها، كأن أرضها امتكت مائها. الرابع: قيل: إن مكة وسط الأرض، والعيون والمياه تنبع من تحت مكة، فالأرض كلها تمك من ماء مكة، ومن الناس من فرق بين مكة وبكة. فقال بعضهم: إن بكة اسم للمسجد خاصةً، وأما مكة، فهو اسم لكل البلد. ²¹³

تبين أن المعنى المشترك بين هذه المعاني هو استخراج اللب من العظم، وامتصاص اللبن من الضرع، والقضاء على عصيان الظالم والمعتدي، وما إلى ذلك، ولجميعها صلة معنوية قوية بـأرض مكة المقدسة، فسميت بها.

الجهات الأربعة

إن بلد اللّٰه الحرام مكة المشرفة - زادها اللّٰه شرفًا وتعظيمًا - بلدة كبيرة مستطيلة، ذات شعاب واسعة، ولها مبدؤ ونهاية، فبدؤها: المعلاة، وهي: المقفرة الشريفة، ومنتهاها: من جانب جدة، موضع يقال له: الشبيكة، ومن جانب اليمن، قرب مولد سيدنا حمزة رضى اللّٰه عنه في لصق مجرى العين، ينزل إليه من درج له يقال له: البازان، وعرضها من وجه يقال له الآن: جبل جزل إلى أكثر من نصف جبل أبي قبيس، ويقال لهذين الجبلين: الأخشبان، وسماهما الأزرقي جبل أبي قبيس والجبل الآخر، فإنه قال: خشبا أبي قبيس، وهو: الجبل المشرف على الصفا، والآخر: الجبل الذي يقال له: الأحمر، وهي تسع خلقا كثيرا خصوصا في أيام الحج؛ فإنه ترد إليها قوافل عظيمة وطوائف لا يحصيها إلا اللّٰه تعالى، فتسعهم جميعًا. ²¹⁴

فمكة المكرمة هي عاصمة الحجاز، وهي مدينة بناها نبي شيخ كبير هو إبراهيم عليه السلام، وهاجر إليها نبي شاب هو إسماعيل عليه السلام، وولد فيها نبي يتيم هو محمد صلى اللّٰه عليه وسلم. وتقع على إحدى وعشرين درجةً وثمان وثلاثين دقيقةً عرضًا، وعلى أربعين درجةً وتسع دقائق طولًا، وترتفع ثلاثمائة وثلاثين مترًا من سطح البحر، تحيط بها الجبال من كل جانب، وطولها ثلاثون كيلومترًا شرقًا وغربًا، وعرضها كيلومترًا ونصف جنوبًا وشمالًا، والسلسلة الشرقية مركبة من سلاسل جبل قيقعان، والجبل الهندي، وجبل لعلع، وجبل كداء، وجبل كداء هو الذي دخل منه النبي صلى اللّٰه عليه وسلم مكة فاتحًا، والسلسلة الجنوبية مؤلفة من جبل ثور، وجبل كدى، وبعض جبل أبي قبيس، وفي الشرق جبل أبي قبيس، ووراءه جبل خندمة، وفي الغرب جبل عمر. ²¹⁵

المدينة المنورة

المدينة المنورة هي أشهر وأقدس المدن في الحجاز بعد مكة المكرمة -زادهما اللّٰه شرفًا وعزًا ووقارًا-. وهي البقعة المباركة التي هاجر إليها خاتم الأنبياء محمد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، وهو صلى اللّٰه عليه وسلم لايزال ينورها بوجوده المبارك فيها. قضى الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم السنوات العشر الأخيرة من حياته المباركة في المدينة المنورة، فاختارها مهجرًا ومقرًا ومقامًا لنفسه الشريفة صلى اللّٰه عليه وسلم. وقیل: هي من نجد، وهي بلدة طیبة مباركة كثیرة الخیرات، عذبة المیاه، وافرة النخیل والثمار، أهلها وسكنتها یودون الغرباء، ویحبون من هاجر إلیهم. ²¹⁶

وقد عرفت المدينة المنورة قديما بيثربة في جغرافيا بطليموس. ²¹⁷ فلما هاجر النبي صلى اللّٰه عليه وسلم إلى يثرب سماها طيبة وطابة، روي عنه صلى اللّٰه عليه وسلم أنه قال: (( من سمى المدينة يثرب فليستغفر اللّٰه تعالى، هي طابة، -كشامة- هي طابة، هي طابة )) قال ذلك ثلاثًا. ²¹⁸ وقد ورد في القرآن كل من هذين الاسمين، أما يثرب فقال تعالى: وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ.²¹⁹ وأما المدينة فقال جلّ وعلا: وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ101²²⁰

الجهات الأربع

إن المدينة المنورة هي أقل من نصف مكة، وهي في حرة سبخة الأرض، ولها نخيل كثيرة ومياه نخيلهم وزروعهم من الآبار يستقون منها العبيد. ²²¹ وهي تقع على بعد حوالي ثلاثمائة ميل في شمال مكة، وهي واحة خصيبة التربة غزيرة المياه محصورة بين لابتين بركانيتين تعرفان بالحرتين، حرة واقم في الشرق، وحرة الوبرة في الغرب. وتكتنف الوديان الحرتين من الشرق ومن الغرب، وتحيط بالمدينة من جهاتها الأربعة. ويقع جبل عير في الجنوب الغربي من يثرب. والقادم من مكة إلى يثرب -في زمن الهجرة النبوية- كان يمكنه إذا قام بأعلى جبل عير أن يحدد صورة مكتملة لمنطقة يثرب، فوادي العقيق إلى يساره ممتد غربي المدينة فيما وراء حرة الوبرة إلى ما بعد بئر رومة في شمالها الغربي. والعريض وعوالي المدينة إلى يمينه من شرق حرة واقم. وهناك من أقصى الشمال يقوم جبل أحد ثم جبل سلع، وتقع قرية قباء في جنوب المدينة على ميلين منها. ²²²

جدة

جدة بلدة من الحجاز في بلاد العرب على البحر الأحمر على ست وخمسين كلومترًا من مكة في عرض 28° و 21° شمالًا، وفي طول 13° و39° شرقًا. وإنها مبنية على حافة البحر في صحراء مجدبة، وعلى بعد نحو عشرة أميال منها إلى الوراء سلسلة تلال منخفضة خالية من الشجر والنبات، ويحيط بها أسوار يتخللها أبراج حصينة وخندق، ولها تسعة أبواب، ستة منها إلى جهة البحر، والبحر هناك أخذ في الابتعاد بالتدريج عن المدينة، وذلك من جراء الصخور المتولدة هناك. ²²³

سبب التسمية

إن للكلمات في اللغة العربية معاني ومفاهيم، تتغير باختلاف الاشتقاق والإعراب، وجدة من الكلمات التي يختلف معناها باختلاف إعرابها واستخدامها، ولذلك وقع في تسميتها بجدة خلاف ساخن، فنطق بعض المؤرخين جُدة - بضم الجيم - ومعناها الشاطي والساحل. وقال بعضهم: إن اسمها الأصلي هو جَدة -بفتح الجيم- أي: أم الأب، ولكن المؤرخ الشهير أبا عبيد البكري عزاها إلى جدة بن جرم، أحد أبناء القضاعة، وقضاعة كانت مدينة قبل حوالي ثلاثة آلاف سنة، وسميت بجدة؛ نسبة لجدة بن جرم بن ربان الذي نزل وسكن بها في زمن قديم، وجدة هو ابن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. ²²⁴ فذكرها البكري في معجمه وابن بطوطة في رحلته بالضم أي: جُدّة، يُطلق على الشاطئ الجاف للبحر، وأيضًا تعني طريقًا واسعةً، لكون المسافة من جدة إلى مكة واسعة جدًا، وينطقها أهل مصر بالفتح أي: جَدّة وهي أيضًا تعني واسعةً، أما جِدّة بالكسر فتعني السعادة. ²²⁵

كما ذهبوا إلى أن أصح الأقوال في هذا المجال هو أن جدة بفتح الجيم، أي: أم الأب، وبها سميت؛ ولذلك فإن بها مقبرة قديمة، وفيها ضريح مبارك معزو إلى أم البشر حواء عليها السلام، روي عن ابن عباس رضي اللّٰه عنهما أن فيها قبر حواء. ²²⁶ وقال ابن جبير الأندلسي: وبها موضع فیه قبة مشیدة عتیقة، یذكر أنه كان منزل حواء أم البشر عند توجهها إلى مكة، فبنى ذلك المبنى عليه تشهیرا لبركته وفضله. ²²⁷ ولعل هذا الموضع هو الموضع الذی یقال له: قبر حواء، وهو مكان مشهور بجدة إذ لا مانع من أن تكون نزلت فیه ودفنت فیه. ²²⁸ و اللّٰه أعلم

وأيده كثير من المؤرخين والباحثين. قال العصامي: أكثر الرواة على أنها دفنت بجدة بالمحل المعروف بها. ²²⁹ وذكر الحميري: وبجدة نزلت حواء عليها السلام، وقيل: بجدة قبرها. ²³⁰ وتفصيل ذلك ما ذكره المنصورفوري وهو أن قبر أم البشر يقع في الجانب الشرقي، طوله مئة وخمسون مترًا أي: أربعمائة واثنان وتسعون قدمًا، بينما ارتفاعه متر واحد، أي: ثلاثة وربع قدم، وعرضه ثلاثة أمتار، أي: عشرة أقدام تقريبًا، وبنيت قبة في جانب الرأس كمحراب يبلغ طولها حوالي ثلاثة أرباع الضريح، وبنيت قاعدة تشبه القوس في جانب الأقدام من الضريح فوق القبر، وبني على عرض القبر جداران، تتوسط بينهما مساحة فارغة، وهذان الجداران يدلان على عرض القبر. ²³¹

الطائف

الطائف من أقدم مدن الحجاز المقدس، وهي مصيف (مكان صحي للإقامة في الصيف) لأهل مكة منذ العصور القديمة بسبب ارتفاعها ألفًا وسبعمائة مترًا عن سطح البحر، والطائف بلد طيب الهواء، ‌بارد الماء. ²³² وهو بطن من جبل غزوان بشرقي مكة، وهو شدید البرد، كثیر الفواكه؛ لما فیه من كثرة البساتین التي تسقیها العیون والجداول المنحدرة من الجبال. ²³³ وهو أبرد مكان في الحجاز، وربما جمد الماء في ذروته في الشتاء، ولیس بالحجاز موضع یجمد فیه الماء سوی هذا الموضع. ²³⁴ وأكثر ما يذهب إليه أثرياء مكة، يقضون فيها أحر الأيام والليالي مع هدوء وطمأنينة، يتمتعون بطقسها الجيد الهادئ، والحق أن مثل هذا الطقس في الجزيرة العربية نعمة من نعم اللّٰه الجليلة.

سبب التسمية

كانت الطائف تسمى في قديم الزمان بـ"وج"، وهو في العصر الراهن اسم لواد صغير في الطائف. قال الحموي: كانت الطائف تسمى قبل ذلك وجًا بوج بن عبد الحي من العماليق. ²³⁵ أما الطائف فمعناها في اللغة المحيط أو السور، وسميت بالطائف؛ لأن رجلًا من الصدف یقال له: "الدمون" بنى حائطًا وقال: قد بنیت لكم طائفًا حول بلدكم، فسمیت الطائف. ²³⁶ والصدف كان رجلًا من بني صدف، قتل ابن عمه ثم هرب إلى "وج"، فذكر لأهل هذه البلدة أن يبنوا جدرانًا وأسوارًا تحيط ببلدتهم؛ لحمايتها من شن الغارات والهجمات، فبنى بنو ثقيف جدارنًا متينةً كأنها قلعة حصينة، فكانت هذه الجدران تحيط بالبلد من جميع جهاتها الأربعة، فسموها طائفًا. ²³⁷ وذكر البكري أيضًا: أصاب رجل من الصّدف دمًا في قومه بحضرموت، وكان يقال للصّدفي الدّمون، وكان قتل ابن عم له، فقال في ذلك:

وحربة ناهك أو جرت عمرا
فمالي بعده أبدا قرار ²³⁸

ثم خرج هاربًا حتى نزل بوجّ، فحالف مسعود بن معتّب ومعه مال عظيم، فقال لهم: هل لكم أن أبني لكم طوفًا عليكم، يكون لكم ردءًا من العرب؟ قالوا: نعم، فبنى لهم بماله ذلك الطوف، فسمّي الطائف؛ لأنّه حائط يطيف بهم. ²³⁹

مناطقها ووديانها

كانت في الطائف أحياء عديدة ووديان كثيرة، منها: وج، والنخب، والأعرج، ولية، وجلدان، والفتق وغيرها، ووج هو من بلاد الطائف وهو وادیها الذی یقول فیه الثقفي:
سقيا لوج وجنوب وج واحتله غيث دراك الثج
وواد یقال له النخب، وهو من الطائف علي ساعة، وواد یقال له العرج، وهذا غیر العرج الذی بین مكة والمدینة، وواد یقال له لیة، أعلاه ثقیف وأسفله لنصر، وبین لیة وبسل بلد یقال له جلدان، تسكنه بنو نصر، وبجلدان هضبة سوداء یقال لها تبعة، وبها نقب كل نقب قدر ساعة، كانت تلتقط فیه السیوف العادیة والحرز، ویزعمون أن فیه قبورا لعاد، وكانوا یعظمون ذلك الجبل، ومن بلاد الطائف الشدیق، وهو واد، والهدة بینها وبین السراة، وقریة لبني نصر یقال لها الفتق، وعكاظ نخل في واد بینه وبین الطائف لیلة، وبینه وبین مكة - زادها اللّٰه تعالى شرفا - ثلاث لیال، وبه كانت تقوم سوق العرب بالابتداء، وبه كانت أیام الفجار، وكانوا یطوفون بصخرة هناك، ویحجون إلیها، وذو المجاز ماء من أصل كبكب، وهو لهذیل. وقال الواقدی: عكاظ بین نخلة والطائف، وذو المجاز خلف عرفة، ومجنة بمر الظهران، وهذه أسواق قریش والعرب، ولم یكن فیها شيء أعظم من عكاظ. ²⁴⁰ كانت سوق عكاظ وذي المجاز من أهم وأشهر الأسواق التي تقوم في الجزيرة العربية أيام الجاهلية. ²⁴¹

خيبر

خيبر من أقدم مدن الحجاز، فيها وقعت معركة خيبر الحاسمة سنة سابع من الهجرة، وفق سنة ستمائة وثماني وعشرين من الميلاد، وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على ثمانية برد من المدينة إلى جهة الشام. ²⁴² وهي مدينة مليئة بالحصون، وبها ماء من تحت الأرض وطعام يكفيها سنوات، وبها عشرة آلاف مقاتل من اليهود، منهم آلاف يجيدون الرمي، وكانت خيبر ممتلئة بالمال، وكان اليهود يعملون بالربا مع جميع البلدان. ²⁴³

موقعها الجغرافي

خيبر ناحية على ثمانية برد من المدينة لمن يريد الشام، يطلق هذا الاسم على الولاية وتشتمل هذه الولاية على سبعة حصون ومزارع ونخل كثير، وأسماء حصونها: حصن ناعم، والقموص حصن أبي الحقيق، وحصن الشق، وحصن النطاة، وحصن السلالم، وحصن الوطيح، وحصن الكتيبة. ²⁴⁴ ولو أمعن النظر في موقعها الجغرافي وجهاتها الأربع لاتضح أن خيبر واحة واسعة ترتفع عن سطح البحر ألفين وثمانمائة (2800) قدمًا، وتقع في شمال المدينة المنورة على بعد مئة وأربع وثمانين كيلومترًا، والطريقة التي تسير إليها محتوية على شعاب ومضيقات ضيقة متعرجة تمتد إلى مئة كيلومتر تقريبًا، وهي سلسلة متواصلة من الجبال والبراكين والحمم المنصهرة، وبها أراضي صالحة للحراثة والزراعة، بعيدة عن المدينة المنورة من خمسة عشر كيلومترًا إلى عشرين كيلومترًا، متسعة من عشر إلى اثني عشر كيلومترًا، وتعقبها الحرة في جانب خيبر، وما زالت توجد فيها أطلال وآثار اليهود القديمة على الجانب الأيمن من طريق المدينة المنورة ممتدة إلى عدة أميال، وتظهر منها برك وسدود خربة، ولما تجف المياه في الحر الشديد ترى في إعماقها تربة دقيقة رقيقة منجمدة من بعيد، ومن بين هذه البرك بركة تسمى الصهباء، كان ينزل بها الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم فيستريح بها، ويقع عقبها واد وسيع منحدر، تقع فيه خيبر، وقد أحاطت هذه المنطقة بالواحات الكثيفة الكثيرة حتى لا ترى ملامح داخل البلد من الخارج، ويقال: إن خيبر كانت فيها قبيلة عنيزة سنة ألفين وتسع مئة وأربع وستين من الميلاد، وعدد المقيمين الأصليين يبلغ إلى خمسة آلاف نفسًا، ويزداد هذا العدد عند ما تحصد المزارع إلى ستين ألف نسمةً.

سبب التسمية

هناك أقوال عديدة نقلت في سبب تسميتها بـ"خيبر". أولها: أنها سميت باسم خيبر بن فاتية بن مهلاييل، وكان أول من نزلها. ²⁴⁵ وقيل: اسمه خيبر بن قانية بن مهلائيل بن أرم بن عبل، وهو أول من نزل هذا الموضع وبناه. ²⁴⁶ وقيل: إنها سميت باسم رجل من العماليق نزلها. ²⁴⁷ فالظن الغالب في تسميتها بخيبر أن سميت باسم خيبر الذي هو أول من نزلها وسكنها.

جوها ومناخها

الهواء والأجواء في خيبر مفسدة، ضارة بالصحة الإنسانية تمامًا، حتى أنها لا يوافق طباع الذين يأتون من الخارج، فيصابون بالحمى الشديدة. قال الأخنس بن شهاب التغلبي:
لابنة حطان بن عوف منازل
كما رقش العنوان في الرق كاتب
ظللت بها أعرى وأشعر سخنة
كما اعتاد محموما بخيبر صالب ²⁴⁸

فيها واحات متسعة كثيفة، وكان فيها النخيل بعدد كبير، تصدر منها التمور إلى بلاد أخرى، قال خارجة بن ضرار المري:
أخالد هلا إذ سفهت عشيرة
كففت لسان السوء أن يتدعرا
فإنك واستبضاعك الشعر نحونا
كمستبضع تمرا إلى أرض خيبرا ²⁴⁹

قصيدته هذه مذكورة في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام أيضًا. ²⁵⁰ ولم يبق من تلك الواحات والمزارع والحقول إلا آثارها وأطلالها، يسكن فيها بعض الفلاحين والعبيد السود، وهنا منطقة باسم فدك، واشتهرت فدك بالزراعة والصناعة في القديم، وأن تمر فدك مشهور بالجودة. وفيه قيل:
من عجوة الشق يطوف بالودك
ليس من الوادي ولكن من فدك ²⁵¹

ولما كانت خيبر من أحر المناطق فتنضج فيها التمور بأحسن طريق، وتصدر إلى المناطق الأخرى في جزيرة العرب، بالإضافة إلى ذلك، فإن خيبر كانت خصبة خضرة نضرة، بنيت فيها القلاع والحصون كأنها قصور شامخة، وهذه المزايا جعلتها كأحسن وأطيب مكان في الجزيرة العربية، ومن ثم كان لليهود الذين أقاموا بخيبر أثر بالغ وقدم راسخ، لكنهم لما وقعت معركة خيبر في عهد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أجلاهم الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم منها، ولا يزال اليهود يعيشون ذليلين صاغرين في شتى أنحاء العالم.

بدر

من أهم وأشهر مناطق الحجاز "بدر"، وهو موضع شهير حدثت فيه وقعة "بدر الكبرى" في السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة، الموافق لثلاثة عشر آذار (مارس) سنة ستمائة وأربعة وعشرين (624) من الميلاد. تحيط بها جبال راسية عالية من جميع جهاتها، وسميت بدرٌ بهذا الاسم؛ لوجود بئر فيها، كانت تسمى بدرًا. قال الحموي: بدر ماء مشهور بين مكة والمدينة، أسفل وادي الصفراء بينه وبين الجار، وهو ساحل البحر ليلة. ²⁵² ‌وتقع ‌بدر جنوب غرب المدينة، والمسافة بينها وبين المدينة - بطرق القوافل التي سلكها الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم - حوالي مائة وستين ميلا. كما أن بدرا تقع شمالي مكة، والمسافة بينها وبين مكة - بطرق القوافل القديمة التي سلكها المشركون – حوالي مائتين وخمسين ميلا. أما المسافة اليوم بين مكة وبدر - بطرق السيارات – فهي ثلاثمائة وثلاث وأربعين كيلومترًا، والمسافة بين المدينة وبدر بهذا الطريق فهي مائة وثلاث وخمسين كيلومترًا. أما المسافة بين بدر وساحل البحر الأحمر الواقع غربيها فهي حوالي ثلاثين كيلو مترا. ²⁵³

سبب التسمية

وقع خلاف ساخن بين المؤرخين في وجه تسميته ببدر. قال بعض المؤرخين: إنه سمي ببدر بن يخلد، نزل فيه ساكنًا، وكان من قبيلة بني كنانة. بينما قال بعضهم: إنه كان من بني ضمرة. يقال: إنه ینسب إلى بدر بن یخلد بن النضر بن كنانة. وقیل: بل هو رجل من بني ضمرة، سكن هذا الموضع فنسب إلیه. ²⁵⁴ وقيل: بدر اسم بئر التي بها، سمیت بذلك؛ لاستدارتها أو لصفاء مائها، فكان البدر یری فیها. وحكى الواقدي إنكار ذلك كله عن غیر واحد من شیوخ بني غفار، وإنما هي مأوانا ومنازلنا وما ملكها أحد قط، یقال له: بدر، وإنما هو علمٌ علیها كغیرها من البلاد. ²⁵⁵

قال ابن بطوطه في رحلته: هي قریة فیها حدائق نخل متصلة، وبها حصن منیع یدخل إلیه من بطن واد بین جبال، وببدر عین فوارة یجري ماؤها، وموضع القلیب الذی سحب به أعداء ﷲ المشركون، هو الیوم بستان، وموضع الشهداء خلفه، وجبل الرحمة الذی نزلت به الملائكة على یسار الداخل منه إلى الصفراء، وبإزائه جبل الطبول، وهو شبه كثیب الرمل ممتد، ویزعم أهل تلك البلاد أنهم یسمعون هنالك مثل أصوات الطبول في كل لیلة جمعة، وموضع عریش رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم الذي كان به یوم بدر، یناشد ربه جل وعلا متصل بسفح جبل الطبول، وموضع الوقیعة، وعند نخل القلیب مسجد، یقال له مبرك ناقة النبي صلى اللّٰه عليه وسلم.²⁵⁶

إن بدرا سهل صحراوي بيضوي بطول حوالي خمسة ونصف ميل، وعرض حوالي أربعة أميال، محاط بالجبال العالية، ملتقى طرق مكة والمدينة والشام، تجري فيها الأودية شمالًا وشرقًا وجنوبًا، ويقوم هنا سوق كبير في أول ذي القعدة إلى الثامن منه كل سنة في أيام الجاهلية، وكان آنذاك موطنًا لبني ضمرة، ومن بطونها بنو غفار، وقد أرسل إليهم النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أبا ذر رضي اللّٰه عنه؛ ليدعوهم إلى الإسلام والتوحيد، ومن ثم اشتهر بأبي ذر الغفاري رضي اللّٰه عنه، ويطلق عليه أهله بدرو، وهنا قرية باسم بدر معمورة على تل مرتفع، وفيها مسجد كبير، ويجري النهر في الأسفل، وبجانبيه واحات مخضرة مزدهرة، يقال: إن ذاك النهر انشعب من مكان بنى فيه الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم حوضًا كبيرًا اجتمع فيه ماء المطر يوم بدر، ولما كان أعداء الإسلام -وهم كفار مكة- وكانوا عطشانين مضطرين إلى ذلك، فأمر النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أصحابه أن لا يمنع الماء عنهم.

المكان المتبرك به

يقع بالقرب من بدر جبل كبير مرتفع، وفيه غار واسع دخله الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم، وهذا هو الموضع الذي يقف فيه الحجاج ويصلون صلاة النفل تبركًا، يقول السمهودي: رأیت بأوراق في منازل الحاج ما لفظه: ومن بدر إلى الدخول نحو نصف فرسخ، وهو الغار الذي دخل النبي صلى اللّٰه عليه وسلم فيه، وهذا الغار علي یمین المصعد من بدر، ورأیت الحجاج یتبركون بالصلاة فیه. ²⁵⁷

وفي البدر وقعت معركة حاسمة بين أهل الحق وأهل الباطل، اشتهرب ببدر الكبرى، وهو يوم الفرقان الذي غلب فيه المسلمون على المشركين، ومن قتلى المشركين يومئذ بدر بن الأسود بن زمعة بن المطلب بن نوفل القرشي، ورثاه أبوه بقوله:
أتبكي أن يضل لها بعير
ويمنعها من النوم السهود
فلا تبكي على بكر ولكن
على بدر تقاصرت الجدود ²⁵⁸

فالحرب الفاصلة بين الحق والباطل، والمظهرة أنه جاء الحق وزهق الباطل وقعت في بدر، وقد أنعم اللّٰه على المسلمين حيث أعز الإسلام والمسلمين مع قلة عددهم وعدتهم، وأذل الشرك والمشركين.

تبوك

تبوك من أهم مواضع الحجاز، تقع بين المدينة المنورة وبين الشام، وتبعد عن المدينة المنورة أربع عشرة مرحلةً على منتصف طريق دمشق، قال السيوطي: تبوك مكان من المدينة على أربع عشرة مرحلة. ²⁵⁹ وتدل الاكتشافات الحديثة على أنها على مسافة ستمائة ميلًا عن المدينة المنورة، أي: حوالي تسعمائة وخمسين كيلومترًا، وعدد سكانها اليوم خمس وسبعين ألف (75000) نسمةً.

وفيها وقعت معركة تبوك بين الحق والباطل عام ستمائة وثلاثين من الميلاد. قال الحموي: توجه النبي صلى اللّٰه عليه وسلم في سنة تسع للهجرة إلى تبوك من أرض الشام، وهي آخر غزواته صلى اللّٰه عليه وسلم. ²⁶⁰ سميت بغزوة العسرة أيضًا؛ لأنها وقعت في أوضاع حرجة، وأيام صعبة، وقعت في الصيف عندما كانت التمور على وشك النضج، والناس قد أكلوا ما كان عندهم، وكانت الأيام أيام قحط، والناس في انتظار التمور الطازجة الناضجة، وهي مدار العيش وعماد الحياة، فآنذاك أمر النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أصحابه بتجهيز الجيش للمحاربة مع الروم، فخرجوا في سبيل الجهاد مع أنهم كانوا في القحط والجدب.

سبب التسمية

ذكر ابن الملقن الشافعي: أنها سميت تبوك؛ بالعين التي أمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم الناس ألا يمسوا من مائها شيئًا. ²⁶¹ وعزاه الحموي إلى حصن، به عين ونخل وحائط، ينسب إلى النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، ²⁶² وكذا نقله السمهودي. ²⁶³ وذكر الميداني: أنها ‌سميت ‌تبوك؛ لأن النبي صلى اللّٰه عليه وسلم رأى قوما من أصحابه يبوكون عين تبوك أي يدخلون فيها القدح ويحركونه ليخرجوا الماء؛ فقال صلى اللّٰه عليه وسلم: (( ما زلتم تبوكونها بوكا )) فسميت بتبوك. ²⁶⁴

عين تبوك

كانت في موضع تبوك عين جارية صافية مطنوفة بالجدار الصغير الوسيع، ويقال: إن هذه هي العين التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية على صاحبها آلاف التحيات والتسليمات، روي عن ‌معاذ بن جبل رضى اللّٰه تعالى عنهما قال: قال النبي صلى اللّٰه عليه وسلم لأصحابه وهو في طريق تبوك: (( إنكم ستأتون غدًا إن شاء اللّٰه ‌عين ‌تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئًا حتى آتي )) . فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، قال: فسألهما رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: هل مسستما من مائها شيئًا؟ قالا: نعم، فسبهما النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، وقال لهما ما شاء اللّٰه أن يقول. قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلًا قليلًا حتى اجتمع في شيء. قال: وغسل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء منهمر، أو قال غزير - شك أبو علي الراوي أيهما قال- حتى استقى الناس. ثم قال: (( يوشك يا معاذ، إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانًا )). ²⁶⁵

إن هذه العين كانت جاريةً إلى ألف وأربعمائة سنة إلا الربع أي: إلى سنة ألف وتسعمائة وسبع وخمسين (1957) من الميلاد، ولما حفرت الآبار الأنبوبية في المناطق المنحدرة بقربها انتقلت مياهها إليها، وجفت هذه العين بعد أن انقسمت مياهها في خمسة وعشرين بئرًا أنبوبيًا تقريبًا. ²⁶⁶ واستغلالًا لهذه المياه المنقسمة تغرس الأشجار في تبوك وأطرافها، ومنطقتها تمتلئ بالحدائق والبساتين والأشجار والأزهار، وما زالت تزداد، وهي سوف تزداد كما أخبره النبي صلى اللّٰه عليه وسلم.

فالحاصل أن الحجاز ممتد شمالًا وجنوبًا ثلاثمائة وخمسين ميلًا أي: خمسمائة وستين كيلومترًا تقريبًا، وتهامة تعتد قطعة من أرض الحجاز اعتداد تبوك وفلسطين منها عند البعض. أما الفقهاء فيعدون من الحجاز الجزر والجبال ما حوله، ولم يعتبرها الجغرافيون منها، ثم الحجاز تنقسم إلى ثلاثة أنحاء، الشمالية والوسطى والجنوبي، ومن أهمها الوسطى، فإن بها أماكن عديدة مهمة في التاريخ الإسلامي، منها: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، والطائف، وخيبر، وبدر، وتبوك، ثم لكل منها أهمية كبيرة، تتميز عن الأخرى بخصائص وصفات، كالحرمين الشرفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فإن مزاياهما واضحة بينة، كما أن خصائص بدر وتبوك متفقة متبركٌ بها، وأما جدة ففيها ميناء مهم، والطائف من أخضر وأبرد المناطق، وخيبر تمتاز بتمرها الجيد المصدر منها إلى جميع أنحاء العرب، ولما كانت المياه قليلةً في الحجاز فالأجواء فيها حارة، والطائف من أبرد قطاعها، ومن أفضل الأماكن التي يتوجه إليها العرب عند شدة الحرارة، والريح الهابة في الحجاز على قسمين: أحدهما: ريح تفيد صحة الإنسان، وتبعث فيه النشاط والبساط، أما الثانية فهي مفسدة وضارة بالصحة البدنية، وإضافةً إلى ذلك فإن الحجاز منطقة مهمة من الجزيرة العربية، وهي ناقصة بدونه.

(3) نجد

نجد منطقة وسطى، ونقطة مركزية كبرى للجزيرة العربية، متألفة من أعالي الهضاب وصدوع الصخور، وهي منطقة شاسعة واسعة، تقع في ارتفاعها تهامة واليمن، وفي انحدارها العراق والشام، وتحدها في جانب الحجاز سلسلة جبلية ممتدة من ذات العرق حتى تصل إلى جبال المدينة المنورة، والمنطقة التي ما بين ذات العرق وبين تهامة هي حجاز. أما في شمالها فصحراء الشام، والعراق، والأردن، بينما يقع في غربها الحجاز، كما يقع في شرقها صحراء الدهناء، وتحدها اليمامة جنوبًا، وهي من أفضل وأحسن مناطق الجزيرة العربية، قد ورد ذكر تلالها وجبالها وهوائها وأجوائها في أشعار الجاهلية كثيرًا.

سبب التسمية

النجد في اللغة يطلق على المكان المرتفع من الأرض، وعلى المكان الصلب، حكي عن ابن الأثير: النجد ما ارتفع من الأرض، وهو ‌اسم ‌خاص ‌لما ‌دون ‌الحجاز مما يلي العراق. ²⁶⁷ وذكر العيني: هو في الأصل ما ارتفع من الأرض، والجمع نجاد ونجود وأنجد. ²⁶⁸ سميت نجد بذلك؛ لأنه مكان صلب، وأرفع بالنسبة إلى المناطق الأخرى، وارتفاع هذه الهضبة العالية من سبعمائة وخمسين مترًا إلى ألف وخمسمائة مترًا عن سطح البحر، ونجد بلد خصب في وسط العرب، ترتفع عن سطح البحر ألفين ومئتي مترًا، وتحيط بها صحاري قاحلة من ثلاث جهات، تحميها من النفوذ الأجنبي والسلطة الخارجية. ²⁶⁹

روي عن الأصمعي قال: كل ما ارتفع عن تهامة فهو نجد، واشتهر فيها أن الآبال ترعى بنجد وتشرب بتهامة. ²⁷⁰ هذا مثل يضرب لبيان الخضرة والنضرة، وكثرة الأشجار والأزهار، وفيه إشارة إلى وجود المراعي والبساتين فيها، حيث إن الآبال كانت ترعى في هضابها وغاباتها، وتشرب من منحدرات تهامة، والقبيلة العدنانية كانت تقول لنجد، نُجُد في لغة بني هذيل، وما كانوا يريدون بذلك إلا مكانا مرتفعًا؛ ما يدل على ذلك تركيب الأسماء من كلمة نجد وغيرها، وهي أسماء لبعض مناطق صغيرة في الجزيرة العربية، منها: نجد برق، ونجد ألوذ، ونجد العقاب، ونجد كبكب، ويقول صفي الدين: نجد برق واد باليمامة. ²⁷¹

كما ورد نجد ألوذ في بلاد هذيل، ونجد آجا، ونجد برق، ونجد خال، ونجد الشرى، ونجد عفر. ²⁷² ونجد العقاب بدمشق. ²⁷³ ونجد عقرب ونجد مريع. ²⁷⁴ ونجد كبكب، وهو بعرفات. ²⁷⁵ وبناء على ذلك حيثما جاءت كلمة نجد في كتب الحديث والسيرة والتاريخ كان المراد بها هذه الهضبة العالية المسماة بنجد، وقد بنيت فيه اليوم مدينة الرياض.

الموقع الجغرافي

منطقة نجد من أعلى المناطق الوسطى في الجزيرة العربية، تمتد حدودها من الحجاز إلى العراق، وتحد في الجوانب الأخرى المدينة المنورة ومكة المكرمة واليمن والشام، في شمالها صحراء النفوذ، وفي غربها الحجاز، وفي شرقها الأحساء، وفي جنوبها بلاد اليمامة. ²⁷⁶

الجهات الأربع

كانت نجد محاطة بصحاري قاحلة من جهاتها الثلاثة، فهي منذ زمن قديم كانت محفوظة محمية من النفوذ الأجنبي والسلطة الخارجية، تقع في شمالها صحراء سوريا وصحراء العراق والأردن، وفي الغرب الحجاز، وفي الشرق صحراء الدهناء، وفي الجنوب منطقة اليمامة، أما الربع الخالي فيقع في جنوب اليمامة، وفي شمال نجد كانت صحارى النفود، وفي وسطها سلسلة جبال طويق التي تقطعها عدة أودية (أي أنهار)، أهمها وادي الرماح، ووادي حنيفة. وللمؤرخين أقاويل مختلفة في تحديد نجد. قال الباهلي: كل ما وراء الخندق الذي خندقه كسري علي سواد العراق فهو نجد إلي أن تمیل إلى الحرة، فإذا ملت إلیها فأنت في الحجاز. ²⁷⁷ وقال الأصمعي: سمعت الأعراب یقولون: إذا خلفت عجلزًا مصعدًا، وعجلز فوق القریتین فقد انجدت. ²⁷⁸ وقيل: ما ارتفع عن بطن الرمة - والرمة واد معلوم - فهو نجد إلى ثنایا ذات عرق. ²⁷⁹ فكان في جوانب نجد خندق، وفي هضابها عجل وتل شديد الانحدار، وفي الجانب السفلي بطن الوادي. قال ياقوت الحموي: إن نجدًا إذا جاوزت عذيبًا إلى أن تجاوز فید وما يليها. وقیل: نجد اسم الأرض العریضة التي أعلاها تهامة والیمن، وأسفلها العراق والشام. قال السكري: حد نجد ذات عرق من ناحیة الحجاز، كما تدور الجبال معها إلى جبال المدینة، وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة فهو حجاز، فإذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلى البحر فهو الغور، والغور والتهامة واحد. ویقال: إن نجدًا كلها من عمل الیمامة. وقال عمارة بن عقیل: ما سال من ذات عرق مقبلًا فهو نجد إلى أن تقطعه العراق. ²⁸⁰ ويقول بدر الدين العيني: نجد بفتح النون وسكون الجیم. قال الجوهري: نجد من بلاد العرب، وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد، وهو مذكر. قال العيني: النجد الناحیة التي بین الحجاز والعراق، یقال ما بین العراق وبین وجرة وغمرة الطائف نجد، ویقال: هو ما بین جرش وسواد الكوفة وحده من الغرب الحجاز. وفي العباب: نجد من بلاد العرب خلاف الغور وهو تهامة، وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد. ²⁸¹

فالمناطق العليا الواقعة في شرق المدينة المنورة بعد عبور عجلز بالفور هي حدود غربية لنجد منذ زمن قديم، وأرض نجد أرفع من الأراضي الأخرى في جزيرة العرب، وحدها الشمالي يمتد إلى العراق الذي يقع باتجاه أراضيها المنخفضة والمنحدرة قدرًا ما، وأما المناطق الجنوبية العليا فيقع فيها اليمن، فالقول النهائي في تعيين حدود "نجد" أنها منطقة واقعة بين الحجاز، والعراق، والشام، واليمن، واليمامة.

نجد العالية والسافلة

يقسم علماء العرب نجدًا إلى قسمين: ‌نجد ‌العالية، ونجد السافلة. أما العالية فما ولي الحجاز وتهامة، وأما السافلة فما ولي العراق. ²⁸² وقيل: إن لنجد اسمين، السافلة والعالیة، فالسافلة ما ولي العراق، والعالیة ما ولي الحجاز وتهامة. ²⁸³ وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن نجد تنقسم هذه الأيام إلى ثلاثة أجزاء: شمر، والقصيم والعارض، يحكمها شيخان. ²⁸⁴

أهم مناطقها

كانت نجد من أخضر المناطق وأخصبها في جزيرة العرب، فقد اشتهرت بعض نواحيها بالبساتين والواحات، وكانت تتمتع بخضرة جيدة وتربة طيبة، وهي أطيب أرض في جزيرة العرب، ولذلك ترى الشعراء قديمًا وحديثًا يلهجون بذكرها، ويترنمون برُباها وريّا عطرها. قال قائلهم:
تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار
ألا يا حبذا نفحات نجد
وريا روضه غب القطار²⁸⁵
وقال الآخر:
ألا حبذا نجد وطيب ترابه
وغلظة دنيا أهل نجد ودينها²⁸⁶
وهذا ساعدة بن جويه الهزلي يسترجع ذكريات رحلته إلى منطقة نجد الشرى. فقال:تحملن من ذات السليم كأنها
سفائن يم تنتحيها دبورها ²⁸⁷

إن نجدًا هي من أحسن بلاد جزيرة العرب، وأرقها هواء وأعذب، طيبة التربة، مياهها عذبة، فيها أحسن الفواكه والثمار. ²⁸⁸ ومن أشهر مناطقها ضرية، وجبل شمر، والقصيم، وسدير، والوشم، والعارض، والحريق، والخرج، والأفلاج، ووادي الدواسر.

ضرية

ضرية من أشهر وأقدم بلاد نجد إلى جهة الشام. ²⁸⁹ وهي قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من نجد. ²⁹⁰ وفي تسميتها بضرية وجهان: الأول: إنها قرية قديمة منسوبة إلى ضرية بنت ربيعة بنت نزار. ²⁹¹ وذكر الزمخشري أيضًا أن ضرية اسم امرأة، سمي بها الموضع. والوجه الثاني: أن ضرية هي اسم بئر كانت بها.

ضرية من أوسط القرى في نجد، متكونة من المراعي الخصباء، وهي اليوم تبعد عن الربذة مئة وخمسة وستين كيلومترًا، وعن الحناكية مئتين وسبعة وأربعين كيلومترًا في الشرق، وعن البتراء الواقعة على شارع العنيزة، مئة وخمسة وثلاثين كيلومترًا في الجنوب، وعن العفيف حوالي تسعين كيلومترًا في الشمال، وفيها بطن من بني بكر بن كلاب باسم القرطاء، وإليها بعثت سریة محمد بن مسلمة الأنصاري رضي اللّٰه عنه في المحرم من العام الخامس من الهجرة، من بني بكر بن كلاب بناحیة ضریة بموضع یقال له: البكرات، وضرية على سبعة أميال من المدينة. ²⁹²

ذات الرقاع

نقلت في وجه تسميتها بذات الرقاع عدة أقوال. قيل: إنما سميت ذات الرقاع؛ لأن الجبل الذي سميت به ذات الرقاع جبل به سواد وبياض وحمرة. ²⁹³ وقيل: سميت بذلك؛ لشجرة هناك تسمى: ذات الرقاع. ²⁹⁴ وقيل: إن الرقاع جمع رقعة، وهي خرقة قطعت من الثوب، وبذلك سميت الغزوة ذات الرقاع أيضًأ؛ لأن الصحابة رضي اللّٰه عنهم شدوا الخرق على أرجلهم من شدة الحر لفقد النعال؛ لكونهم ماشين على الأقدام. ²⁹⁵ وقيل: إن الصحابة رضي اللّٰه عنهم كانوا رقعوا فيها راياتهم، فسميت الغزوة بذات الرقاع، وتقع بالقرب منها المرية قرية من قرى الحناكية، على بعد من عشرة إلى خمسة عشر كيلومترًا في الجنوب.

جبال بني طيء

تقع جبال بني طيء في مناطق نجد العليا، وهي سلسلة متألفة من جبل أجا وجبل سلمى. وذكروا أن أجا كان رجلا عاشقا لسلمى، وهي كانت امرأة جميلة، ثم قتلا وصلبا على جبلين، سميا باسمهما، وحكايتهما مروية في البداية والنهاية. ²⁹⁶ وحكي عن الكلبي أن أجأ اسم رجل بعينه، وهو: أجأ بن عبد الحي، وكان فجر بسلمى بنت حام، أو اتهم بذلك، فصلبا في ذينك الجبلين، وعندهما جبل يقال له: العوجاء، وكانت العوجاء حاضنة سلمى فيما ذكر، وكانت السفير بينها وبين أجأ، فصلبت في الجبل الثالث، فسمي بها. ²⁹⁷ وكان من خبرهم أن رجلًا من العمالیق، یقال له: أجأ بن عبد الحي عشق امرأةً من قومه یقال لها: سلمى، وكانت لها حاضنة یقال لها: العوجاء، وكانا یجتمعان في منزلها حتى نذر إخوة سلمى، وهم الغمیم، والمضل، وفدك، وفائد، والحدثان، وزوجها، فخافت سلمى، وهربت هي وأجأ والعوجاء، وتبعهم زوجها وإخوتها، فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى، فقتلوها هناك، فسمّي الجبل باسمها، ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين، فقتلوها هناك، فسمّي المكان بها، ولحقوا أجأ بالجبل المسمّى بأجأ، فقتلوه فيه، فسمّي به. ²⁹⁸

هذه الجبال الثلاثة جبال بني طيء، أما بلاد طيء فكانت لبني أسد، وهي قبيلة عظيمة من القبائل العدنانية. ²⁹⁹ وهي قبيلة حاتم الطائي الجواد الشهير. وفي هذا الجبل قرى كثيرة، منها حائل، وقفاز، وموفق، وجبة، وبقعاء، وسميراء، وكهفة، وغير ذلك من القرى الكثيرة. وأحسنها وأوسعها بلدة حائل، وهي بلدة واسعة الطرق عذبة المياه، طيبة الهواء، وفيها نخيل وأشجار، تسقي من الآبار والعيون، وفيها التمر المعروف بحلوة الجبل، وهو وحشي وبلدي، وكلا النوعين من أحسن التمور المشهورة. ³⁰⁰ وبلدة حائل متكونة من أربعة مناطق كبيرة، يبلغ عدد سكانها إلى أربعمائة ألف (400000)نسمة تقريبا، وخيولها من أفضل أنواع الجياد في العالم كله، وتوجد بها الحمير، والآبال، والأبقار، والشياه بكثرة، وكذا في أجبالها حيوانات وحشية، منها: البقر الوحشي، والنمر، والثعلب، والذئب، والغزال، والأرنب وغيرها مما يعيش في الجبال والبراري. ³⁰¹

أما نجد هذه الأيام فتنقسم إلى ثلاثة أجزاء: شمر، والقصيم، والعارض، الجزء الشمالي المجاور لبادية الشام والعراق والحجاز يسمى شمر، وقد يعرف باسم عاصمتها حائل، ويدخل فيه جبلا شمر: أجأ وسلمى وبعض الأودية، وهذه الجبال تبقى خضراء بأوديتها الطبيعية. ³⁰² وإلى جانب ذلك، هنا منطقة مربوطة متصلة بحائل في الشرق، وهي أطيب وأخصب مناطق نجد، ومعظم سكانها أهل البادية، واسمها القصيم. ³⁰³

القصيم

القصيم من مناطق نجد الوسطى، تقع بين الوشم وجبل طيء (جبل شمر)، ويجري في وسطه نهر ينشعب من حرة خيبر والحائل الجنوبي، وعاصمة هذا الإقليم بريدة، وفي غربه جبل الطامية، يعلو ألفًا ومئتين وستة وثمانين (1286) كيلومترًا، ومعظم سكانه أعراب، ومن أكثر محاصيله التمر، وفيه شجر الفاكهة من التين، والخوخ، والعنب، والرمان. ³⁰⁴

القصيم من أحسن نواحي نجد، وأهلها من أشجع أهالي نجد. وفي القصيم بلدتان مشهورتان، وهما عنيزة وبريدة، وفيها قرى كثيرة، منها الأسياح وعين ابن فهيد، وحنيظل، وأبو الدود، وقصيب وغير ذلك، وهذه القرى كلها خصبة كثيرة النخل والبساتين والحدائق والثمار المتنوعة والمياه العذبة. ³⁰⁵

الرياض

مدينة الرياض لها أسماء كثيرة، وكانت معروفة بالعارض في العصور الماضية، أما اليوم فمشهورة باسم الرياض، وما زالت هي موطنًا لبني تميم. قال بعض المؤرخين: إن العارض والذي يجاور إقليم الأحقاف من اليمن يسمى "نجد اليمن"، وهذه الناحية هي التي يطلق عليها "نجد" في هذه الأيام، وأمير نجد من آل سعود، وعاصمتها مدينة الرياض، والجزء الجنوبي من القصيم خاضع لهذه الحكومة، هذا الجزء من نجد أخضر من شمر. ³⁰⁶ فالموجود في نجد من تميم يمكن حصره في ثلاثة بطون وهي: أولًا: بطن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم، وثانيًا: بطن سعد ابن زيد مناة بن تميم، وثالثا: بطن عمرو بن تميم. ³⁰⁷ وهذه البطون الثلاثة أوائل سكان نجد، وهم سكانها الحقيقيون.

فالجهة الشرقية للجزيرة العربية هي هضبة مرتفعة، وبناءً على ذلك أطلق عليها نجد، وهي ترتفع عن سطح البحر من سبعمائة وخمسين إلى ألف وخمسمائة كيلومتر تقريبًا، وموقعها الجغرافي مهم جدًا بالنسبة إلى أن جهاتها ممتدة من الحجاز إلى العراق، فتحد العراق، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، واليمن والشام في شتى نواحيها، وهي منطقة تحيط بها الصحاري القاحلة الجافة من ثلاث جهات، كأنها أسوار قوية طبيعية تحميها من السلطة الخارجية. ثم إن نجد منقسمة إلى نوعين: نجد العالية، وهي هضبة مرتفعة، تتصل بالحجاز وتهامة، ونجد السافلة، وهي منطقة منخفضة تنحدر إلى العراق، وقد نشأ وبرز فيها كبار من شعراء العرب، وعلى رأسهم امرؤ القيس ومهلهل، وكان ذكرها في أشعارهم وقصائدهم جزءًا لاينفك عنها؛ لخصبتها وخضرتها، وفيها بلاد مهمة معروفة، منها: جبل شمر، والقصيم، وسدير (وادي فقي)، والوشم، والعارض، والخرج، والحريق، والأفلاج، ووادي الدواسر، وقرية ضرية، والرياض، وتقع في جانب لها جبال طئ، ومن أشهرها جبل أجأ، وجبل سلمى، وجبل العوجاء، وكانت مساكن لكثير من القبائل العربية حتى قبل عهد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، ومن أوائلها طسم وجديس، ثم استوطنتها القبائل القحطانية والعدنانية، ولها أهمية تاريخية من حيث أنها بلدة وقعت فيها حرب البسوس بين بني بكر وبني تغلب حتى استمرت إلى أربعين سنة، وكانت حربًا حاسمةً داميةً، وكانت موطن قبائل مضر الذين قاموا بعدة هجمات عدوانية ضد الإسلام والرسول صلى اللّٰه عليه وسلم في قديم الزمان، ولما فتح الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم مكة اعتنق بعض سكانها الإسلام، ولكن سرعان ما أصبحت مركزا لفتنة الردة قبل أن توفي الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم، فقام فيها بعض الكذابين الدجالين وادعوا النبوة، وبعث النبي صلى اللّٰه عليه وسلم سريةً في إمارة أبي قتادة رضي اللّٰه عنه لاستئصالها، وهي موضع حدثت فيه غزوة ذات الرقاع، فأرض نجد من أهم البلاد المركزية الأساسية التي لا يزال لها أثر بالغ في الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

(4) العروض

منطقة تمتد حدودها من شرق نجد وحدود العراق إلى ساحل الخليج الفارسي وسلطة عمان، والعروض في الأصل يقال للخطوط المعوجة المائلة؛ فإن هذه المناطق متكونة تكوينًا معوجًا غير مستقيم، فأطلق عليها العروض، وهي بلدة ممتدة مع طول ساحل الخليج العربي، وحائلة بين بلاد فارس واليمن وبين الجزيرة العربية، تتألف من الانحدارات والارتفاعات والجبال والتلال، والعروض مشتملة على ناحيتين: الأولى اليمامة: وهي مدينة دون مدينة الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم في المقدار، والناحية الثانية بلاد البحرين، وهي قطر متسع مجاور لبحر فارس، كثير النخل والثمار. ³⁰⁸

إن العروض اليمامة والبحرين وما والاهما. ³⁰⁹ ذكر ابن الفقيه أن أرض اليمامة والبحرين إلى عمان من العروض. ³¹⁰ وفي المسالك والممالك: صارت بلاد اليمامة والبحرين وما والاهما العروض. ³¹¹ وموقعها الجغرافي هذا مذكور في المعجم. ³¹² وهذا ما ذهب إليه ياقوت الحموي. ³¹³

في هذه المنطقة ثلاثة أقاليم: اليمامة، والبحرين، وعمان؛ البحرين وعمان واقعتان على ساحل بحر فارس، واليمامة وراء البحرين، وعمان بين بحر فارس واليمن. ³¹⁴ ومن أقسام العروض، شبه جزيرة قطر التي تمتد من عمان إلى حدود الأحساء. ³¹⁵ فسلطنة عمان أيضًا جزء من العروض عند أكثر المؤرخين، بينما عده بعضهم من الحجاز كما قيل: فيه أي: في الحجاز المدينة وعمان. ³¹⁶ والأول أصح، فجميع البلاد الثلاثة من اليمامة والبحرين وعمان هي مناطق العروض، بل يطلق على مجموعتها العروض.

(5) اليمامة

اليمامة بلدة مهمة من بلاد العروض، وبها النخيل الكثير والمياه الوفيرة، وهي مقام مسليمة الكذاب الذي ادعى النبوة في زمن النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، وقتل في زمن أبي بكر رضي اللّٰه عنه. ³¹⁷ كانت مدینة بالبادیة، وهي بلاد بني حنیفة، وهي أكثر نخلًا من سائر الحجاز. ³¹⁸ وكان أهم مناطق الخصب في جزيرة العرب، تصدر منها الحبوب والفواكه إلى أنحاء العرب، وعلى محاصيلها اعتماد الاحتياجات الغذائية للعرب، وكانت معروفة بالخصوبة والزراعة، لم يكن أهلها يفتقرون في الثمار والفواكه والحبوب إلى أحد؛ فإنها إذ ذاك من أخصب البلاد، وأعمرها، وأكثرها خیراً لهم، فیها صنوف الثمار، ومعجبات الحدائق، والقصور الشامخة. ³¹⁹

أما أهل مكة وعلى الأخص رؤساؤهم وأشرافهم فكانوا يتناولون في طعامهم اللحم مع خبز الحنطة، رغم أن أرضها قفراء جدباء، لا ينبت فيها أي نوع من أنواع الحبوب؛ لندرة الماء، لكن تصل إليها الحبات والثمرات من البلاد الأخرى؛ وذلك لقول اللّٰه عز وجل: وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ³²⁰ وهذه الآية تشمل جميع أنواع الثمار والمأكولات حتى الحنطة، بل هي من أفضلها، فإنها كانت طعامهم، وكانت الحنطة تصدر من اليمامة إلى مكة وغيرها من البلاد، ما يدل عليه قول ثمامة رضي اللّٰه عنه عندما أسلم وأمره الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت. قال: لا؛ ولكن أسلمت مع محمد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، ولا واللّٰه ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى اللّٰه عليه وسلم. ³²¹

سبب التسمية

كانت اليمامة تعرف في قديم الزمان باسم "‌جو". ³²² قال الحموي: تسمى اليمامة "جوا". ³²³ كما كان من أسمائها القرية والحجر. قيل: إن الاسم القديم لليمامة "جو"، ولكنها اشتهرت بعاصمتها القرية، أو الحجر، وهما كلمتان معناهما واحد، وقد أكد ذلك الهمداني الذي كان خبيرًا بلغات العرب القديمة. ³²⁴ فكل من القرية والحجر يدل على معنى واحد، وهو العمران، وكان في الأصل معنى الحجر، ثم استخدمت كلمة القرية في هذا المعنى، فأطلق كلا الاسمين على اليمامة. قال الحموي: حجر هي مدينة اليمامة وأم قراها. ³²⁵ كانت اليمامة تعرف بجو وحجر والقرية حتى سميت باسم مرأة نزلت بها، اسمها اليمامة، وهي اليمامة بنت سهم بن طسم. ³²⁶ كانت زرقاء العين. ³²⁷ ويقال لها: زرقاء اليمامة وزرقاء جو؛ لزرقة عينها. ³²⁸ وزرقاء كانت أخت رباح ناكحًا في طسم، وتسمى عنزة واليمامة. ³²⁹ قال ابن الجوزي: كانت فيهم الزرقاء، واسمها الیمامة، وبها سمي بلدها الیمامة. ³³⁰ ذكر ابن خلدون: أن تلك البلدة تسمى جو، فسميت باليمامة على اسم تلك المرأة. ³³¹

جدير بالذكر أن هذه المرأة كانت لها ميزة تمتاز بها عن الفتيات، فما كانت تلك الميزة حتى سميت البلدة باسمها؟ فليعلم أنها كانت حادة النظر، تبصر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام. ³³² وقد نقلت في كتب التاريخ حكاية معروفة عن اليمامة، يقال: إن طسمًا وجديسًا هما من ولد الأزد ابن إرم بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام، أقاموا باليمامة، وهي كانت تسمى جوا والقرية، وكثروا بها وربلوا حتى ملك عليهم ملك من طسم يقال له: عمليق ابن هباش بن هيلس بن ملادس بن هركوس بن طسم، وكان جبارا ظلوما غشوما، وكانت اليمامة أحسن بلاد اللّٰه أرضًا، وأكثرها خيرًا وشجرًا ونخلًا. ³³³ وكان هذا الملك ظلوما غشوما لا ینهاه شيء عن هواه یقال له: عملوق، مضرًا بجدیس، مستذلًا لهم. ³³⁴ وقد بلغ ظلمه لجديس إلى أن البكر منهم لا تهدى إلى زوجها حتى تدخل عليه فيفترعها، وسبب ذلك أن امرأة منهم كان اسمها هزيلة، طلقها زوجها وأخذ ولده منها، فأمر عملوق ببيعها، وأخذ زوجها الخمس من ثمنها، فقالت شعرًا تتظلم منه، فأمر أن لا تزوج منهم امرأة حتى يفترعها، فكانوا كذلك حتى تزوجت الشموس، وهي عفيرة ابنة غفار بن جديس أخت الأسود، فافتضها عمليق. ³³⁵ فعيرت عفيرة بنت غفار أخاها الأسود وقومها على فعل عمليق بها، فلما سمعوا ذلك امتلأوا غضبًا، ونكسوا حياءً وخجلًا، فقال أخوها الأسود: يا قوم، أطيعوني، فإنه عز الدهر، فليس القوم بأعز منكم ولا أجلد، ولولا تواكلنا لما أطعناهم وإن فينا لمنعة، فقال له قومه: أشر بما ترى، فنحن لك تابعون، ولما تدعونا إليه مسارعون، إلا أنك تعلم أن القوم أكثر منا عددًا، ونخاف أن لا نقوم لهم عند المنابذة، فقال لهم: قد رأيت أن أصنع للملك طعامًا، ثم أدعوه وقومه، فإذا جاءونا قمت أنا إلى الملك وقتلته، وقام كل واحد منكم إلى رئيس من رؤسائهم يفرغ منه، فإذا فرغنا من الأعيان لم يبق للباقين قوة، وصنع الأسود الطعام وأكثر وأمر قومه أن يدفن كل واحد منهم سيفه تحته في الرمل مشهورًا، وجاء الملك في قومه، فلما جلسوا للأكل وثب الأسود على الملك فقتله ووثب قومه على رجال طسم حتى أبادوا أشرافهم، ثم قتلوا باقيهم. ³³⁶ فجديس وثبت على طسم، فقتلت مقتلةً عظيمةً. ³³⁷ وفي رواية الحميري أنهم قتلوا الملك عمليقًا وجميع قومه. ³³⁸ فلم يبق منهم إلا رجل واحد، اسمه رباح بن مرة، فهرب إلى حسان بن تبع مستنصرًا به، فوجه جيشًا إلى اليمامة - وتسمى يومئذ جوا - وكان بها امرأة يقال لها: زرقاء اليمامة وهي أخت رباح، تبصر الجيش على مسافة ثلاثة أيام، فلما خافوا أن تبصرهم قطعوا الشجر وجعل كل واحد منهم بين يديه شجرةً، فنظرت إليهم اليمامة فقالت: يا جديس، لقد سارت إليكم الشجر وأتتكم حمير، فقالوا: وما رأيت؟ فقالت: رأيت في الشجر رجلًا معه كتف يأكلها، ونعل يخصفها، فكذبوها، فصبحهم حمير فأوقعت بهم وقعة أفنتهم إلا يسيرًا. ³³⁹ فأبادتهم وهدمت قصورهم وحصونهم. ³⁴⁰ ودعا تبع باليمامة أخت رباح التي أبصرتهم فقلع عينها، ويقال: إنه وجد بها عروقًا سودًا زعمت أن ذلك من اكتحالها بالإثمد. ³⁴¹ وكانت فيما ذكر أنها أول من اكتحل بالإثمد. ³⁴² وكانت تلك البلدة تسمى جوّا، فسميت اليمامة باسم تلك المرأة.

الموقع الجغرافي

تقع اليمامة في جنوب شرق الجزيرة العربية، وكانت في قديم الزمان مدرجة في اليمن، ومنطقة عامرة مأهولة بالسكان، فيها حدائق وبساتين وواحات خضرة، وكانت مدینة دون مدینة الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم في المقدار، كان بینها وبین البصرة ست عشرة مرحلة، وبینها وبین الكوفة مثل ذلك، وهي أكثر نخلًا من بلاد الحجاز، وفیها میاه كثیرة. ³⁴³)

أما اليوم فتبعد اليمامة عن مدينة الرياض على مسافة يسيرة، وتحدها من الشرق عمان والبحرين، ومن الغرب الحجاز وبعض أجزاء اليمن، ومن الجنوب الأحقاف أو الربع الخالي، ومن الشمال نجد، وأراضي اليمامة متصلة بنجد الخصبة. ³⁴⁴ وقد عدّها كثير من المؤرخين والباحثين من العروض. ³⁴⁵ منهم: البكري، ³⁴⁶ وابن الفقيه، ³⁴⁷ والدكتور جواد علي. ³⁴⁸ وعدّها بعضهم من نجد. قال الحموي: وهی معدودة من نجد، وقاعدتها حجر، وتسمی الیمامة جوا والعروض بفتح العین. ³⁴⁹)

(6) البحرين

بلدة من بلاد العروض، تقع على ضفة غربية ساحلية للخليج الفارسي، وتبلغ مساحتها مئة (100) ميلًا مربعًا، وعاصمتها دارين. وكانت ضفة ساحلية شرق المملكة السعودية في عهد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، وقد انضمت فيها جزيرة قطر والبحرين، أما دارين الواقعة على ساحل جنوب ظهران الحالية، فهي اليوم مجموعة الجزر الواقعة بين السعودية العربية وقطر في إمارة البحرين وخليج فارس، وعاصمتها "المنامة".

ودارین من بلاد البحرین، وینسب إلیها الطیب كما تنسب الرماح إلى الخط بجانبها، فیقال: مسك دارین والرماح الخطیة. ³⁵⁰ فكان طيب دارين من أشهر وأرجى الطيوب في الدول العربية، ومن أشهر مصنوعاتها الرماح التي تصنع في الخط، منطقة البحرين.

الموقع الجغرافي

البحرین ثنية بحر في الأصل، موضع بین البصرة وعمان، والنسبة إلیه بحراني. ³⁵¹ وبلاد البحرين هي قطر متسع مجاور لبحر فارس، كثير النخل والثمار. ³⁵² وبين هجر مدينة البحرين وبين البصرة مسيرة خمسة عشر يومًا على الإبل. ³⁵³ غربيها متصل بالیمامة، وشمالها متصل بالبصرة، وجنوبها متصل ببلاد عمان. ³⁵⁴ قال ابن خلدون: هذا الإقلیم مسافة شهر علي بحر فارس بین البصرة وعمان، شرقیها بحر فارس، وغربیها متصل بالیمامة، وشمالیها البصرة، وجنوبها بعمان، كثیرة المیاه ببطونها علي القامة والقامتین، كثیرة البقل والفواكه، مفرطة الحر، منهالة الكثبان، یغلب الرمل علیهم في منازلهم، وهي من الإقلیم الثاني، وبعضها في الثالث. ³⁵⁵)

كانت بلدة البحرين منطقة ممتدة من الكويت إلى نجد، ومن أهم وأشهر مناطقها هجر، ويطلق عليها اليوم "الهفوف"، واسمها في الأصل كان الحساء، ثم تغير إلى الأحساء في العهد العثماني، كما تطلق البحرين على منطقة متسعة ممتدة في شرقي الساحل، أما إمارة البحرين اليوم فكان اسمها أوال، ولما استقلت المملكة السعودية العربية سميت المنطقة الشرقية بالأحساء، وعاصمتها الدمام. ³⁵⁶)

أهم مناطقها

لم يبق موقع البحرين الجغرافي موقعا قديما، واختلفت مناطقها وبلادها تماما، وكثير من المناطق التي عدها المؤرخون في البحرين قد أدرجت في الدول العربية الأخرى، مع ذلك من أشهر مناطقها: جُواثى، والأحساء، والقطيف، وآرة، وزارة، وبينونة، وسابور، والحوس، ودارين، والكثيب الأكبر، والأصغر. ³⁵⁷ وفيما يلي ذكر بسيط لبعضها:

جُواثى

جُواثى كانت من أشهر مناطق البحرين في عهد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، تسكن فيها قبيلة عربية، سيدها عبد القيس، وهي قبیلة كبیرة یسكنون البحرین وینسبون إلى عبد القیس بن أفصی بن دعمی بن جدیلة بن أسد بن ربیعة بن نزار. ³⁵⁸ كانت هذه القبيلة منتشرة في شتى المناطق في العهد النبوي على صاحبه آلاف التحيات والتسليمات وقد أتى سيدها مع وفد إلى النبي صلى اللّٰه عليه وسلم سنة ثماني من الهجرة، وكان اسمه عبد القیس، وهو أبو قبیلة عظیمة تنتهي إلى ربیعة بن نزار بن معد بن عدنان، وربیعة قبیلة عظیمة في مقابلة مضر، وكان قبیلة عبد القیس ینزلون البحرین وحوالي القطیث وما بین هجر إلى دیار المضرية، وكانت وفادتهم سنة ثمان من الهجرة. ³⁵⁹)

وأهل جواثى هم أول من اعتنقوا الإسلام من أهل البحرين، ولما رجعوا إلى بلادهم بنوا مسجدًا في قبيلتهم، وأقيمت فيه أول جمعة جمعت، بعد جمعة جمعت في المدينة المنورة. عن ابن عباس رضي اللّٰه عنهما قال: إن أول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم في مسجد عبد القیس بجواثی من البحرین. ³⁶⁰ قال القرطبي: أول جمعة جمعت بعدها جمعة بقریة یقال لها: جواثى من قری البحرین. ³⁶¹)

هجر والأحساء

المشهور في البحرين من البلاد هجر -بفتح الهاء والجیم-، وكانت هذه البلدة قاعدة البحرین، وخربها القرامطة عند استیلائهم علي البحرین، وبنوا مدینة الأحساء، ونزلوها وصارت إذ ذاك قاعدة البحرین، وهی مدینة كثیرة المیاه والنخیل والفواكه، وبینها وبین الیمامة نحو أربعة أیام. ³⁶² قال ابن بطوطة: إننا سافرنا منها إلى مدینة هجر، وتسمى الآن بالحسا، وهي التي یضرب المثل بها فیقال: كجالب التمر إلى هجر ³⁶³ وبها من النخیل ما لیس ببلد سواها، ومنه یعلفون دوابهم، وأهلها عرب، وأكثرهم من قبیلة عبد القیس بن أفصى. ³⁶⁴ وذكر ابن خلدون: أن هجر اسم مدينة، كانت حضرية، فخربها القرامطة، وبنو الأحساء، وصارت حاضرة. ³⁶⁵)

كانت البحرين من بلاد العروض، وكانت دولة أو إمارة صغيرة تمتد بالقرب من الخليج الفارسي مئة ميل مربع تقريبًا، وتسمى هجر قديمًا، وعاصمتها دارين، وقد جاء وفد منهم إلى الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم واعتنقوا الإسلام، وكان فيه بنو عبد القيس وبنو بكر بن وائل وبنو تميم، ومن أشهر القبائل الساكنة فيها في عهد الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم بنو عبد القيس، كانت هذه المنطقة تحت سيطرة الفرس، يتولى أمرها أسبذ من قبل الأمبراطورية الفارسية، ومن أبنائه المنذر بن ماء السماء الذي كان والي البحرين في زمن النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، فدعاه النبي صلى اللّٰه عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم، لكن أخذ منهم الجزية؛ لما كان معظم سكانها المشركين واليهود والنصارى والمجوس، ومن أهم مناطق البحرين جواثى، والأحساء، والقطيف، وآرة، وزارة، وبينونة، وسابور، وحوس، ودارين، والكثيب الأكبر والأصغر، وقد أسلم سيد جواثى في الثامن الهجري، ولما رجع من المدينة المنورة بنى في البحرين مسجدًا أقيمت فيه أول جمعة جمعت بعد جمعة جمعت في مسجد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، وكذا من أهم مناطقها تاروت ومشقر، ومن محاصيلها ومصنوعاتها الشهيرة تمر الأحساء وطيب دارين ورماح الخط.

(7) عُمان

تقع عمان بعد البحرين على ساحل بحر عمان منحرفًا عن خليج فارس، يحدها من الشرق بحر عمان، ومن الغرب الربع الخالي، ومن الشمال البحرين، ومن الجنوب شجر اليمن. ومدنها الساحلية خصبة خضراء، وأكبر جبالها الجبل الأخضر، وارتفاعه ثلاثة ألف متر، تزخر جباله بالمعادن، وبحارها بالدرر والجواهر، وأوديتها بالطعام والفواكه والثمار واللبان، كما أن خيول عمان وجمالها وأبقارها ومعزها مشهورة. ³⁶⁶)

سبب التسمية

سميت عمان باسم رجل، وهذا أمر متفق عليه، لكن المؤرخين تفرقوا في تعيين ذلك الرجل إلى ثلاثة فرق: ففرقة قالت: سميت باسم عمان بن إبراهيم عليه السلام، وهو قول ضعيف لاختلاف الأقوال في الوسائط بين عمان وإبراهيم عليه السلام. وقالت فرقة: سميت باسم عمان بن لوط عليه السلام، أو باسم عمان بن قحطان، وكان من رؤساء اليمن. وقالت فرقة ثالثة: سميت باسم عمان بن سبأ، وكان ملك اليمن في قديم الزمان.

عمان بن إبراهيم عليه السلام

ذكر غير واحد من المؤرخين أن عمان سميت باسم عمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام. ³⁶⁷ وهذا القول كما ذكرنا في السابق ضعيف؛ لكون الوسائط بين عمان وبين إبراهيم عليه السلام مع الاختلاف فيها، فقال الكلبي: سميت بعمان بن سبأ بن یفثان بن إبراهیم الخلیل الرحمن؛ لأنه بنى مدینة عمان. ³⁶⁸ وقال السيوطي: عمان بلد باليمن، سميت بعمان بن سبأ. ³⁶⁹ وقال السهيلي: سميت بعمان بن سنان، وهو ولد من إبراهيم عليه السلام. ³⁷⁰ وهذا ما ذهب إليه الحلبي أيضًا. ³⁷¹ فاختلاف الوسائط يضعّف هذا الرأي. قال السهيلي بعد ذكر هذا القول: فیه نظر؛ إذ لا یعرف في ولد إبراهیم لصلبه من اسمه سنان. ³⁷² وهذا الخلاف لا يضر تسميته باسم عمان أصلًا، إلا أن القول بأن عمان هو من صلب إبراهيم عليه السلام قول ركيك.

عمان أحد رؤساء اليمن

هناك آراء تاريخية تعزى إلى رؤساء اليمن، ذكر بعض الإخباريين: أن عمان نسبة إلى رجل اسمه عمان بن قحطان. ³⁷³ ذكر ابن خلدون: أنها سمیت بعمان بن قحطان، أول من نزلها بولایة أخیه یعرب. ³⁷⁴ وقيل: إنها سميت باسم حفيد من أحفاد سبأ الملك القديم لليمن، وقال الزبيدي: عمان باليمن سمي بعمان بن نفثان بن سبا أخي عدن. ³⁷⁵ تبين من هذه الآراء أنها سميت باسم عمان بن قحطان أو عمان بن نفثان حفيد سبأ.

عمان بن لوط عليه السلام

ذهب بعض المؤرخين إلى أن عمان كان من أبناء لوط عليه السلام. قال الندوي في تاريخ أرض القرآن: عمان تنتمي إلى عمان بن قحطان، ولكن حسب نص التوراة فإنه ينبغي أن تنسب إلى عمان بن لوط عليه السلام. ³⁷⁶ لكن هذا الرأي يخالف الحقيقة الواقعية؛ فإن عمان المنسوبة إليه ليست هي عمان المعروفة، بل هي مدينة بالشام. قال الحلبي: وأما عمان - بفتح العین وتشدید المیم - فبلدة بالشام سمیت بذلك؛ لأن عمان بن لوط كان سكنها. ³⁷⁷ قال السهيلي: هي بالشام قرب دمشق، سمیت بعمان بن لوط بن هاران، كان سكنها فیما ذكروا. ³⁷⁸)

على كل حال عمان تنتمي إلى عمان بن إبراهيم عليه السلام في قول، رغم أن بينهما وسائط كثيرة، وهناك قول آخر، وهو عمان بن قحطان، وإضافةً إلى ذلك، ذكر البعض اسم عمان بن نفثان، فيمكن أن يقال: إن سلطنة عمان سميت باسم رجل معين، إما كان من ولد قحطان، وإما كان من ولد إبراهيم عليه السلام.

الموقع الجغرافي

عمان كانت فرضة بلاد اليمن. ³⁷⁹ تقع ‌عمان فى الجنوب الشرقى للجزيرة الكبيرة وطولها من خليج البصرة إلى ساحل بحر عمان ثلاثة وخمسين درجة، وسبعة وثلاثين درجة وخمسين دقيقة من جهة الشرق وعرضها الشمالى من اثنين وعشرين درجة إلى سبعة، وعشرين درجة يحدها شرقا المحيط‍ الهندى وشمالا خليج البصرة وجنوبا جبل الأحقاف وغربا جبال اليمامة. ³⁸⁰ تبلغ مساحتها ثلاثمائة ألف وعشرة آلاف (310000) كيلومترًا مربعًا، وتحيط بها جبال راسيات في جميع أطرافها كأسوار قوية تمنعها من السلطة الخارجية والصولة الأجنية. قال ابن خلدون: هي جبال منيعة، فلم تحتج إلى سور. ³⁸¹ فموقعها الطبيعي منيع عن كل عدو خارجي، ولا حاجة لها إلى ثغور أخرى تحميها.

عمان من ممالك جزیرة العرب المشتملة علي الیمن والحجاز والشحر وحضرموت وعمان، هي خامسها، إقلیم سلطاني منفرد علي بحر فارس من غربیه مسافة شهر، شرقیها بحر فارس، وجنوبها بحر الهند، وغربیها بلاد حضرموت، وشمالیها البحرین. ³⁸² وقد أصبحت الآن سلطنة عربية مستقلة، وعاصمتها مسقط، الواقعة على ساحل خليج عمان في جنوب شرق صحار عاصمتها القديمة، على مسيرة مئتين وخمسة وعشرين (225) كيلومترًا منها. ³⁸³ فملخص الكلام في تحديد جهاتها أن شرقيها بحر عمان، وغربيها الربع الخالي، وجنوبها البحرين، وشماليها اليمامة.

(8) اليمن

اليمن من أقدم وأهم مناطق العرب، كما كان لها شأن من بداية تأسيسها وتاريخها. كانت معروفةً بسبأ، وعاصمتها مآرب في فترة ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وما زالت تعرف بهذا الاسم حتى سميت باليمن، ومازال اسمها اليمن منذ عهد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم إلى يومنا هذا، وعاصمتها اليوم هي صنعاء، وتعتبر من أهم وأقدم المناطق العربية حضارةً وثقافةً. ³⁸⁴ ويصفها الجغرافيون بالخضراء؛ لكثرة زروعها وثمارها وأشجارها، ويسميها اليونان العربية السعيدة؛ لكثرة خيراتها بالنسبة إلى البادية وهي بادية الشام العراق. ³⁸⁵)

موقعها الجغرفي

تمتد اليمن على طول المحيط الهندي، ويحدها البحر الأحمر من الغرب، والحجاز من الشمال، وفيها التهائم والنجد، وهي في عرف بعض الباحثين، إنما تقع من وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء، وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان، إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود، وتخترق "السراة" اليمن من الشمال إلى الجنوب حتى البحر، وتتخللها الأودية التي تنساب فيها الأمطار، وتمتد بين الهضاب والشعاب فلاة تتفرع من الدهناء من ناحية اليمامة والفلج يقال لها "الغائط"، وتظهر في أواسطها، وتقع بين مأرب وحضرموت. ³⁸⁶ فيحدها خليج العجم من الشرق، وبحر العرب من الجنوب، والبحر الأحمر من الغرب ويسمونه خليج العرب، ومن الشمال البادية وهي بادية الشام والعراق والبحر الأحمر ويسمى القلزم. ³⁸⁷)

سبب التسمية

هناك عدة أقاويل للمؤرخين في وجه تسميتها باليمن، فذكروا أن بني قحطان بن عابر لحقوا بالیمن فسمیت الیمن حیث تیامنوا إلیها. ³⁸⁸ وذلك عندما نزلوا مكة المكرمة فاستوطنوا الجانب الأيمن، واليمين هو الجانب الأيمن ضد الأيسر، ويعتبر محمودًا وميمونًا عند العرب، فلما ازداد عدد السكان في مكة وبدأوا يهاجرون منها، فمن تيامنوا أي: ذهبوا إلى الجهة اليمنى، سموا باليمن، ومن هاجروا إلى جانب الشمال من مكة سموا بالشام. روي عن ابن عباس رضي اللّٰه عنهما أنه تفرقت العرب، فمن تیامن منهم سمیت الیمن. ویقال: إن الناس كثروا بمكة فلم تحملهم، فالتامت بنو یمن إلى الیمن، وهي أیمن الأرض فسمیت بذلك. ³⁸⁹ وقيل: سمي اليمن يمنًا؛ لأنه على يمين الكعبة. ³⁹⁰ ويسمى ركن من أركان بيت اللّٰه ركنًا يمانيًا؛ نسبة إلى اليمن. ³⁹¹)

قال بعضهم: إن يعرب بن قحطان كان اسمه يمن، سمي بذلك؛ لأن هوداً قال له: أنت أیمن ولدي نقیبة. ³⁹² ثم أطلق على مستقره يمن بعد ما نزل به. قال الحلبي: يعرب هذا قيل له أيمن؛ لأن هودًا نبي اللّٰه عليه الصلاة والسلام قال له: أنت أيمن ولدي، وسمي اليمن يمنًا بنزوله فيه، وهو أول من قال القريض والرجز. ³⁹³ والرجز بحر من أبحر الشعر. ³⁹⁴)

قيل أيضًا: إن قحطان بن هود أولد أربعة وعشرين رجلًا، منهم يمن، وبه سميت اليمن. ³⁹⁵ وذكر ياقوت الحموي: أنها سميت اليمن الخضراء؛ لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها. ³⁹⁶ وهي لم تزل محمودةً على ألسنة الأصفیاء؛ لما أودع اللّٰه فيها من البركة في جمیع الأشیاء، وكانت تسمی الخضراء؛ لكثرة مزارعها ونخیلها وأشجارها وأثمارها ومراعیها وریعها. ³⁹⁷ وفيها يقول شاعر يمني قديم:
هي الخضراء فاسأل عن رُباها
يخبرك اليقين المخبرونا
ويمطرها المهيمن في زمان
به كل البرية يظمؤنا
وفي أجيالها عز عزيز
يظل له الورى متقاصرينا
وأشجار منورة وزرع
وفاكهة تروق الآكلينا³⁹⁸)

كان في قديم الزمان يطلق عليها يمن الخير، كما تشير إليه الآثار القديمة؛ فإن اليمن مشتق من اليمنات، ومعنى اليمنات ذات الخير والبركة. قال أبو المحاسن: إن اسمها مشتق من كلمة "یمنات" الواردة في نصوص سبئیة قدیمة كاسم لهذه البلاد، وربما یكنى بها عن الیمن والخیر؛ لأن بلاد الیمن قدیماً كانت وفیرة الخیرات، على أن الیونان قديمًا سموها بلاد العرب السعیدة علي احتمال أنهم ترجموا كلمة یمنت أو یمنات بالبلاد السعیدة. ³⁹⁹ وقد بلغت الیمن من بسط العیش ورخاء الحیاة وفخامة المدنیة ما حمل معاصریهم من الیونانیین على أن یسموا بلادهم بلاد العرب السعیدة. ⁴⁰⁰)

أشهر مناطقها

كان من أشهر وأقدم مناطق اليمن معين، ومآرب، وظفار، وشيبان، وأوزال، وبراقش، وفشق، وخولان، وقرن شبوه، وعمران، وصنعاء، وأكثرها الآن إما أصبحت تلالًا وإما رمالًا إلا قليلًا ما بقيت آثارها وأطلالها مع أنها تغيرت أسماؤها، فاليمن مع كثرة سكانها ووفرة عمرانها خضرة نضرة، ومن ثم تنقسم إلى أقاليم عديدة تطلق عليها مخلاف اليمن، عدها اليعقوبي أربعة وثمانين إقليمًا، منها: طمو، وعيان، وطمام، وهمل، وقدم، وخيوان، وسنعان، وريحان، وجرش، وصعدة، وهوزن، وحيران، ومآرب، وزبيد، وربع، وبنو محيد، وحضرموت، والحقلين، وعنس. ومن مناطقها السواحلية: عدن، وهي ساحل صنعاء، والمندب، وغلافقة، والحردة، والشرجة، وعثر، والحمضة، والسرین، وجدة. ⁴⁰¹ وفيها عدة من الأمصار، ما ذاع صيتها في الأطراف والأقطار، وفيما يلي نذكر بعض تفاصيلها، وهي صنعاء، وحضرموت، وبلاد الأحقاف، ونجران.

الصنعاء

مدينة الصنعاء من أشهر مدن اليمن، وهي وسط اليمن، تقع على ساحل البحر الأحمر في جنوب غرب الجزيرة العربية، وترتفع عن سطح البحر نحو ألفين ومئة وستة وتسعين (2196) مترًا. ويرجع بعض أهل الأخبار بناء صنعاء إلى سام بن نوح عليه السلام، وزعموا أنها أول مدينة بنيت باليمن، وقد ورد اسم صنعاء لأول مرة على ما نعلم في نص يعود عهده إلى أيام الملك الشرح يحضب، ملك سبأ وذي ريدان، ودعيت فيه بصنعو. ⁴⁰² كما تدل بعض الأقوال والأنقال التاريخية على أن الصنعاء كان اسمها قديمًا صنعو، ثم اشتهرت بصنعاء.

كان بها قصر شامخ معروف باسم غمدان، وكان ذلك أحد البيوت السبعة التي بنيت على اسم الكواكب السبعة، بناه الضحاك على اسم الزهرة، وكان الناس يقصدونه إلى أيام عثمان فهدمه، فصار موضعه تلًا عظيمًا، وذكروا أن قصر غمدان الذي هو بها قصر سام بن نوح عليه السلام، أو قصر الشرح يحضب، وذكروا أيضًا أنها أول مدينة اختطت باليمن بنتها عاد، ورووا قصصًا عن غمدان، فزعم بعضهم أن بانيه سليمان عليه السلام أمر الشياطين، فبنوا لبلقيس ثلاثة قصور: غمدان، وسلحين، وبينون، وزعم بعضهم أن بانيه هو يشرح يحضب أراد اتخاذ قصر بين صنعاء وطيوة، فانتخب موضع غمدان. ⁴⁰³)

من غرائب هذا القصر أنه اتخذ على أربعة أوجه: وجه أحمر، ووجه أبیض، ووجه أصفر، ووجه أخضر، وبنى في داخله قصرًا علي سبعة سقوف، بین كل سقفین أربعون ذراعًا، فكان ظله إذا طلعت الشمس یری على ماء بینهما ثلاثة أمیال، وجعل في أعلاه مجلسًا بناه بالرخام الملون، وجعل سقفه رخامة واحدة، وصیر على كل ركن من أركانه تمثال أسد إذا هبت الریح یسمع منها زئیر الأسد، وإذا أسرجت المصابیح فیه لیلًا كان سائر القصر یلمع من ظاهره كما یلمع البرق. ⁴⁰⁴)

سبب التسمية

مدينة صنعاء هي عاصمة اليمن، كانت في الزمن القديم تسمى أزال. ⁴⁰⁵ وذكر الأخباريون أنها كانت تعرف بـأزال وبأوال، وأخذوا ذلك على ما يظهر من أزال في التوراة بواسطة أهل الكتاب مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه. ⁴⁰⁶ ثم سميت بصنعاء، وفي تسميتها بصنعاء وجهان، ذكرهما المؤرخون:

الأول: أنها سميت باسم الملك اليمني القديم صنعاء، وهو صنعاء ابن أزال بن یقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد، وكان أول من بناها ثم سمیت باسم ابنه؛ لأنه ملكها بعده، فغلب اسمه علیها. ⁴⁰⁷ وذكر ابن الفقيه أيضًا أنها سميت صنعاء بصنعاء بن أزال بن يقطن. ⁴⁰⁸)

والثاني: أنها مدينة عظيمة باليمن، كان اسمها في القديم أزال، فلما وافتها الحبشة ونظروا إلى مدينتها فرأوها مبنيةً بالحجارة قالوا: هذه صنعة! وتفسيرها بلسانهم حصينة. ⁴⁰⁹)

قامت في صنعاء دول عظيمة لمعين، وسبأ، وحمير، وأنشئ سد مأرب أو سد العرم في أوديتها، وكانت مأرب وأزال عاصمتين لها، وكانت ملكة سبأ ابنة هذه الأرض، وشيدت فيها قصور غمدان، وناعطـ، وربدة، وصرواح، ومدراسي، والتي شاهد آثارها الهمداني بأم عينيه في القرن الرابع الهجري. ⁴¹⁰)

حضرموت

حضرموت من أقدم بلاد اليمن وأشهرها، تقع حضرموت إلى الشرق من الیمن علي ساحل بحر العرب. ⁴¹¹ يحدها الربع الخالي والأحقاف جنوبًا، ومن الغرب تحدها صنعاء اليمن، وهي ناحية باليمن مشتملة على مدينتين، يقال لإحداهما شبام، وللأخرى تريم، وهي بقرب البحر في شرقي عدن، وهي بلاد قديمة. ⁴¹² وحضرموت اسمان، جعلا اسمًا واحدًا، فهو غیر منصرف بالعلمیة والتركیب، وهو بفتح الحاء المهملة والراء والمیم وسكون الضاد المعجمة، وفي القاموس هو بضم المیم بلد وقبیلة. ⁴¹³)

سبب التسمية

ذكر ابن الكلبي: أن اسم حضرموت في التوراة حاضرميت. ⁴¹⁴ وللمؤرخين أقوال في تسميتها بحضرموت، قال بعضهم: سمیت بحضرموت بن یقطن بن عامر بن شالخ. ⁴¹⁵ ويقطن أو قحطان، هو الجد الأعلى لأهل اليمن، كان له اثنا عشر ابنًا، أحدهم حضرموت، حكي عن البكري: أن حضرموت بن قحطان نزل هذا المكان، فسمي به. ⁴¹⁶ وقيل: إنما سميت حضرموت؛ لسبب ذكره بعض المؤرخين، ذلك أن عامر بن قحطان أول من نزل الأحقاف، فكان إذا حضر حربًا أكثر من القتل، فصاروا يقولون عند حضوره: حضر موت، ثم صار ذلك عليه لقبا، وصاروا يقولون للأرض التي بها قبيلته هذه أرض حضر موت، ثم أطلق على البلاد نفسها. ⁴¹⁷)

قال الملا علي القاري: إن صالحًا عليه السلام لما هلك قومه جاء مع المؤمنین إلیه، فلما وصل إلیه مات، فقیل حضرموت. ⁴¹⁸ وهذا يعني أن قوم صالح عليه السلام لما نجوا من العذاب وبلغوا معه عليه السلام إلى هذا المقام، فتوفي صالح عليه السلام، فقالوا: حضر موت، حتى سمي هذا المكان بحضرموت.

مشهد هود عليه السلام

تزداد حضرموت أهميةً بوجود قبر هود عليه السلام فيها. ⁴¹⁹ وهو مورد للزائرين والواردين. وقد روي عن علي رضي اللّٰه عنه أنه قال لرجل من حضر موت: هل رأیت كثيبا أحمر یخالطه مدرة حمراء وسدر كثیر بناحیة كذا وكذا؟ قال: واللّٰه یا أمیر المؤمنین، إنك لتنعته نعت رجل قد رآه. قال: لا، ولكن حدثت عنه. قال الحضرمي: وما شأنه یا أمیر المؤمنین؟ قال: فیه قبر هود عليه السلام. ⁴²⁰ والآن حضرموت دولة مستقلة تحت إمارة إمام مستقل، ولا تقل في الخصوبة عن صنعاء. ⁴²¹)

وادي برهوت وبئر بلهوت

كان في حضرموت وادي باسم برهوت، وفيها بئر بلهوت، وهي أسوأ وأشر الآبار في العالم. روي عن علي رضي اللّٰه عنه قال: خير واديين في الناس ذي مكة، وواد في الهند هبط به آدم صلى اللّٰه عليه وسلم، فيه هذا الطيب الذي تطيبون به. وشر واديين في الناس وادي الأحقاف، وواد بحضرموت يقال له: برهوت، وخير بئر في الناس زمزم، وشر بئر في الناس بلهوت، وهي بئر في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار. ⁴²² وقد أورده السيوطي في الدر المنثور أيضًا. ⁴²³)

نجران

نجران مدينة تاريخية قديمة في اليمن، تبعد عن صنعاء على مسافة مئتين وخمسينكيلومترًا في جانب الشمال، وهي قطعة عظیمة من أرض الیمن، ذات نخیل وأشجار على القرب من صنعاء، وهي بین عدن وحضر موت، ویقال: هي جبال من شمال الیمن إلى شمال صعدة، وتبعد عن صنعاء نحو عشرة مراحل، وكانت من بلاد همدان بین قري ومدائن وعمائر ومیاه. ⁴²⁴ كانت نجران مدينة كبيرة يسكن بها الناس في عهد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، وكان طولها مسیرة یوم للراكب السریع، وفیه ثلاث وسبعون قریة، ومئة ألف مقاتل. ⁴²⁵)

سبب التسمية

تنتمي هذه المدينة إلى نجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان؛ لأنه كان أول من استوطنها. قال ابن الكلبي: سمیت نجران الیمن بنجران بن زید بن سبأ بن یشجب بن یعرب بن قحطان. ⁴²⁶ كانت مدينة نجران ممرًا قديمًا للقوافل التجارية، وتقع حاليًا داخل حدود المملكة العربية السعودية، وهي اليوم منطقة خضراء للغاية.

بلاد الأحقاف

الأحقاف جمع حقف من الرمل. والعرب تسمي الرمل المعوج حقافا وأحقافا، واحقوقف الهلال والرمل إذا اعوج، فهذا هو الظاهر في لغتهم، وقد تعسف غيره. وأما الأحقاف فهي واد بين عمان وأرض مهرة. ⁴²⁷ وقال ابن إسحاق: الأحقاف ‌رمل ‌فيما ‌بين ‌عمان ‌إلى ‌حضرموت. ⁴²⁸ وقال قتادة: الأحقاف دمال مشرفة على البحر بالشحر من أرض اليمن. ولا خلاف بين هذه الأقوال، فهي تدل على مكان واحد جنوب الجزيرة وقرب حضرموت. ⁴²⁹)

أشهر الأنهار والوديان

كانت في اليمن عدة أنهار ووديان، منها وادي مور، تجتمع فيه المياه من أطراف اليمن، ويسمى هذا الوادي ميزاب تهامة، ومنها وادي بنا، تجتمع إليه عدة أنهار، منها نهر الدلاني ثم حورة ثم الرداعي ثم جبن، ثم ينزل الجميع إلى لحج مع انتفاع البلدان الذي يمر بها وادي هندوان الذي يمر بمدينة تعز الوادي الكبير الذي قرب المخا، ومنها وادي سهام، الأنهار التي تنصب إليه ثم يمر الجميع إلى تهامة ثم البحر، ومنها وادي خدار وسامك، وحافد وأعشار وبقلان، ووادي التالوق، ومنها وادي الخارد، وتجتمع إليه أنهار مياه عنس وذمار ورداع، ثم يمر شرقا وشمالا إلى مأرب ثم إلى الخارد، ومياه أخرى حول صنعاء تنصب إلى الخارد، ومنها وادي السر، سيل سعوان عند نزول المطر فقط، السيل الذي ينزل من جبل اللوز عند نزول الأمطار يدخل من وسط صنعاء في السائلة المعروفة ثم شعوب فالروضة، ومنها وادي التناعم، وفيه أودية، وادي سحر، وصبر وعاشر ورمك، وغيمان، وملاحا بالجوف، وقروى سيان، وفي الحيمة وآنس وديان كثيرة. ⁴³⁰

فاليمن تقع في جنوب غرب جزيرة العرب، وسميت قديمًا بسبأ قبل الميلاد، وعاصمتها كانت مآرب،، ثم سميت باليمن الخضراء؛ لخضرتها ونضرتها، وبها مدينة نجران التي هي منطقة خضرة مزدهرة، ويعتبر قماشها من أفضل أقمشة العرب، ومن هنا جاء وفد النصارى إلى النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، وأرادوا المباهلة حتى خافوا ورضوا بالجزية. وكذلك تهامة، والحجاز، ونجد، والعروض، وعمان، واليمامة، والبحرين كلها مناطق مهمة لشبه الجزيرة العربية، وكل منها يشتمل على بلاد، ومدن، وقرى. أما مزاياها الجغرافية والطبيعية فهي تتفق تارةً، وأخرى تختلف، كما أن أراضيها المتسعة المتألفة من مئات الأميال، محاطة بوديان قفراء، لا ماء فيها ولا كلأ، ومتألفة من أراضي خصبة خضرة، وواحات مزدهرة، وبها سواحل حارة شديدة، وبها هضاب مرتفة كنجد، تعرف في جميع أنحاء العرب بأطيب الأرض وأجود الطقس، ويبدو كأن الجزيرة العربية إقليم واسع شاسع مترامي الأطراف، لكل شيء فيها حظ وافر من الجمال والكمال، وهي أرض لها شأن كبير في تاريخ العالم، حيث أنها مهبط آدم عليه السلام، ومن هنا انتشرت ذريته في جميع الأنحاء، وهي أرض اختارها اللّٰه مهبطًا للوحي والنور السماوي، وبعث اللّٰه فيها نبيه الصفي محمدا صلى اللّٰه عليه وسلم، وهي أرض مقدسة مطهرة إلى يوم القيامة.

• ¹  الدكتور جواد علي، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، . 140
• ²  الدكتور محمد بیومي مهران، دراسات في تاریخ العرب القدیم، مطبوعة: دار المعرفة الجامعیة، الإسكندرية، مصر، د. ت. ط، ص: 81
• ³  أيوب صبري باشا بن سيد شريف الإسلام الإستانبولي، موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، ج-5، مطبوعة: دار الآفاق العربية، القاهرة، مصر، 2004م، ص: 121
• ⁴  الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، بیروت، لبنان، 2010م، ص: 21
• ⁵  الدكتور محمد بیومي مهران، دراسات في تاریخ العرب القدیم، مطبوعة: دار المعرفة الجامعیة، الإسكندرية، مصر، د. ت. ط، ص: 81
• ⁶  أبو الحسن علي بن عبد الحي الندوي، السيرة النبوية، مطبوعة: دار الشروق، مكة المكرمة، المملكة السعودية العربية، 1989م، ص: 63-64
• ⁷  محمد حسين هيكل، حياة محمد ﷺ، مطبوعة: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 2014م، ص: 87
• ⁸  ڈاكٹر محمد حمید اللّٰه ، پیغمبر اسلام، مطبوعة: بیكن هاؤس، لاهور، پاكستان، 2013ء، ص: 32
• ⁹  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 95
• ¹⁰  Encyclopedia Britannica (Online): https://www.britannica.com/place/Arabia-peninsula-Asia Retrieved: 22-10-2024.
• ¹¹  بدأ عصر الفانيروزوك منذ 541 مليون سنة، وما زال يستمر ذلك العصر، وينقسم إلى ثلاثة عصور: عصر الحياة القديمة، (من 541 مليون سنة ماضية إلى 252 مليون سنة ماضية)، وعصر الدهر الوسيط، (من 252 مليون سنة مضت إلى 66 مليون سنة مضت)، وعصر السينوزوك، (من 66 مليون سنة إلى يومنا هذا).
• ¹²  Robert J. Stern and Peter Johnson (2010), Continental Lithosphere of the Arabian Plate: A Geologic, Petrologic and Geophysical Synthesis, Earth-Science Reviews, Elsevier, Amsterdam, Netherlands, Vol. 101, Pg. 29.
• ¹³  A. S. Al-Sharhan, Z. A. Rizk, A. E. M. Nairn et al. (2001), Hydrogeology of an Arid Region: The Arabian Gulf and Adjoining Areas, Elsevier, Amsterdam, Netherlands, Pg. 7.
• ¹⁴  R. W. Powers, L. F. Ramirez, C. D. Redmond et al. (1985), Geology of the Arabian Peninsula Sedimentary Geology of Saudi Arabia, U.S. Geological Survey Professional Paper 560-D, United States Government Printing Office, Washington, USA, Pg. 102.
• ¹⁵  Robert J. Stern and Peter Johnson (2010), Continental Lithosphere of the Arabian Plate: A Geologic, Petrologic and Geophysical Synthesis, Earth-Science Reviews, Elsevier, Amsterdam, Netherlands, Vol. 101, Pg. 35.
• ¹⁶  R. W. Powers, L. F. Ramirez, C. D. Redmond et al. (1985), Geology of the Arabian Peninsula Sedimentary Geology of Saudi Arabia, U.S. Geological Survey Professional Paper 560-D, United States Government Printing Office, Washington, USA, Pg. 101-102.
• ¹⁷  Florian Maurer, Roberto Rettori & Rossana Martini (2008), Triassic Stratigraphy, Facies and Evolution of the Arabian Shelf in the Northern United Arab Emirates, International Journal of Earth Sciences, Springer, Germany, Vol. 97, Issue. 4, Pg. 766.
• ¹⁸  والمراد من أركايين إيون هي فترة ما بين 4000 مليون سنة ماضية و2500 مليون سنة ماضية، وكانت قشرة الأرض إلى ذلك الحين قد جفت إلى حد يكفي لتكوين القارات، ويمكن أن تبدأ عليها أقدم حياة معروفة.
• ¹⁹  L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 109.
• ²⁰  Florian Maurer, Roberto Rettori & Rossana Martini (2008), Triassic Stratigraphy, Facies and Evolution of the Arabian Shelf in the Northern United Arab Emirates, International Journal of Earth Sciences, Springer, Germany, Vol. 97, Issue. 4, Pg. 766.
• ²¹  L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 109.
• ²²  R. W. Powers, L. F. Ramirez, C. D. Redmond et al. (1985), Geology of the Arabian Peninsula Sedimentary Geology of Saudi Arabia, U.S. Geological Survey Professional Paper 560-D, United States Government Printing Office, Washington, USA, Pg. Pg. 106-107.
• ²³  L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K, Pg. 109.
• ²⁴  Florian Maurer, Roberto Rettori & Rossana Martini (2008), Triassic Stratigraphy, Facies and Evolution of the Arabian Shelf in the Northern United Arab Emirates, International Journal of Earth Sciences, Springer, Germany, Vol. 97, Issue. 4, Pg. 766.
• ²⁵  H. C. Armstrong (1934), Lord of Arabia, Arthur Baker Ltd., London, U.K., Pg. 11.
• ²⁶  Henry Field (1932), The Ancient and Modern Inhabitants of Arabia, The Open Court, London, U.K., Issue. 12, Article. 4, Pg. 848-849.
• ²⁷  مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهیة الكویتیة، ج-3، مطبوعة: دار السلاسل، الكويت، 1427ه، ص: 126
• ²⁸  أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ﷺ، ج-4، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص: 49
• ²⁹  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 187
• ³⁰  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن (تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 94
• ³¹  أبو محمد الحسن بن أحمد ابن حائك الهمداني، صفة جزيرة العرب، مطبوعة: مكتبة الإرشاد، صنعاء، اليمن، 1990م، ص: 42
• ³²  الدكتور جواد علي، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 189
• ³³  الدكتور سعد المرصفي، الجامع الصحيح للسيرة النبوية، ج-2، مطبوعة: مكتبة ابن كثير، الكويت، 2009م، ص: 342-343
• ³⁴  الدكتور حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الجيل، بيروت، لبنان، 1996م، ص: 10-11
• ³⁵  الشیخ صفي الرحمن المباركفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، بیروت، لبنان،2010م، ص: 21
• ³⁶  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 8
• ³⁷  الشیخ صفي الرحمن المباركفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، بیروت، لبنان، 2010م، ص: 22
• ³⁸  Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1 (a), Pg. 30.
• ³⁹  أبو محمد الحسن بن أحمد ابن حائك الهمداني، صفة جزيرة العرب، مطبوعة:مكتبة الإرشاد، صنعاء، اليمن، 1990م، ص: 39
• ⁴⁰  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 81
• ⁴¹  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 38
• ⁴²  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 81
• ⁴³  أبو عبيد عبد اللّٰه بن عبد العزيز البكري، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج-1، مطبوعة: عالم الكتب، بيروت، لبنان، 1403م، ص: 7
• ⁴⁴  الدكتور حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الجيل، بيروت، لبنان، 1996م، ص: 9-10
• ⁴⁵  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 63
• ⁴⁶  عبد اللّٰه عبد الجبار، محمد عبد المنعم خفاجي، قصة الأدب في الحجاز، مطبوعة: مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، مصر، 1980م، ص: 18
• ⁴⁷  الدكتور حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الجيل، بيروت، لبنان، 1996م، ص: 10
• ⁴⁸  الدكتور لطفي عبد الوهاب، العرب في العصور القديمة، مطبوعة: دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، مصر، د. ت. ط، ص: 102
• ⁴⁹  الدكتور حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الجيل، بيروت، لبنان، 1996م، ص: 10
• ⁵⁰  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 138
• ⁵¹  أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ﷺ، ج-4، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419هـ، ص: 49
• ⁵²  الدكتور حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الجيل، بيروت، لبنان، 1996م، ص: 10
• ⁵³  أبو إسحاق إبراهیم بن محمد الإصطخري، المسالك والممالك، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 2004م، ص: 14
• ⁵⁴  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 115
• ⁵⁵  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الاسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 155
• ⁵⁶  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 116
• ⁵⁷  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعه: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ، هند، 1962ء ، ص: 9
• ⁵⁸  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 15
• ⁵⁹  Wikipedia (The Free Encyclopedia): https://ar.wikipedia.org/wiki/الصحراء_العربية Retrieved: 30-11-2024.
• ⁶⁰  Wikipedia (The Free Encyclopedia): https://ar.wikipedia.org/wiki/الربع_الخالي Retrieved: 30-11-2024.
• ⁶¹  Mohammed A. Al-Masrahy & Nigel P. Mountney (2013), Remote Sensing of Spatial Variability in Aeolian Dune and Inter Dune Morphology in the Rub’ Al-Khali: Saudi Arabia, Aeolian Research, Elsevier, Armsterdam, Netherlands, Vol. 11, Pg. 155.
• ⁶²  Arun Kumar and Mahmoud M. Abdullah (2011), An Overview of Origin, Morphology and Distribution of Desert Forms, Sabkhas and Playas of the Rub’ Al-Khali Desert of the Southern Arabian Peninsula, Earth Science India, Lucknow, India, Vol. 4, Issue. 3, Pg. 105.
• ⁶³  اكبر شاه خان نجیب آبادي، تاریخ اسلام، ج-1، مطبوعه: دار الاندلس، لاهور، پاكستان،( سن اشاعت ندارد)، ص: 54
• ⁶⁴  H. Stewart Edgell (2006), Arabian Deserts: Nature, Origin and Evolution, Springer, Netherlands, Pg. IXVI.
• ⁶⁵  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعة: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ، هند، 1962ء ، ص: 26
• ⁶⁶  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 17
• ⁶⁷  Wikipedia (The Free Encyclopedia): https://ar.wikipedia.org/wiki/صحراء_الدهناء Retrieved: 30-11-2024.
• ⁶⁸  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 17
• ⁶⁹  J. W. Whitney, D. J. Faulkender & Meyer Rubin (1983), The Environmental History and Present Condition of Saudi Arabia's Northern Sand Seas, Deputy Ministry for Mineral Resources, Jeddah, Saudi Arabia, Report No. 83-749, Pg. 8.
• ⁷⁰  Wikipedia (The Free Encyclopedia): https://ar.wikipedia.org/wiki/بادية_الشام Retrieved: 30-11-2024.
• ⁷¹  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعة: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ، هند، 1962ء، ص: 29- 31
• ⁷²  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 18
• ⁷³  ايضاً، ص: 19
• ⁷⁴  توفيق برو، تاريخ العرب القديم، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 28
• ⁷⁵  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 19
• ⁷⁶  أحمد إبراهيم الشريف، مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول ﷺ، مطبوعة: دار الفكر العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 15-16
• ⁷⁷  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 19
• ⁷⁸  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعة: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ، هند، 1962ء، ص: 12-13
• ⁷⁹  Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex for the Printing of the Holy Quran, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1 (a), Pg. 29.
• ⁸⁰  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 156
• ⁸¹  الشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليماني، تاريخ اليمن، مطبوعة: المطبعة السلفية ومكتبتها، القاهرة، مصر، 1346ه، ص: 282
• ⁸²  Basab Mukhopadhyay, Manoj Mukhopadhyay, Eslam Elawadi et. al. (2019), Cinder Cone Morphometry in Relation to Gravity Anomaly Zones in the Harrat Al-Birk and Asir Foreland, SW Saudi Arabia, Journal of Earth System Science, Vol. 128, No. 6, Pg. 158.
• ⁸³  Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1 (a), Pg. 29.
• ⁸⁴  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعه: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ، هند، 1962ء، ص: 11-13
• ⁸⁵  عبد اللّٰه عبد الجبار، محمد عبد المنعم خفاجي، قصة الأدب في الحجاز، مطبوعة: مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، مصر، 1980م، ص: 25-26
• ⁸⁶  Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1 (a), Pg. 29.
• ⁸⁷  L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 106-107.
• ⁸⁸  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعة: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ، هند، 1962ء ، ص: 32
• ⁸⁹  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 19
• ⁹⁰  L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 109.
• ⁹¹  Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1 (a), Pg. 30.
• ⁹²  L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 110.
• ⁹³  "جت استريم" تيارات طويلة من رياح تهب شرقًا في ارتفاع خمسة عشر (15) كيلومتراً، وهذه التيارات تسرع في مكان تتفاوت فيه درجة الحرارة، وتبلغ سرعتها في ساعة واحدة من 129 إلى 225كيلومتراً، وقد سجلت أقصى سرعتها 443كيلومتراً في ساعة حسب المقاييس الجوية.
• ⁹⁴  A. S. Al-Sharhan, Z. A. Rizk, A. E. M. Nairn et al. (2001), Hydrogeology of an Arid Region: The Arabian Gulf and Adjoining Areas, Elsevier, Amsterdam, Netherlands, Pg. 7.
• ⁹⁵  L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 109.
• ⁹⁶  Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1 (a), Pg. 29.
• ⁹⁷  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 19
• ⁹⁸  زین العابدین، سجاد میرٹھی ،انتظام اللّٰه شهابی اكبر آبادي، تاریخ ملت، ج-1، مطبوعةاداره اسلامیات، لاهور، پاكستان، 1991ء، ص: 27
• ⁹⁹  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تیمیة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 192
• ¹⁰⁰  أبو عثمان عمرو بن بحر الليثي الشهير بالجاحظ، رسائل الجاحظ، ج-2، مطبوعة: مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، 1964م، ص: 401-402
• ¹⁰¹  أبو حنیفة أحمد بن داؤد الدینوري، الأخبار الطوال، مطبوعة: دار إحیاء الكتب العربية، القاهرة، مصر، 1960م، ص: 1
• ¹⁰²  محمد حسين هيكل، حياة محمد ﷺ، مطبوعة: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 2014م، ص: 88
• ¹⁰³  K. Ali (1970), A Study of Islamic History, Ali Publications, Dhaka, Bangladesh, Pg. 16.
• ¹⁰⁴  Majid Ali Khan (1983), Muhammad the Final Messenger, Sh. Muhammad Ashraf Publishers, Lahore, Pakistan, Pg. 42.
• ¹⁰⁵  K. Ali (1970), A Study of Islamic History, Ali Publications, Dhaka, Bangladesh, Pg. 16.
• ¹⁰⁶  القرآن، سورة آل عمران 3: 96
• ¹⁰⁷  الدكتور أحمد شوقي عبد السلام ضيف، تاريخ الأدب العربي، ج-1، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1995م، ص: 26
• ¹⁰⁸  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 38
• ¹⁰⁹  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-2، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 451
• ¹¹⁰  أيضًا، ج-2، ص: 453
• ¹¹¹  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 38
• ¹¹²  Bernard Lewis (1954), The Arabs in History, Hutchinson’s University Library, London, U.K., Pg. 25.
• ¹¹³  الدكتور أحمد شوقي عبد السلام ضيف، تاريخ الأدب العربي، ج-1، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1995م، ص: 26
• ¹¹⁴  Bernard Lewis (1954), The Arabs in History, Hutchinson’s University Library, London, U.K., Pg. 25.
• ¹¹⁵  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-2، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 451
• ¹¹⁶  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 38
• ¹¹⁷  الدكتور أحمد شوقي عبد السلام ضيف، تاريخ الأدب العربي، ج-1، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1995م، ص: 30
• ¹¹⁸  L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 111.
• ¹¹⁹  الدكتور أحمد شوقي عبد السلام ضيف، تاريخ الأدب العربي، ج-1، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1995م، ص: 30
• ¹²⁰  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 38
• ¹²¹  محمد حسين هيكل، حياة محمد ﷺ، مطبوعة: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 2014م، ص: 93
• ¹²²  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-1، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 1981م، ص: 151
• ¹²³  Bernard Lewis (1954), The Arabs in History, Hutchinson’s University Library, London, U.K., Pg. 29.
• ¹²⁴  محمد حسين هيكل، حياة محمد ﷺ، مطبوعة: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 2014م، ص: 93-94
• ¹²⁵  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعة: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ، هند، 1962ء ، ص: 118
• ¹²⁶  توفيق برو، تاريخ العرب القديم، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 35
• ¹²⁷  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 22
• ¹²⁸  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعه: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ، هند، 1962ء ، ص: 61
• ¹²⁹  Santosh Kumar (2014), Ornamental Plants of Saudi Arabia, Jawaharlal Nehru Tropical Botanic Garden and Research Institute, Kerala, India, Pg. 1-30.
• ¹³⁰  J. W. Whitney, D. J. Faulkender & Meyer Rubin (1983), The Environmental History and Present Condition of Saudi Arabia's Northern Sand Seas, Deputy Ministry for Mineral Resources, Jeddah, Saudi Arabia, Report No. 83-749, Pg. 27-28.
• ¹³¹  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 23
• ¹³²  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعة: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ، هند، 1962ء ، ص: 57-56
• ¹³³  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 23-24
• ¹³⁴  أبو عيسى محمد ابن عيسى الترمذي، جامع الترمذي، حديث: 739، مطبوعة دار السلام للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 2009م، ص: 246
• ¹³⁵  أبو البقاء محمد بن موسى الدميري، حیاة الحیوان الكبرى، ج-2، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت 1421م، ص: 255
• ¹³⁶  L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 110.
• ¹³⁷  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعة: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ،هند، 1962ء ، ص: 67
• ¹³⁸  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 24
• ¹³⁹  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعة: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ،هند، 1962ء ، ص: 67
• ¹⁴⁰  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 24
• ¹⁴¹  أحمد بن إسحاق ابن واضح الأخباري، تاریخ الیعقوبي، ج-1، مطبوعة: المكتبة الحیدریة، النجف، العراق، 1964م، ص: 193
• ¹⁴²  محمد رابع حسنی ندوي، جغرافیه ممالك اسلامیه، مطبوعة: مكتبه دار العلوم ندة العلماء، لكھنؤ،هند، 1962ء ، ص: 64
• ¹⁴³  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 25
• ¹⁴⁴  الدكتور محمد بیومي مهران، دراسات في تاریخ العرب القدیم، مطبوعة: دار المعرفة الجامعیة، الإسكندرية، مصر، د. ت. ط، ص: 116
• ¹⁴⁵  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 26
• ¹⁴⁶  الدكتور محمد بیومي مهران، دراسات في تاریخ العرب القدیم، مطبوعة: دار المعرفة الجامعیة، الإسكندرية، مصر، د. ت. ط، ص: 112
• ¹⁴⁷  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الاسلام، ج-10، مطبوعة: دار الساقي، مصر، 2001م، ص: 10
• ¹⁴⁸  أبوالبقاء محمد بن موسى الدميري، حياة الحيوان الكبرى، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1424ه، ص: 28
• ¹⁴⁹  الحشرات التي تأكل اللحم (Mantids) الموجودة في العالم، يكون لها رأس متحرك مربوط بالصدر بعنق رقيق.
• ¹⁵⁰  العناكب (Arachinda): فصائل العنكبوتيات، تنقسم أجسامها إلى 21 جزءًا، ولها أربعة أزواج من الأرجل، ولا قرن لها منها: العقرب والعنكبوت، والقمل وغيرها.
• ¹⁵¹  نوفل بن حماسة الطرابلسي، صناجة الطرب في تقدمات العرب، مطبوعة: دار الرائد العربي، بيروت، لبنان، 1982م، ص: 297
• ¹⁵²  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 24
• ¹⁵³  الدكتور لطفي عبد الوهاب، العرب في العصور القديمة، مطبوعة: دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، مصر، د. ت. ط، ص: 117-118
• ¹⁵⁴  الدكتور محمد بیومي مهران، دراسات في تاریخ العرب القدیم، مطبوعة: دار المعرفة الجامعیة، الإسكندرية، مصر، د. ت. ط، ص: 116
• ¹⁵⁵  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الاسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، مصر، 2001م، ص: 204
• ¹⁵⁶  الدكتور فيليب حتي، تاريخ العرب (تعريب: د. أدورد جرجي، د. جبرائيل جبور)، ج-1، مطبوعة: دار الكشاف للطباعة والنشر والتوزيع، 1951م، ص: 24
• ¹⁵⁷  مايكل جنيغز، أطلس الطيور المتكاثرة في شبه الجزيرة العربية (تعريب: زينا مغربل)، مطبوعة: مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، الرياض، المملكة السعودية العربية، 2013م، ص: 39
• ¹⁵⁸  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 63
• ¹⁵⁹  أیضًا، ج-5، ص: 262
• ¹⁶⁰  الدكتور شوقي أبو خليل، أطلس السيرة النبوية، مطبوعة: دار الفكر، دمشق، السورية، 2003م، ص: 17
• ¹⁶¹  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 100
• ¹⁶²  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تیمیة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 194
• ¹⁶³  عمر بن رضا كحالة الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-3، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 1213
• ¹⁶⁴  أبو القاسم محمود بن عمرو جار اللّٰه الزمخشري، الجبال والأمكنة والمیاة، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص: 303
• ¹⁶⁵  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 277
• ¹⁶⁶  أبو القاسم محمود بن عمرو جار اللّٰه الزمخشري، الجبال والأمكنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص: 169
• ¹⁶⁷  أبو بكر محمد بن موسى الهمداني، الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة، مطبوعة: دار الیمامة للنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 1415ه، ص: 887
• ¹⁶⁸  أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ﷺ، ج-3، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص: 182
• ¹⁶⁹  أبو القاسم محمود بن عمرو جار اللّٰه الزمخشري، الجبال والأمكنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص: 28
• ¹⁷⁰  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 86
• ¹⁷¹  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، 2012م، ص: 194
• ¹⁷²  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 506
• ¹⁷³  أبو القاسم محمود بن عمرو جار اللّٰه الزمخشري، الجبال والأمكنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص: 44
• ¹⁷⁴  عاتق بن غیث الحربي، معالم مكة التاریخیة والأثریة، مطبوعة: دار مكة للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 1980م، ص: 44
• ¹⁷⁵  عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-2، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 513
• ¹⁷⁶  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 332
• ¹⁷⁷  أبو القاسم محمود بن عمرو جار اللّٰه الزمخشري، الجبال والأمكنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص: 262
• ¹⁷⁸  أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، جامع الترمذي، حدیث: 831، مطبوعة: دار السلام للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 2009م، ص: 273
• ¹⁷⁹  أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعیل البخاري، صحیح البخاري، حدیث: 1522، مطبوعة: دار السلام للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 1999م، ص: 247
• ¹⁸⁰  الدكتور عبد الملك بن عبد اللّٰه دهيش، الحرم المكي الشریف والأعلام المحیطة به، مطبوعة: مكةالمكرمة، السعودیة، 1995م، ص: 34
• ¹⁸¹  الشیخ محمد طاهر الكردي المكي، التاریخ القویم لمكة وبیت اللّٰه الكریم، ج-4، مطبوعة: دار خضر للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 95
• ¹⁸²  أبو الخیر محمد بن عبد الرحمن السخاوي، البلدانیات، مطبوعة: دار العطاء، الریاض، السعودیة، 2001م، ص: 298
• ¹⁸³  زین الدین أبوبكر محمد بن موسى الهمداني، الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة، مطبوعة: دار الیمامة للنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 1415هـ، ص: 932
• ¹⁸⁴  قاضي محمد سلیمان منصور پوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلي سبیل الرشاد، مطبوعة: كانسی رام پریس، لاهور، پاكستان، 1924ء، ص: 273
• ¹⁸⁵  أبو الحسن علي بن عبد الحي الندوي، السیرة النبویة، مطبوعة: دار ابن كثیر، دمشق، السوریة، 1425ه، ص: 646
• ¹⁸⁶  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تیمیة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 195
• ¹⁸⁷  أبو عبد اللّٰه محمد بن یوسف الصالحي الشامي، سبل الهدي والرشاد في سیرة خیر العباد، ج-4، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1993م، ص: 17
• ¹⁸⁸  اخلاق احمد، حرمین شریفین كا تاریخی جغرافیه، مطبوعة: بك فورٹ ریسرچ اینڈ پبلی كیشنز، لاهور، پاكستان، 2018ء، ص: 41- 42
• ¹⁸⁹  أبو الفضل محمد بن مكرم ابن منظور الإفریقي، لسان العرب، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 331
• ¹⁹⁰  أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، كتاب العين، ج-3، مطبوعة: دار ومكتبة الهلال، بیروت، لبنان، 1980م، ص: 70
• ¹⁹¹  القرآن، سورة النمل 27: 61
• ¹⁹²  أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، تهذیب اللغة، ج-4، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 75-76
• ¹⁹³  مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهیة الكویتیة، ج-17، مطبوعة: دار السلاسل، الكويت، 1427ه، ص: 11
• ¹⁹⁴  أبو الفضل محمد بن مكرم ابن منظور الإفریقي، لسان العرب، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 331
• ¹⁹⁵  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 219
• ¹⁹⁶  أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، تهذیب اللغة، ج-4، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 76
• ¹⁹⁷  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 218
• ¹⁹⁸  أیضًا، ج-2، ص: 229
• ¹⁹⁹  مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهیة الكویتیة، ج-17، مطبوعة: دار السلاسل، الكويت، 1427ه، ص: 12
• ²⁰⁰  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 188
• ²⁰¹  أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ﷺ، ج-4، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص: 54
• ²⁰²  عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیكلو پیڈیا، ج -1، مطبوعه: دار السلام، لاهور، پاكستان، 1433ھ، ص: 169
• ²⁰³  مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهیة الكویتیة، ج-17، مطبوعة: دار السلاسل، الكويت، 1427ه، ص: 12
• ²⁰⁴  عبد اللّٰه عبد الجبار، محمد عبد المنعم خفاجي، قصة الأدب في الحجاز، مطبوعة: مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، مصر، 1980م، ص: 22- 23
• ²⁰⁵  أحمد إبراهيم الشريف، مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول ﷺ، مطبوعة: دار الفكر العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 23
• ²⁰⁶  نذكر هنا جُلّها، أما تفاصيلها فستأتي في مجلد مستقل باسم تاريخ مكة المكرمة وكذلك في تاريخ المدينة المنورة. (إن شاء اللّٰه تعالى).
• ²⁰⁷  أبو عبد اللّٰه محمد بن یوسف الصالحي الشامي، سبل الهدي والرشاد، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1993م، ص: 194
• ²⁰⁸  القرآن، سورة الفتح 48: 24
• ²⁰⁹  القرآن، سورة آل عمران 3: 96
• ²¹⁰  أبو الفیض محمد بن محمد مرتضى الزبیدي، تاج العروس من جوارهر القاموس، ج-27، مطبوعة: دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت، 1965م، ص: 343
• ²¹¹  أبو الفضل محمد بن مكرم ابن منظور الإفریقي، لسان العرب، ج-10، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 490-491
• ²¹²  مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهیة الكویتیة، ج-38، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، القاهرة، مصر، 1427ه، ص: 374
• ²¹³  أبو عبد اللّٰه محمد بن عمر فخر الدین الرازي، مفاتیح الغیب المعروف بالتفسیر الكبیر، ج-8، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 1420ه، ص: 299
• ²¹⁴  محمد بن أحمد قطب الدین الحنفي، الإعلام بأعلام بیت اللّٰه الحرام، مطبوعة: المكتبة التجاریة، مكة المكرمة، د. ت. ط، ص: 39
• ²¹⁵  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 111- 112
• ²¹⁶  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 188
• ²¹⁷  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الاسلام، ج-7، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 130
• ²¹⁸  أبو الفرج علي بن إبراهيم الحلبي، إنسان العیون في سیرة الأمین المأمون المعروف بالسيرة الحلبية، ج-2، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص: 80
• ²¹⁹  القرآن، سورة الأحزاب 33: 13
• ²²⁰  القرآن، سورة التوبة 9: 101
• ²²¹  أبو إسحاق إبراهیم بن محمد الإصطخري، المسالك والممالك، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 2004م، ص: 18
• ²²²  أحمد إبراهيم الشريف، مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول ﷺ، مطبوعة: دار الفكر العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 239
• ²²³  عبد القدوس الأنصاري، تاريخ مدينة جدة، ج-1، مطبوعة: مطابع الروضة، جدة، المملكة العربية السعودية، 1980م، ص: 14
• ²²⁴  أبو عبید عبد اللّٰه بن عبد العزیز البكري، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج-1، مطبوعة: عالم الكتب، بیروت، لبنان، 1403ه، ص: 17
• ²²⁵  قاضي محمد سلیمان منصور پوري، سفرنامه حجاز الموسوم به الهاد إلي سبیل الرشاد، مطبوعه: كانسی رام پریس، لاهور ، پاكستان، 1924ء، ص: 38
• ²²⁶  أبو الطیب محمد بن أحمد تقي الدين الفاسي، العقد الثمین في تاریخ البلد الأمین، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1998م، ص: 216
• ²²⁷  أبو الحسین محمد بن أحمد ابن جبیر الاندلسي، رحلة ابن جبیر، مطبوعة: مكتبة دار الهلال، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 47
• ²²⁸  أبو الطیب محمد بن أحمد تقي الدين الفاسي، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 119
• ²²⁹  عبد الملك بن حسین العصامي، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1998م، ص: 127
• ²³⁰  أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الحمیري، الروض المعطار في خبر الأقطار، مطبوعة: مؤسسة ناصر للثقافة، بیروت، لبنان، 1980م، ص: 157
• ²³¹  قاضي محمد سلیمان منصور پوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلي سبیل الرشاد، مطبوعه: كانسی رام پریس، لاهور، پاكستان، 1924ء، ص: 40
• ²³²  أبو عبد اللّٰه محمد بن إسحاق الفاكهي، أخبار مكة في قدیم الدهر وحدیثه، ج-3، مطبوعة: دار خضر للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 1414ه، ص: 191
• ²³³  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 191
• ²³⁴  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-7، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 142
• ²³⁵  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 9
• ²³⁶  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد القرطبي، الجامع لأحكام القرآن المعروف بتفسير القرطبي، ج-18، مطبوعة: دار الكتب المصریة، القاهرة، مصر، 1964م، ص: 239
• ²³⁷  عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیكلو پیڈیا، ج-1، مطبوعه: دار السلام، لاهور، پاكستان، 1433ھ، ص: 201
• ²³⁸  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 9
• ²³⁹  أبو عبید عبد اللّٰه بن عبد العزیز البكري، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج-1، مطبوعة: عالم الكتب، بیروت، لبنان، 1403ه، ص: 67
• ²⁴⁰  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 191-192
• ²⁴¹  يأتي ذكرها في فصل خاص "النظام الاقتصادي في العصر الجاهلي".
• ²⁴²  أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري، ج-17، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 234
• ²⁴³  أمير بن محمد المدري، غزوة خيبر دروس وعبر، مطبوعة: مكتبة خالد بن الوليد، صنعاء، اليمن، د. ت. ط، ص: 8
• ²⁴⁴  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 409
• ²⁴⁵  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-12، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 102
• ²⁴⁶  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 410
• ²⁴⁷  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 192
• ²⁴⁸  أبو العباس المفضل بن محمد الضبي، المفضليات، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 204
• ²⁴⁹  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 192
• ²⁵⁰  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-13، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 70
• ²⁵¹  محمد سليمان الطيب، موسوعة القبائل العربية، ج-4، مطبوعة: دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 2001م، ص: 625
• ²⁵²  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 357
• ²⁵³  محمد بن أحمد باشميل، من معارك الإسلام الفاصلة، ج-1، مطبوعة: المكتبة السلفية، القاهرة، مصر، 1988م، ص: 25
• ²⁵⁴  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 357
• ²⁵⁵  أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج-7، مطبوعة: دار المعرفة، بیروت، لبنان، 1379ه، ص: 285
• ²⁵⁶  أبو عبداللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الطنجي المعروف بابن بطوطة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار المعروف برحلة ابن بطوطة، ج-1، مطبوعة: أكادیمیة المملكة المغربیة، الرباط، المغرب، 1417ه، ص: 365
• ²⁵⁷  أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ﷺ، ج-4، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص: 27
• ²⁵⁸  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، السیرة النبویة، ج-1، مطبوعة: شركة مكتبة ومطبعة مصطفی البابي، مصر، 1955م، ص: 648
• ²⁵⁹  جلال الدین عبد الرحمن بن أبي بكر السیوطي، التوشیح شرح الجامع الصحیح، ج-6، مطبوعة: مكتبة الرشد، الریاض، السعودیة، 1998م، ص: 2714
• ²⁶⁰  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 14-15
• ²⁶¹  أبو حفص عمر بن علي ابن الملقن الشافعي، التوضیح لشرح الجامع الصحیح، ج-21، مطبوعة: دار النوادر، دمشق، السورية، 2008م، ص: 584
• ²⁶²  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 14
• ²⁶³  أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ﷺ، ج-4، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص: 37
• ²⁶⁴  أبو الفضل أحمد بن محمد الميداني، مجمع الأمثال، ج-2، مطبوعة: دار المعرفة، بيروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 444
• ²⁶⁵  أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، حديث: 5947، مطبوعة: دار السلام، الرياض، المملكة السعودية العربية، 2000م، ص: 1010
• ²⁶⁶  مولانا سید ابوالاعليٰ مودودي،سفرنامه ارض قرآن، مطبوعه: الفیصل ناشران وتاجران ِ كتب، لاهور ، باكستان، (سن اشاعت ندارد)، ص: 223
• ²⁶⁷  أبو السعادات المبارك بن محمد مجد الدين ابن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر، ج-5، مطبوعة: المكتبة العلمية، بيروت، لبنان، 1979م، ص: 19
• ²⁶⁸  أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري، ج-1، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 266
• ²⁶⁹  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 104
• ²⁷⁰  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 262
• ²⁷¹  صفي الدین عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، ج-3، مطبوعة: دار الجیل، بیروت، لبنان، 1412ه، ص: 1358
• ²⁷²  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 265
• ²⁷³  أبو القاسم محمود بن عمرو جار اللّٰه الزمخشري، الجبال والأمكنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص: 229
• ²⁷⁴  أبوبكر محمد بن موسى الهمداني، الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة، مطبوعة: دار الیمامة للنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 1415ه، ص: 685
• ²⁷⁵  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-14، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 68
• ²⁷⁶  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 104
• ²⁷⁷  أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، تهذیب اللغة، ج-10، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 350
• ²⁷⁸  أبو الفضل محمد بن مكرم ابن منظور الإفریقي، لسان العرب، ج-3، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1414ه، ص: 414
• ²⁷⁹  أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، تهذیب اللغة، ج-10، مطبوعة: دار احیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 350
• ²⁸⁰  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 262
• ²⁸¹  أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري، ج-1، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 266
• ²⁸²  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 182
• ²⁸³  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 200
• ²⁸⁴  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 105
• ²⁸⁵  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 198
• ²⁸⁶  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 263
• ²⁸⁷  أبو الفضل محمد بن مكرم ابن منظور الإفریقي، لسان العرب، ج-12، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1414ه، ص: 300
• ²⁸⁸  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، تاريخ نجد، مطبوعة: مكتبة مدبولي، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 18
• ²⁸⁹  أبو الحسن علي بن موسى ابن سعید الأندلسي، نشوة الطرب في تاریخ الجاهلیة العرب، مطبوعة: مكتبة الأقصی، عمان، الأردن، 1982م، ص: 641
• ²⁹⁰  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-3، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 457
• ²⁹¹  أبو السعادات المبارك بن محمد ابن الأثیر الجزري، النهایة في غریب الحدیث والأثر، ج-5، مطبوعة: المكتبة العلمیة، بیروت، لبنان، 1979م، ص: 112
• ²⁹²  أبو الحسن علي بن الحسین المسعودي، التنبیه والإشراف، مطبوعة: دار الصاوي، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 218
• ²⁹³  أبو جعفر محمد بن جریر الطبري، تاریخ الرسل والملوك، ج-2، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1387ه، ص: 556
• ²⁹⁴  أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري، ج-17، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 193
• ²⁹⁵  أبو العباس أحمد بن محمد الفيومي، المصباح المنیر في غریب الشرح الكبیر، ج-1، مطبوعة: المكتبة العلمیة، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 235
• ²⁹⁶  أبو الفداء إسماعیل بن عمر ابن كثیر الدمشقي، البدایة والنهایة، ج-3، مطبوعة: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الجيزة، مصر، 1997م، ص: 197
• ²⁹⁷  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-1، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 222
• ²⁹⁸  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 94
• ²⁹⁹  عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-1، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 21
• ³⁰⁰  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، تاريخ نجد، مطبوعة: مكتبة مدبولي، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 19-20
• ³⁰¹  قاضي محمد سلیمان منصور پوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلي سبیل الرشاد، مطبوعه: كانسی رام پریس، لاهور، پاكستان، 1924ء، ص: 25
• ³⁰²  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 105
• ³⁰³  قاضي محمد سلیمان منصور پوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلي سبیل الرشاد، مطبوعه: كانسی رام پریس، لاهور ، پاكستان، 1924ء، ص: 25
• ³⁰⁴  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 367
• ³⁰⁵  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، تاريخ نجد، مطبوعة: مكتبة مدبولي، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 21
• ³⁰⁶  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 105
• ³⁰⁷  عمر بن رضا كحالة الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-1، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 125
• ³⁰⁸  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 197
• ³⁰⁹  مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهیة الكویتیة، ج-17، مطبوعة: دار السلاسل، الكويت،1427ه، ص: 12
• ³¹⁰  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الكتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص: 84
• ³¹¹  أبو عبيد عبد اللّٰه بن عبد العزيز البكري، المسالك والممالك، ج-1، مطبوعة: دار الغرب الإسلامي، بیروت، لبنان، 1992م، ص: 147
• ³¹²  أبو عبيد عبد اللّٰه بن عبد العزيز البكري، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج-1، مطبوعة: عالم الكتب، بيروت، لبنان، 1403ه، ص: 9
• ³¹³  أبو عبد اللّٰه ياقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بيروت، لبنان، 1995م، ص: 137
• ³¹⁴  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 101
• ³¹⁵  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 174-175
• ³¹⁶  أبو العباس أحمد بن محمد الفيومي، المصباح المنیر في غریب الشرح الكبیر، ج-1، مطبوعة: المكتبة العلمیة، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 98
• ³¹⁷  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 196
• ³¹⁸  أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، البنایة شرح الهدایة، ج-3، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 251
• ³¹⁹  أبو جعفر محمد بن جریر الطبري، تاریخ الرسل والملوك، ج-1، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1387ه، ص: 629
• ³²⁰  القرآن، سورة البقرة 2: 126
• ³²¹  أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعیل البخاری، صحیح البخاري، حدیث: 4372، مطبوعة: دار السلام للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 1999م، ص: 742
• ³²²  أبو الحسن علي محمد عز الدين ابن الأثیر الجزري، الكامل في التاریخ، ج-1، مطبوعة: دار الكتاب العربي، بیروت، لبنان، 1997م، ص: 73
• ³²³  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 442
• ³²⁴  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 202
• ³²⁵  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 221
• ³²⁶  أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ﷺ، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص: 148
• ³²⁷  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 442
• ³²⁸  أبو الغيث خير الدين بن محمود الزركلي، الأعلام، ج-3، مطبوعة: دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 2002م، ص: 44
• ³²⁹  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-2، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 1981م، ص: 28
• ³³⁰  أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، المنتظم في تاریخ الملوك والأمم، ج-2، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1992م، ص: 51
• ³³¹  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-2، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 1981م، ص: 28
• ³³²  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التیجان في ملوك حمیر، مطبوعة: مركز الدراسات والأبحاث الیمنیة، صنعاء، الیمن، 1347ه، ص: 309
• ³³³  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 442
• ³³⁴  أبو جعفر محمد بن جریر الطبري، تاریخ الرسل والملوك، ج-1، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1387ه، ص: 629
• ³³⁵  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-2، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 1981م، ص: 27
• ³³⁶  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 442
• ³³⁷  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التیجان في ملوك حمیر، مطبوعة: مركز الدراسات والأبحاث الیمنیة، صنعاء، الیمن، 1347ه، ص: 308
• ³³⁸  نشوان بن سعید الحمیری الیمني، ملوك حمیر وأقیال الیمن، مطبوعة: دار العودة، بیروت، لبنان، 1978م، ص: 141
• ³³⁹  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التیجان في ملوك حمیر، مطبوعة: مركز الدراسات والأبحاث الیمنیة، صنعاء، الیمن، 1347ه، ص: 309
• ³⁴⁰  أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزی، المنتظم في تاریخ الملوك والأمم، ج-2، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1992م، ص: 76
• ³⁴¹  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-2، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 1981م، ص: 28-29
• ³⁴²  أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، المنتظم في تاریخ الملوك والأمم، ج-2، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1992م، ص: 76
• ³⁴³  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 196
• ³⁴⁴  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 101
• ³⁴⁵  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 196
• ³⁴⁶  أبو عبيد عبد اللّٰه بن عبد العزيز البكري، المسالك والممالك، ج-1، مطبوعة: دار الغرب الإسلامي، بیروت، لبنان، 1992م، ص: 147
• ³⁴⁷  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الكتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص: 84
• ³⁴⁸  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 174
• ³⁴⁹  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 442
• ³⁵⁰  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-4، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 1981م، ص: 119
• ³⁵¹  أبو محمد محمود بن أحمد العیني، عمدة القاري، ج-18، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 28
• ³⁵²  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 197
• ³⁵³  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الكتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص: 89
• ³⁵⁴  أبو عبید عبد اللّٰه بن عبد العزیز البكري، المسالك والممالك، ج-1، مطبوعة: دار الغرب الإسلامي، بیروت، لبنان، 1992م، ص: 370
• ³⁵⁵  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-4، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 1981م، ص: 119
• ³⁵⁶  عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیكلو پیڈیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور ، پاكستان، 1433ھ، ص: 145
• ³⁵⁷  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الكتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص: 89
• ³⁵⁸  أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج-8، مطبوعة: دار المعرفة، بیروت، لبنان، 1379ه، ص: 85
• ³⁵⁹  أبو الحسن علي بن سلطان الشهير بالملا علي القاري، مرقاة المفاتیح، ج-1، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 2002م، ص: 88
• ³⁶⁰  أبوبكر محمد بن إسحاق ابن خزیمة النیسابوري، صحیح ابن خزیمة، حدیث: 1725، ج-3، مطبوعة: المكتب الإسلامي، بیروت، لبنان، 1983م، ص: 113
• ³⁶¹  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد القرطبي، الجامع لأحكام القرآن المعروف بتفسير القرطبي، ج-18، مطبوعة: دار الكتب المصریة، القاهرة، مصر، 1964م، ص: 99
• ³⁶²  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 197
• ³⁶³  يعني أن الهدية شأنها أن تكون أمرًا غريبًا لدى المهدى إليه، ومن يهدي الدر إلى عمان، والتمر إلى يثرب ونحو ذلك، يأتي بالأمر المبتذل الكثير الذي لا عبرة به في ذلك الموضع. (أبو الفیض محمد بن محمد مرتضى الزبیدی، تاج العروس من جواهر القاموس، ج-1، مطبوعة: دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت،1965م، ص: 119)
• ³⁶⁴  أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الطنجي المعروف بابن بطوطة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار المعروف برحلة ابن بطوطة، ج-2، مطبوعة: أكادیمة المملكة المغربیة، الرباط، المغرب، 1417ه، ص: 153
• ³⁶⁵  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-4، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1981م، ص: 119
• ³⁶⁶  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 103
• ³⁶⁷  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-3، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 246- 247
• ³⁶⁸  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 150
• ³⁶⁹  جلال الدین عبد الرحمن بن أبي بكر السیوطي، التوشیح شرح الجامع الصحیح، ج-6، مطبوعة: مكتبة الرشد، الریاض، السعودیة، 1998م، ص: 2703
• ³⁷⁰  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-3، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربی، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 246
• ³⁷¹  أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة النبي الأمین المأمون المعروف بالسيرة الحلبية، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص: 532
• ³⁷²  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-3، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 246
• ³⁷³  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-7، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 202
• ³⁷⁴  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-4، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 1981م، ص: 120
• ³⁷⁵  أبو الفیض محمد بن محمد مرتضى الزبیدي، تاج العروس من جواهر القاموس، ج-35، مطبوعة: دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت، 2001م، ص: 410
• ³⁷⁶  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 103
• ³⁷⁷  أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة النبي الأمین المأمون المعروف بالسيرة الحلبية، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص: 532
• ³⁷⁸  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-3، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 246-247
• ³⁷⁹  أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري، ج-18، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 28
• ³⁸⁰  أيوب صبري باشا بن سيد شريف الإسلام الإستانبولي، موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، ج-5، مطبوعة: دار الآفاق العربية، القاهرة، مصر، 2004م، ص: 236
• ³⁸¹  أبو زید عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-4، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 1981م، ص: 120
• ³⁸²  أيضًا، ج-4، ص: 119-120
• ³⁸³  عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیكلوپیڈیا، ج-1، مطبوعه: دار السلام، لاهور، پاكستان، 1433 ھ، ص: 146
• ³⁸⁴  ول دیورانت، قصة الحضارة (تعریب: محمد بدران)، ج-11، مطبوعة: دار الجیل، بیروت، لبنان، 1988م، ص: 116
• ³⁸⁵  الشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليماني، تاريخ اليمن، مطبوعة: المطبعة السلفية ومكتبتها، القاهرة، مصر، 1346ه، ص: 282
• ³⁸⁶  الدكتور محمد بیومي مهران، دراسات في تاریخ العرب القدیم، مطبوعة: دار المعرفة الجامعیة، الإسكندرية، مصر، د. ت. ط، ص: 86
• ³⁸⁷  الشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليماني، تاريخ اليمن، مطبوعة: المطبعة السلفية ومكتبتها، القاهرة، مصر، 1346ه، ص: 282
• ³⁸⁸  أبو عبد اللّٰه محمد بن سعد البصري، الطبقات الكبرى، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1990م، ص: 38
• ³⁸⁹  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 447
• ³⁹⁰  أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة الأمین المأمون المعروف بالسيرة الحلبية، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص: 29
• ³⁹¹  أبو البقاء محمد بن موسی الدميري، النجم الوهاج في شرح المنهاج، ج-3، مطبوعة: دار المنهاج، جدة، السعودیة، 2004م، ص: 486
• ³⁹²  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-1، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 51
• ³⁹³  أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة الأمین المأمون المعروف بالسيرة الحلبية، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص: 29
• ³⁹⁴  لويس معلوف، المنجد في اللغة والأدب والعلوم، مطبوعة: المطبعة الكاثوليكية، بيروت، لبنان، 1956م، ص: 250
• ³⁹⁵  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 9
• ³⁹⁶  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 447
• ³⁹⁷  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 202-203
• ³⁹⁸  عبد اللّٰه عبد الجبار، محمد عبد المنعم خفاجي، قصة الأدب في الحجاز، مطبوعة: مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، مصر، 1980م، ص: 15
• ³⁹⁹  أبو المحاسن محمد عصفور، معالم تاریخ الشرق الأدنى القدیم، مطبوعة: دار النهضة العربية، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 249
• ⁴⁰⁰  أبو شهبة محمد بن محمد، السیرة النبویة علي ضوء القرآن والسنة، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السوریة، 1427ه، ص: 104
• ⁴⁰¹  أحمد بن إسحاق ابن واضح الأخباري، تاریخ الیعقوبي، ج-1، مطبوعة: المكتبة الحیدریة، النجف، العراق، 1964م، ص: 174
• ⁴⁰²  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-6، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 221-222
• ⁴⁰³  أيضًا، ج-6، ص: 221
• ⁴⁰⁴  زكریا بن محمد القزویني، آثار البلاد وأخبار العباد، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 51
• ⁴⁰⁵  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 205
• ⁴⁰⁶  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-6، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 221
• ⁴⁰⁷  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 167-168
• ⁴⁰⁸  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الكتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص: 91
• ⁴⁰⁹  أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الحمیري، الروض المعطار في خبر الأقطار، مطبوعة: مؤسسة ناصر للثقافة، بیروت، لبنان، 1980م، ص: 359
• ⁴¹⁰  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 109
• ⁴¹¹  الدكتور محمد بیومي مهران، دراسات في تاریخ العرب القدیم، مطبوعة: دار المعرفة الجامعیة، الإسكندرية، مصر، د. ت. ط، ص: 209
• ⁴¹²  زكریا بن محمد القزویني، آثار البلاد وأخبار العباد، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 35
• ⁴¹³  أبو الحسن علي بن سلطان الشهير بالملا علي القاري، مرقاة المفاتیح، ج-5، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 2002م، ص: 1999
• ⁴¹⁴  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 270
• ⁴¹⁵  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-3، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 130
• ⁴¹⁶  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 270
• ⁴¹⁷  صلاح عبد القادر البكري اليافعي، تاريخ حضرموت، ج-1، مطبوعة: المطبعة السلفية، القاهرة، مصر، 1354ه، ص: 30
• ⁴¹⁸  أبو الحسن علي بن سلطان الشهير بالملا علي القاري، مرقاة المفاتیح، ج-5، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 2002م، ص: 1999
• ⁴¹⁹  زكریا بن محمد القزویني، آثار البلاد وأخبار العباد، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 37
• ⁴²⁰  أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الحاكم، المستدرك علي الصحیحین، ج-2، حدیث: 4062، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1990م، ص: 615
• ⁴²¹  السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 108
• ⁴²²  أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، مصنف عبد الرزاق، حدیث: 9118، ج-5، مطبوعة: المجلس العلمي، الهند، 1403ه، ص: 115
• ⁴²³  جلال الدین عبد الرحمن بن أبي بكر السیوطي، الدر المنثور في التفسیر المأثور، ج-4، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 153
• ⁴²⁴  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 206
• ⁴²⁵  أبو عبد اللّٰه محمد بن یوسف الصالحي الشامي، سبل الهدي والرشاد في سیرة خیر العباد، ج-6، مطبوعة: دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1993م، ص: 416
• ⁴²⁶  أحمد بن یحیی البلاذري، فتوح البلدان، مطبوعة: مكتبة الهلال، بیروت، لبنان، 1988م، ص: 74
• ⁴²⁷  أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص: 115
• ⁴²⁸  محمد جمال الدين بن محمد سعيد الحلاق القاسمي، محاسن التأويل، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1418م، ص: 114
• ⁴²⁹  محمد بن عبد اللّٰه زربان الغامدي، حماية الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم حمى التوحيد، مطبوعة: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، 2003م، ص: 65
• ⁴³⁰  الشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليماني، تاريخ اليمن، مطبوعة: المطبعة السلفية ومكتبتها، القاهرة، مصر، 1346ه، ص: 288-289